الإفتاء عن "القرية المسحورة": كل شيء بقضاء الله

كتب: عبدالوهاب عيسى:

الإفتاء عن "القرية المسحورة": كل شيء بقضاء الله

الإفتاء عن "القرية المسحورة": كل شيء بقضاء الله

حالة من الجدل تشهدها قرية الكوم الأحمر، التابعة لمركز فرشوط شمال محافظة قنا، بعد رصد سيدة وهي تضع أعمالا سحرية وسط شوارع القرية، مما دفع الأهالي للاستعانة بأحد المشايخ المعروفين بفك السحر والأعمال، لإنقاذهم من أعمال المشعوذين والدجالين، الذين اتهموهم بأنّهم "قلبوا حال" الكثيرين من أبناء القرية.

وحول السحر، تقول دار الإفتاء، إنّ الله ذَكر السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات" رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أنّ جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأنّ له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته، ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾.

وأضافت الدار، في فتوى حملت رقم 546، أنّ الله -عز وجل- نفى عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء، وأنّه يجب الاعتقاد بأنّ كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأنّ الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.

وشهدت قرية "الكوم الأحمر"، التابعة لمركز فرشوط، شمال محافظة قنا، تسجيل كاميرات المراقبة بأحد المنازل، فيديو لسيدة وهي تضع أعمالا سحرية وسط شوارع القرية.

محمد العمدة الدربي، أحد المشايخ المعروف بنشاطه في فك الأعمال السحرية، قال إنّ الواقعة التي سجلتها كاميرا مراقبة مركبة على أحد منازل القرية، تظهر سيدة ترتدي ملابس سوداء، جاءت في ساعة متأخرة من الليل، ودفنت شيئا كان بحوزتها، في وسط الشارع، وهو عبارة عن كيس أسود صغير.

وأضاف أنّ عددا من أهالي القرية تواصلوا معه، وطلبوا منه استخراج العمل المدفون في الشارع، متابعا: "بعد استخراج الكيس، تأكدنا أنّها دفنت سحرا لإيذاء الناس، وجرى التعامل مع الأمر بعمل رقية شرعية، وتحصين البيت، وإبطال السحر وآثاره في مكان الدفن الذي وضع فيه".

وتابع العمدة، أنّه طمأن أهالي القرية، بعد تزايد حالة الذعر خوفاً على الفتيات من تلك الأفعال الشيطانية، وأوضح أنّ "السحر المرشوش هو الأكثر انتشارا والأرخص سعرا"، خاصةً في الصعيد، نظرا لكثرة تعامل السحرة والمشعوذين به، وأشار إلى أنّ من ضمن أعراضه تعطيل الزواج، والتفريق بين الزوجين، والشعور بالضيق والاختناق، دون أسباب طبية أو نفسية واضحة، والشعور بألم شديد في القدمين، وظهور أورام غير طبيعية، مؤكدا أنّ العلاج يكون بالرقية الشرعية بالقرآن.

ولفت إلى أنّ عدداً من شباب قرية "الكوم الأحمر" أبلغوه بأنّ أعمال السحر والشعوذة أدت إلى أمور غريبة في القرية، إلا أنّه لم يصدقهم في البداية، لكن بعدما وصل القرية، وبدأ في فك الأعمال، تبيّن أنّ "القرية تعاني العذاب بالفعل من أعمال السحرة والمشعوذين ومعاشري الجن والشياطين وزبائنهم من معدومي الأخلاق والدين"، بحسب قوله.

ولفت إلى أنّه اكتشف وجود عدد كبير من أعمال السحر، بغرض تعطيل الزواج، و"وقف حال" فتيات، وإثارة الفتنة بين الأزواج، معتبرا أنّ القرية تحتاج إلى شهر لفك الأعمال التي جرى اكتشافها حتى الآن.


مواضيع متعلقة