أزياء نوبية على الموضة.. سلاح "رشا" ضد التنمر على السُمر: إحنا حلوين

كتب: سمر صالح

أزياء نوبية على الموضة.. سلاح "رشا" ضد التنمر على السُمر: إحنا حلوين

أزياء نوبية على الموضة.. سلاح "رشا" ضد التنمر على السُمر: إحنا حلوين

لم تكن شخصية "بكار" في طفولتها رمزًا كارتونيًا أحبه أطفال جيلها، إنما مدخلًا للتنمر على بشرتها السمراء وشعرها المجعد من زملاء المدرسة والجيران في مقر سكنها الجديد بمحافظة الإسكندرية، على قدر الضيق الذي اعتلى نفسها وشعورها حينها بالخجل من شكلها، قررت أن تُظهر للجميع "حلاوة النوبيات" باستخدام أزيائهن لإنتاج خط ملابس بتفاصيل نوبية تبرز جمالهن الذي يستدعي الفخر وليس التنمر كما عانت كثيرا.

منذ أن غادرت "رشا" منشأها الأصلي في بلاد النوبة حين كانت في الرابعة من عمرها، وانتقلت مع أسرتها للاستقرار بمحافظة الإسكندرية، لم تسلم من سخرية زملاء المدرسة والمارة في الشارع من بشرتها السمراء وشعرها المضفر بالطريقة النوبية التي حرصت والدتها على إبقائها عليها طيلة فترة طفولتها، ليس فقط في تسريحة الشعر وإنما أيضًا في طريقة الملابس: "والدتي كانت بتحب تحافظ على هويتنا النوبية في اللبس وتسريحة الشعر، وده كان بيعرضني لتريقة وتنمر كتير من الناس في المدرسة والشارع"، ترك أثرًا سلبيا في نفسها بخاصة خلال المرحلة الثانوية، وسرعان ما تلاشى شعورها بالخجل من شكلها بقرار جرئ منها: "قررت أحب شكلي وهويتي مش مهم كلام الناس".

رشا: لما دخلت الكلية قررت ألبس اللبس اللي بحبه وشبهي.. وفصلت هدوم بالطابع النوبي

قرار جرئ اتخذته الفتاة العشرينية خلال دراستها بالمرحلة الجامعية لمواجهة التنمر الذي لازمها طيلة سنوات حياتها، انخرطت في عالم التفصيل وتصميم الأزياء لتنفيذ ملابس نسائية وأطفال بالطراز النوبي والإفريقي تواكب الموضة الحديثة، تأكيدًا منها على اعتزازها بهويتها: "لما دخلت الكلية قررت ألبس اللبس اللي بحبه وشبهي، واعتمدت ألوان الملابس تكون بالطابع النوبي المبهج".

أصحاب البشرة السمراء من الفتيات والأطفال هم الاختيار الذي تتجه إليه "رشا" كـ"موديل" لعرض ملابسها التي تتولى الترويج لها عبر حسابها الشخصي بموقع "فيسبوك"، لم تترك مهنتها الأساسية كمدرسة دراسات بأحد المدارس الابتدائية، وإنما أرادت أن تبرز جمال هوية أرض بلاد الذهب: "عشان أبرز حلاوة الأطفال والبنات السمرا" -بحسب تعبيرها-.

ليست بشرتها السمراء وشعرها المجعد هما السببان الوحيدان للمضايقات التي تعرضت لها "رشا" خلال سنوات حياتها بالإسكندرية، وإنما وصلت إلى التنمر والمقارنة بينها وبين زوجها لكونه من أصحاب البشرة البيضاء، كل ذلك لم تعير له بالا، وسرعان ما حققت نجاحا على مستوى معارفها وجيرانها بملابسها الأنيقة التي تصممها بنفسها، حتى بدأت البيع عبر الإنترنت، وبحسب وصفها، الألوان والطابع النوبي والتصميم ينل إعجاب الفتيات، لتكسر بذلك نظرات التنمر التي عانت منها في طفولتها.


مواضيع متعلقة