"دينا" تبدع وتخدع الجميع.. حلاوة المولد بـ"الصلصال" حقيقة أم خيال؟

10:00 ص | الخميس 15 أكتوبر 2020

يتميز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، في مصر بظهور "حلاوة المولد" في المحلات والشوارع، والطبيعي أن يُقبل الناس على شرائها من أجل أكلها والاستمتاع بأصنافها المختلفة، إلا أن المصريون دائما ما يتفردون بإبداعاتهم والخروج عن المألوف، إذ قررت سيدة، أن تصنعها بطريقة مختلفة وبمواد غير قابلة للأكل، لكن احذر فأنت أمام فخ كبير.

"حمصية، سمسمية، فولية، ملبن"، أبرز أنواع الحلويات التي صنعتها دينا عقبة، 51 سنة، مهندسة ديكور، لكنها لم تستعن بالسكر والمكسرات، بل استخدمت الصلصال والألوان الطبيعية، بشكل تكاد لا تفرق فيه إذا كانت هذه الحلوى حقيقية أم مصطنعة؟

تصميم أشكال حلاوة المولد، هواية احترفتها "دينا" منذ سنوات: "ده شغلي، اسمه فن المصغرات، وهو عبارة عن حاجة حجمها كبير، باعمل منها نموذج صغير قد الصباع أو عود الكبريت، بس هو مش منتشر في مصر.. وتخصصت في الأكل المصري والحاجات المصرية الشعبية، عملت قبل كده بسبوسة وكنافة ومحشي وبط وورق عنب".

تصمم "دينا" في كل مناسبة الأكلات الشعبية المشهورة بها، ومع اقتراب المولد النبوي الشريف، بدأت في تنفيذ حلاوة المولد، إذ أمسكت الصلصال كعادتها، وبدأت ببراعة تشكل منه نماذجا متنوعة من كل الأصناف.

تقول مهندسة الديكور: "عملت حلاوة المولد كلها، باقطع الصلصال قطع صغير وباعمل السمسم والحمص والسوداني، واسيبه ينشف، وبعدين بحط عليهم مادة تلميع عشان يبان إن فيها عسل، وكمان عشان تحميها من أي عوامل خارجية".

الملبن قد يحتاج مهارة وخامات مختلفة، ليظهر بصورة أقرب إلى الحقيقة، وهنا لم تستغن "دينا" عن الصلصال، لكنها لجأت إلى استعمال ألوان الزجاج الشفافة، ثم أضافت نوع من بودرة الأطفال البيضاء، هو حقا تحد من نوع خاص: "ماسبتش حلاوة معملتهاش، وبلونها عن طريق ألوان الباستيل، وهي ألوان بودرة".

لا تترك السيدة الخمسينية، أي شيء في منزلها إلا وتستفيد منه في تنفيذ تصميماتها، بداية من الإبرة ووصولا إلى الملعقة: "ممكن خلة سنان وإبرة وكاتر ومعالق بلاستيك، أي حاجة متوفرة في البيت باقدر استعملها في الشغل ده".

3 أيام قضتها مهندسة الديكور المبدعة، في تصميم حلاوة المولد باستخدام الصلصال، لم يصبها التعب أو الملل، هي تحب ما تعمل وتعودت عليه: "ماتعبتش، اللي بيحب الفن ده مابيهتمش بالوقت، بتبقى عاوز تطلع حاجة دقيقة، باعمل السمسم حباية حباية، ناس بيقولوا عليا مجنونة، بس ده شغلي وهوايتي".

"دينا" لا تبيع تحفتها الفنية، بل تحتفظ بها لتقيم معرضا تقدم فيه كل الأعمال والأطعمة التي قامت بتصميمها بالصلصال: "ماينفعش أبيعه عشان لو هابيعه هايتلطب مني طلبيات كتير، فلازم يبقى معايا فريق، أنا باشتغل لوحدي فبعملها هواية، الحاجات دي الناس بتستفيد بيها، في ناس بتاخدها تعمل بيها مغناطيس على التلاجة".