إحداهن مات زوجها وترك لها طفلين.. 3 شقيقات يواجهن صعوبات الحياة بالخزف

كتب: أسماء أبو السعود

إحداهن مات زوجها وترك لها طفلين.. 3 شقيقات يواجهن صعوبات الحياة بالخزف

إحداهن مات زوجها وترك لها طفلين.. 3 شقيقات يواجهن صعوبات الحياة بالخزف

ثلاث شقيقات، نشأن في قرية "تونس" على ضفاف بحيرة قارون، فوجدن مدرسة الفخار بابها مفتوح للجميع، فقررن تعلّم صناعة الخزف أسوةً بباقي القرية، وحُبًا في الخزافة السويسرية "إيفيلين بيوريه"، ولكي يواجهن صعوبات الحياة، خصوصًا أنّ إحداهن توفي زوجها وترك لها طفلين لتتحمل مسؤوليتهما بمفردها، فاحترفن صناعة الخزف حتى اعتمدن على أنفسهن وافتتحن ورشة خاصة بهن.

نهلة مصطفى صاحبة الـ(25 عامًا) تعلّمت صناعة الفخار على يد محمد محمود "نجل عمتها" وهو أحد خزافي القرية الأوائل الذين تعلّموا على يد إيفيلين بيوريه، وبعدمّا تعلمت ظلت تعمل معه وتحتفظ بما تكسبه من نقود حتى تمكنت من بناء ورشة ومعرض خاص بها، وبدأت العمل فيه رفقة شقيقتيها "نورا" و"صباح".

كانت "نهلة" قد انتهت للتو من حرق قطع الخزف التي صنعتها مؤخرًا، وكانت تستخرجها لتعرضها في المعرض الخاص بها، ثم بدأت بعد ذلك في رسم وتلوين القطع الأخرى، بينما كانتا شقيقتيها "صباح" و"نورا" تصنعان أشكال جديدة من الخزف بواسطة الطين على "الدولايب".

وبين طفليها "نور" و"أمير" تجلس "نورا" صاحبة الـ(27 عامًا) أكبر شقيقاتها تُعلمهما صناعة الفخار كي يتمكنا من الاعتماد على نفسيهما باكرًا دون أن يحتاجا لأحد خصوصًا أنّ زوجها توفي في حادث وتركهما في سن صغير جدًا حيث كان أحدهما رضيع، فيما تعمل هي في صناعة الخزف مساءًا، وتصنع "الفطير المشلتت" وتبيعه لزوار القرية من الأجانب والمصريين صباحًا.

أمّا صباح رغم كونها أصغرهن عُمرًا إلا أنها الأمهر بينهن لكونها بدأت تعلم الخزف قبلهن بفترة طويلة، حيث تبلغ من العمر (20 عامًا) وهي طالبة بالصف الرابع بكلية التجارة، حيث تعلّمت صناعة الخزف على يد "إيفيلين بيوريه" وعملت معها منذ كانت في الثامنة من عمرها.

وبعدما انتهت "صباح" من صناعة بعض القطع على "الدولاب" توجهت إلى المعرض لاستعراض أعمالهن، موضحةً أنّ صناعة "الخزف" تبدأ بشراء طين "أسوانلي" نسبةً إلى محافظة أسوان حيث إنّه يأتي منها، بالإضافة إلى الكاولين والبوركليه، ويتم نقع الطمي في أحواض كبيرة، ثم يتم تصفيته في حوض آخر كي يتم تنقيته من الشوائب، ثم يتم وضع الطمي فوق قماش لتصفية المياه الزائدة منه، كل ذلك يتم خلال 15 يومًا تُصبح بعدها "الطينة" جاهزة للتشكيل.

وأشارت "صباح" إلى أنّه بعد ذلك يتم تشكيل الطين على "الدولاب" إلى الأشكال المطلوبة سواء كانت أكوابا أو أباريق أو أطباقا بأحجام مختلفة، أو أي شكل آخر، ثم يتم دهان المنتجات بالطين الرمادي والأبيض، بعد ذلك يتم الرسم عليه "رسومات من الطبيعة المحيطة" سواء بالحفر أو بالفرشاة، وتترك لتجف في الهواء الطلق، بعد ذلك يتم استخدام بودرة الزجاج "الجليز" قبل حرقها كي لا تنكسر خلال عملية الحرق.

وكشفت أنّ مرحلة الحرق تستغرق يومين، حيث يتم رص القطع داخل الفرن ويتم تسخينه لمدة ساعتين، ثم تترك داخل الفرن طوال الليل، ويتم تشغيل الفرن لحرقها في الصباح، بواسطة "السولار"، كما يتم استخدام "بلاور" لتقليب الأوكسيجين داخل الفرن حتى تصل درجة الحرارة إلى الدرجة المطلوبة والتي تبلغ 10150 درجة مئوية، بعد الانتهاء من الحرق يتم تركها داخل الفرن لمدة 10 ساعات أو أكثر حتى يبرد الفرن تمامًا كي لا تنكسر القطع بسبب دخول الهواء البارد عليها فجأة وهي شديدة السخونة.

وبيّنت صباح أنّهم يصنعون قطع متنوعة ومختلفة مثل "أطباق الفاكهة والشوربة والأرز"، وأكواب الشاي والقهوة، وعلب حفظ الشيكولاتة، والمزهريات، وأطباق الزينة، وبلاط الزينة، وحيوانات وطيور للزينة، وطفايات، كاشفةً أنّ أسعار القطع تختلف حسب الحجم وتبدأ من 50 جنيهًا وحتى 2000 جنيهًا للقطعة الكبيرة مثل أطباق الزينة.

وأشارت إلى أنّها تقوم بصنع قطع خاصة بها بينما تُباع في معرض شقيقتها وتحصل هي على نسبة 40% من الأرباح، وتأخذ شقيقتها نسبة 60% لأنها تشتري الخامات ويتم صناعة كل شئ داخل ورشتها وباستخدام أجهزتها، مُبينةً أنّها تنفق جزء من دخلها على دراستها، بينما تدخر الباقي من أجل افتتاح ورشتها الخاصة بعد التخرج.


مواضيع متعلقة