القصة الكاملة للعثور على الدلافين النافقة بشواطئ مرسى علم

القصة الكاملة للعثور على الدلافين النافقة بشواطئ مرسى علم
تلقت أجهزة البحر الأحمر بلاغا يفيد بالعثور على 11 من الدلافين النافقة بساحل المنطقة الواقعة جنوب محمية وادي الجمال بشواطئ مرسى علم جنوب المحافظة.
وأشارت التقارير الأولية للحادث إلى أن الدلافين كانت تتواجد في سرب ودخلت لمنطقة منخفضة الأعماق وفشلت في الخروج من هذه المنطقة بعد احتجازها بسبب ظاهرة المد والجزر.
وكشفت مصدر مسؤول بمحميات البحر الأحمر بأن التقرير المبدئي للدلافين يوضح أن أحجامها ما بين 120 سم حتى 182 سم، وتبين الدلافين التى عثر عليها نافقة تنتمى لنوعية "ذو الأنف الزجاجي" وعددها 11 دولفين متفاوتة الأحجام من نوع الفم الزجاجي، متواجدة جميعها بالقرب من بعضها على الشاطئ في مساحة تقدر بحوالي مائتي متر مربع.
شكلت أجهزة البحر الأحمر لجنة من محميات البحر الأحمر لبحث أسباب نفوق الدلافين التي تم العثور عليها بشواطئ مرسى علم لتحديد سبب الأسباب التي أدت إلى نفوقها واتخاذ ما يلزم نحو التعامل مع الحيوانات النافقة بشكل آمن وطبقا للمعايير الصحية المتبعة في مثل تلك الحالات.
وكشف التقرير أن أعمال فحص جثث الدرافيل النافقة إلى أنها تضم سبعة إناث ناضجة وواحد ذكر ناضج وثلاث درافيل صغيرة في طور الرعاية وكانت جميعها في حالة رمية متأخرة.
وبمسح المنطقة البحرية المواجهة لموقع تواجد الدرافيل النافقة اتضح أنها عبارة عن منطقة نمو للشعاب المرجانية شريطية الشكل تمتد من الشاطئ لمسافة تقدر بحوالي خمسة كيلومتر في اتجاه المياه المفتوحة.
و انتهت أعمال فحص جثث الدرافيل النافقة وأماكن تواجدها على الشاطئ إلى أن الحادث يطابق في جميع ملابساته ظاهرة جنوح الثديات البحرية على الشواطئ التي تحدث على جميع سواحل البحار والمحيطات في العالم، وهي الظاهرة التي كانت ولازالت محل اهتمام الكثير من مراكز الأبحاث المهتمة بالحفاظ على الثدييات البحرية عالميا، وهناك العديد من المجهودات العلمية الكبيرة التي بذلت في هذا المجال للكشف عن العوامل التي تدفع الثدييات البحرية للجنوح على الشواطئ بشكل متكرر.
وتم التوصل إلى عدد من الافتراضيات حيث تنحصر نتيجة هذه الظاهرة ما بين ظاهرة طبيعية بشكل مطلق ويستدل على ذلك بحقيقة وجود مؤشرات لحدوثها من خلال رصد تجمعات غير طبيعية لهياكل هذه الحيوانات كحفريات في مناطق عديدة عالمياً. مما يدل على حدوثها سابقا منذ آلاف السنين، أو أنها ظاهرة مرتبطة بالسلوكيات الغذائية والاجتماعية لقطعان الدرافيل، بمعنى أن الدرافيل تندفع وراء الفرائس في المواقع الضحلة مما يؤدى إلى الجنوح إلى الشواطئ، أو في حالات آخرى تكون محاولة تقديم المساعدة لأحد أفراد القطيع الذي قد يتعرض للخطر خصوصاً الصغار منه.
وعليه انتهت أعمال تقييم الحادث إلى أنه نتج بشكل عرضي ودون أن يكون النشاط البشرى سبباً في حدوثه، حيث أنه من المتوقع أنها نتجت عن دخول الدرافيل النافقة داخل نطاق منطقة ذات طبيعة خاصة من حيث صعوبة تكويناتها مما نتج عنها صعوبة الخروج منها إلى المياه المفتوحة خصوصاً اثناء فترات انحصار المياه بسبب ظاهرة الجذر التي تصل إلى أقل مدي لها خلال الفترة التي شهدت حادث النفوق