هدم "فنار العجمي" بسبب كوبري.. وأستاذ فنون جميلة تبكي التفريط فيه

هدم "فنار العجمي" بسبب كوبري.. وأستاذ فنون جميلة تبكي التفريط فيه
- الإسكندرية
- حى العجمي
- فنار العجمي
- غرب الإسكندرية
- هدم مبني
- الإسكندرية
- حى العجمي
- فنار العجمي
- غرب الإسكندرية
- هدم مبني
فوجئ أهالي منطقة العجمي، غرب الإسكندرية، اليوم السبت، بهدم أحد المباني التي شيدها الفنان "محمد شاكر"، وهو المبنى الذي كان يُطلق عليه اسم "المنارة الأندلسية"، أو "فنار العجمي"، كما يطلق عليه أهالي المنطقة.
21 سنة هو عمر مبنى "المنارة الأندلسية"، الذي هدم اليوم بسبب إعاقته لبناء كوبري جديد محوري بنطاق الحي، بهدف تخفيف الضغط المروري، وتحقيق السيولة المرورية في غرب الإسكندرية، وفق ما أكد رئيس حي العجمي، السيد موسى، في تصريحاته لـ"الوطن" اليوم، حيث أكد أن المبنى كان يعيق عملية بناء الكوبري الجديد، خاصةً وأن المنطقة تشهد اختناقات مرورية يومياً، كما أن المبنى ليس أثرياً أو تاريخياً.
من جانبها، انتقدت الدكتورة منى علي رجب، الأستاذ المتفرغ بقسم التصوير الجداري في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، هدم مبنى "المنارة الأندلسية"، أو "فنار العجمي"، الذي كان يتوسط ميدان "الكيلو 21" في الإسكندرية، وأكدت أن المبنى كان يمثل رمزاً لأحد الأحداث الهامة، التي كان لها دور في انتشار الإسلام.
وقالت "رجب"، في تصريحات لـ"الوطن": "اليوم سمعت قرار إزالة وهدم عمل فني لأستاذي الفنان الكبير الدكتور محمد شاكر، الذي أحمل له جميلاً في رقبتي، وهو الذي رعى موهبتي، وأعلمنى أنني أستطيع أن ألتحق بكلية الفنون الجميلة، وأنا في عمر 45 عاماً، رغم أني كنت أعمل صيدلانية منذ تخرجي، ولي أسرة وزوج مرموق و3 أبناء في مختلف السنوات الدراسية من الجامعة والمرحلة الثانوية".
وأضافت أن "محمد شاكر" له 10 أعمال مميزة في الإسكندرية، والتي تم إهمالها أيضاً بعد الثورة، وحرق ملفات الصيانة الخاصة بالأعمال أثناء حرق مقر محافظة الإسكندرية، وبالتالي توقفت هذه الصيانة منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن، وذلك إلى جانب عشرات الأعمال الأخرى خارج الإسكندرية، وبعض بلدان العالم.
وفي إطار تعليقها على هدم مبنى "فنار العجمي"، أوضحت أستاذ التصوير الجداري بكلية الفنون الجميلة، أن "فنار العجمي" كان عبارة عن عمل فني ثلاثي الأبعاد، يبلغ مسطحه حوالي 515 متراً مربعاً، تمت إقامته في عام 1999، ويحمل أعمال فسيفساء جدارية، وزجاج معشق، والذي يعتبر رمزاً وعلامة مميزة للمكان.
كما أشارت إلى أنه تم دراسة المبنى في العديد من الرسائل العلمية من ماجستير ودكتوراه، وهو أول وأضخم عمل فني في الوطن العربي، ويرمز لحدث هام أدى إلى إنتشار الإسلام من هذه المنطقة عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث كان يوجد باب الإسكندرية، الذي عسكرت عنده الجيوش العربية الإسلامية، لمدة 60 يوماً، وهى فى طريقها إلى الأندلس، للتزود بالمؤن والتجهيزات اللازمة.
وتابعت أن المبنى استقر في ذاكرة التاريخ، وأصبح ثروة قومية تتشرف بها الإدارة المصرية، التي آمنت بضرورة الفن لخدمة المجتمع في مجال التربية الجمالية، وذلك من خلال واحد من أهم النُصب التذكارية التي ترمز إلى عبور الثقافة العربية الإسلامية من الشرق، إلى مختلف دول العالم، عبر الأندلس فى عصرها الذهبي.
وكان قد تم تكريم الفنان "محمد شاكر"، بمكتبة الإسكندرية، لتبرعه بـ4 وحدات سكنية بمنطقة "سابا باشا"، على طريق الكورنيش، بمحتوياتها من أعماله الفنيه الخاصة، فضلاً عن تبرعه بنحو 4200 متر من الأرض المملوكة له بمنطقة "كينج مريوط"، لإنشاء "مركز محمد شاكر للدراسات التشكيلية والمتحفية".
واختتمت "منى رجب" حديثها بقولها: "فوجئنا من خلال الوسائط الإلكترونية بخبر أن أحد أهم أعماله سيهدم أمام عينيه، لمعالجة تطوير منطقة ميدان الكيلو 21، أعلم أن هناك اختناق مرورى شديد، والمنطقة تحتاج لحل جذري بعمل كوبري علوي يحل هذه المشكلة"، إلا أنها شددت على أن وجود مثل هذه الأعمال الفنية يشكل عامل جذب للسياح، باعتباره رمزاً لأحد الأحداث التاريخية.
وتساءلت بقولها: "كيف سيكون تأثير هدم هذا المبنى على الطلاب والدارسين، الذين درسوا وحللوا تصميم الفكر الفلسفي لهذا العمل الفني المرتبط بالعمارة، من خلال عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، التي قدمت هذا العمل كنموذج فريد لمفهوم الأعمال التجميلية؟".