حزب "النور" في شمال سيناء.. 5 سنوات من الاختفاء "بفعل فاعل"

حزب "النور" في شمال سيناء.. 5 سنوات من الاختفاء "بفعل فاعل"
منذ مقتل المرشح الوحيد لحزب "النور"السلفي في الانتخابات البرلمانية بمحافظة شمال سيناء عام 2015، على أيدي مجموعة من العناصر التكفيرية، اختفى الحزب السلفي عن المشهد السياسي، بصورة شبه تامة، ولم يعد لها أي تواجد على الساحة السياسية.
وبحسب المصادر الأمنية، قام مسلحون يستقلون دراجة نارية، بإطلاق النار على المرشح "مصطفى عبد الرحمن"، أمين عام حزب "النور" في شمال سيناء، وذلك يوم 24 أكتوبر 2015، بينما كان يسير في أحد الشوارع بمدينة العريش.
ولم تعلن أي جهة وقتها عن مسئوليتها عن اغتيال مرشح الحزب السلفي للانتخابات البرلمانية، غير أن معلومات تداولت بين أهالي العريش، أفادت بأن خلافات بين الجماعات السلفية، التي بايعت المجموعات التكفيرية لاحقاً، كانت على خلاف عقائدي مع حزب "النور".
وبينما يرى حزب "النور"، وهو حزب سياسي ديني، أن المشاركة السياسية واجبة قومية دينية، إلا أن الجماعات المتشددة ترى الأنظمة "كافرة"، ولا يجب الدخول تحت عباءتها، أو الاعتراف بها، وهذه هي أحد أهم الأسباب الحقيقية لمقتل مرشح "النور"، واختفاء أعضاء الحزب من سيناء بشكل نهائي، رغم كثرتهم وقتها، جعلهم بعيدين كل البعد عن المشاركات أو التواجد السياسى في سيناء.
وكان "عبد الرحمن" أحد مرشحي حزب "النور" في انتخابات مجلس النواب في مرحلتها الثانية، التي جرت في 13 محافظة، من بينها شمال سيناء، في 22 و 23 من نوفمبر 2015.
وسبق الانتخابات البرلمانية مشاركة الحزب السلفي بقوة في الانتخابات الرئاسية، في مختلف الدوائر الانتخابية بشمال سيناء، خاصةً في مدينتي العريش وبئر العبد، كما أن أعضاء الحزب كانوا أول من استخدم أجهزة "اللابتوب" في استخراج أوراق الناخبين، وبدا حزب "النور" عازماً على الظهور بقوة في المشهد السياسي، في ذلك الوقت.
وتمثلت توجهات الحزب السلفي في استنكار ما تقوم به الجماعات التكفيرية من عمليات قتل وتفجيرات بحق رجال الأمن والمواطنين الأبرياء في شمال سيناء، من خلال التوجيهات التي أصدرها رئيس حزب "النور"، في ذلك الوقت، الدكتور يونس مخيون، إلى أعضاء الحزب في شمال سيناء، بإدانة جميع هذه الأعمال، كما أصدر "مخيون" بياناً أدان فيه استهداف مقر استراحة القضاة في شمال سيناء، خلال انتخابات 2015، معتبراً أنه "عمل إجرامي خسيس"، الهدف منه وقف استكمال الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق.
وخرج رئيس حزب "النور" بتصريح شهير، أكد فيه أن "هذه العمليات الإجرامية لن تثني من عزيمة الشعب المصري على استكمال الطريق، وستزيدنا تصميماً وتكاتفاً لمواجهة هذه المؤامرة الإرهابية السوداء على شعب مصر"، وطالب "مخيون" الشعب المصري بأن "يصطف صفاً واحداً لمواجهة هذا الإرهاب الأسود، وليكن هدفنا جميعاً هو الحفاظ على استقرار مصر وتماسكها وقوتها، وتجنيبها مخاطر الفوضى".
وكان أعضاء حزب "النور" على خلاف دائم مع قادة الجماعات السلفية الأخرى، حتى وإن كان هذا الخلاف "غير معلن"، إلا أن عدداً كبيراً من أعضاء الحزب، في شمال سيناء، أكدوا تلقيهم تهديدات بالقتل بشكل مستمر، وكانوا يقومون بإبلاغ الجهات الأمنية بتلك التهديدات أولاً بأول.
وعن رأي الشارع السيناوي، خاصةً في مدينة العريش، لم يكن يفرق بين حزب "النور" والجماعات السلفية الأخرى، اعتقاداً بأن "الخلاف كان قائماً على المظهر، وليس على الجوهر"، إلى أن جرى اغتيال مرشح الحزب في الانتخابات البرلمانية، الأمر الذي ساعد في تغيير صورة الحزب السلفي لدى الكثيرين من أبناء العريش.
ومنذ ذاك الحين، وبحسب متابعين للاستحقاقات الانتخابية، سواء الانتخابات الرئاسية أو مجلس الشيوخ أو النواب، لم يعد هناك تواجد لحزب "النور" في الشارع السيناوي، وهو نفس الحال بالنسبة للمسيحيين، الذين يجري اعتبارهم أيضاً هدفاً للجماعات التكفيرية، مما جعل الفصيلين بعيدين كل البعد، ليس فقط عن المشاركة في الاستحقاقات السياسية، وإنما عن التواجد في الشارع بشكل عام.