نزيف 30 دقيقة حتى الموت.. التفاصيل الكاملة لمقتل "فتاة المعادي"

كتب: خالد فهمي

نزيف 30 دقيقة حتى الموت.. التفاصيل الكاملة لمقتل "فتاة المعادي"

نزيف 30 دقيقة حتى الموت.. التفاصيل الكاملة لمقتل "فتاة المعادي"

لصان يتسكعان في الشوارع بسيارة بدون ألواح معدنية، بحثا عن فريسة يسرقونها في ثوان معدودة، كما اعتادا يوميا، إذ احترفا خطف حقائب السيدات، لكن في شارع 9 بالمعادي، مساء أول أمس، كانا أمام حدث لم يخطر ببالهم، أثناء مطاردتهم "فتاة المعادي" ضحيتهم الجديدة.

في هذه الليلة، كانت مريم محمد علي، صاحبة الـ24 عاما، في طريق عودتها إلى منزلها، بعد أن غادرت عملها بأحد البنوك، في سيناريو روتيني متكرر يوميا، لكن حظها العثر، اختارها أن تكون فريسة لصي "الشنط" الجديدة. 

في شارع 9 بحي المعادي الهادئ، كانت تسير "مريم" مع إحدى صديقاتها، وإذا بميكروباص أبيض اللون، مطموسة اللوحات، تمر إلى جوارهما، بسرعة كبيرة، ويطل شخص جالس بجانب السائق، ويمد يده لخطف حقيبة الموظفة البنكية الشابة، لكنها تشبثت بها وأبت أن تفرط فيها، ومع ثبات الفتاة والسرعة المارقة للسيارة، وبحكم قانون رد الفعل، ارتطمت "مريم" بعنف فى سيارة متوقفة، لتسقط على الأرض ويتمدد جسدها والدماء تنزف منه بشدة.

30 دقيقة قضتها "مريم" على الأرض، تنشع حولها رقعة واسعة من الدماء، صدرها في علو وهبوط، تصارع الموت بتيرة مجهدة، لالتققاط أنفاسها الأخيرة، لكن الأمر قد نفذ وكانت كل هذه الدقائق ما هي إلا لحظات احتضار لتلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن تصل سيارة الإسعاف إلى موقع الجريمة، وتنقلها جثة هامدة إلى مستشفى قريب.

التحريات وتحقيقات النيابة، كشفت تفاصيل الحادث المأساوي، الذي راحت ضحيته الفتاة العشرينية، مشيرة إلى أن الحادث وقع في غضون الساعة السابعة مساءً، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادي، بوفاة المجني عليها بحي المعادي.

ماذا عن سيارة الموت؟

أبلغ شاهد عيان، الشرطة، برؤيته سيارة ميكروباص أبيض اللون يستقلُّه اثنان، انتزع مُرافِق سائقِها حقيبةَ المجني عليها منها، ممَّا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ومن ثَمَّ وفاتها.

وانتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان المجني عليها وتبينت إصابتها بأنحاء متفرقة من جسمها، كما انتقلت لمعاينة مسرح الحدث بصحبةِ ضُبَّاط الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية. وتبين وجود آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلَّفتْ ضباطَ الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجني عليها.

وتمكنت النيابة العامة، من الحصول على 5 مقاطع مرئية من آلات المراقبة المُطلَّة علي موقع الحادث، والتي تبيَّن منها مرورُ السيارة التي استقلها المتهمان بسرعةٍ فائقة.

وسألت النيابة العامة شاهدًا رأى المجني عليها في صحبة أخرى تتحدثان بالقرب من السيارة التي عثرت النيابة العامة على آثارٍ دمويَّةٍ بالقرب منها، وخلال توقفهما اقتربت سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموس بيانات لوحتها المعدنية الخلفية، يستقلها اثنان أدلى بمواصفاتهما.

وأضاف أن مرافق سائقها انتزع حقيبة المجني عليها التي كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازن المجني عليها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة، بينما ابتعدت الفتاة التي كانت بصحبة المجني خوفًا أثناء وقوع الحادث، مشيرا إلى أن المجني عليها قد مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.

وعقب مرور ساعات قليلة على الحداث تمكنت مباحث القاهرة من ضبط المتهمين وتبين أنهم 3 لصوص، وكشفت التحريات أن المتهمين مسجلين خطر ومن أصحاب السوابق وأقارب، اثنان من منطقة مصر القديمة، والثالث من منطقة بولاق الدكرور، واتفقوا فيما بينهم على تشكيل عصابي لسرقة الحقائب بأسلوب الخطف باستخدام سيارة مطموسة اللوحة المعدنية.

وأضافت التحريات أن أحد المتهمين يقود السيارة الميكروباص ويقترب من الضحية والآخر يقوم بخطف الحقيبة من المجني عليها، وأنه في يوم الحادث قاما المتهمان بمزاولة نشاطهما الإجرامى، حيث اقتربا من الفتاة وانتزعا منها الحقيبة بالخطف، إلا أنها تشبثت، ومع سير الميكروباص بسرعة فائقة ارتطمت رأس الفتاة بسيارة كانت متوقفة بجوار الطريق، مما أدى إلى سقوطها وحدوث نزيف أسفر عن وفاتها.

والد فتاة المعادي: ربنا قادر ينتقكم

قال الدكتور محمد علي، الأستاذ في جامعة مصر الدولية، إنّ مراسم الدفن والعزاء تقتصر على أفراد العائلة فقط، رافضا حضور آخرين خارج ذلك النطاق أو تداول صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام بهذا الشأن، مشيرا إلى أن دفن ابنته سيتم ظهر اليوم، فى مقابر الأسرة فى بلبيس بالشرقية.

وسيطرت حالة من الحزن والألم المسيطرين على عائلة "مريم"، جعلت الأب يفضل تجنب التعليق على الواقعة بقوله: "مش هقدر اتكلم، وأرجو قبول خصوصية الحادث وابنتي".

وفيما يخص طلبه بمعاقبة المتهمين، قال الدكتور محمد علي: "مفيش أي حاجة هقولها أو هطلبها بس ربنا قادر على كل شيء وقادر ينتقم لها ".


مواضيع متعلقة