كروان مصري في النمسا.. "مريم" أصغر مغنية أوبرا في فيينا: أبهرت العالم

كتب: محمد أباظة

كروان مصري في النمسا.. "مريم" أصغر مغنية أوبرا في فيينا: أبهرت العالم

كروان مصري في النمسا.. "مريم" أصغر مغنية أوبرا في فيينا: أبهرت العالم

أقدام صغيرة، تسير بخطوات بطيئة نحو بهو واسع، لأول مرة في حياتها ستصعد سلم المسرح، مشاعر متضاربة تنتابها بين قلق وسعادة ورغبة في النجاح، منذ دقائق ردد من حولها في أذنها كلمات من قبيل "ثقي في نفسك"، "شرفي بلدك"، "هتكسري الدنيا"، لتقف الطفلة المصرية صاحبة الـ11 عاما أمام الجمهور العريض وتمسك بالميكروفون وتشدو بصوت عذب يخطف القلوب، منفذة لتلك الوصايا بحذافيرها على مسرح الأوبرا في النمسا، كأصغر مغنية مصرية هناك.

مريم إسلام طاحون، طفلة بعمر 15 عامًا، تعد أول طفلة مصرية في أوبرا النمسا، تألقت في سماء فيينا بعدما اكتشف والديها موهبتها في الغناء والعزف، ومنذ ذلك الحين انطلقت "مريم" نحو عالم الشهرة وأضحى لها معجبين ومتابعين في سن صغير، لا يسمح لها حتى باستيعاب النجاح الذي حققته.

لم يؤثر مولد "مريم" في النمسا على هويتها المصرية، بعد إصرار والديها على تعلمها اللغة العربية واللهجة المصرية والتعاليم الدينية، ومحاوطتها بالعادات والتقاليد المصرية عن طريق القنوات والبرامج والسينما ودمج ذلك بالثقافة النمساوية، مما ساعد في تكوين شخصية الطفلة على حد وصف والدها، "كنت بقولها إحنا مصريين بس عايشين في دولة أوروبية واللي كان فارق معايا إنها ترتبط بمصر".

والد مريم: تتحدث 6 لغات وتشارك نجوم الأوبرا في عروض كبيرة

عقب دخول مريم للحضانة، أعجبت بموهبة معلمتها في الغناء والعزف حتى أصبحت تقلدها، أشترى والدها لها جيتار فكانت تحاول العزف عليه وحدها دون مساعدة أحد، قبل أن تلتحق بالقسم الموسيقي لتتعلم عزف البيانو، الذي كان سبيلها للتكريم في إحدى مسابقات الأوبرا على مستوى فيينا بالمركز الأول، ووضع اسمها مع أهم نجوم الأوبرا الكبار في عروض مشتركة، وقادت عرضًا كانت بطلته لمدة عام في أول أوبرا للأطفال على مستوى العالم، لتتحدث عنها الصحف هناك ويحتفى بها السفير المصري ويقوم بتكريمها.

الغناء والعزف لم يشكلا عائقًا لـ"مريم" أمام دراستها، فكما كانت الأولى في الغناء واصلت تفوقها بالمركز الأول بين طلاب مدرستها طيلة الأعوام الدراسية، وتعلمت الإسبانية والإنجليزية واللاتينية والايطالية إضافة إلى العربية "الأم"، والألمانية كلغة رسمية للنمسا، ولم تشعر لأنها غريبة عن مجتمعها الغربي وساعدها في ذلك ثقافة الاندماج لدي المجتمع النمساوي كما ذكر والدها لـ"الوطن"، "هنا ما يهممش جنسيتك المهم بتعرف تعمل إيه وكمان هنا بيدرسولهم حاجات عن مصر".

مريم: مثلي الأعلى مجدي يعقوب.. وأتابع محمد صلاح وأحمد حلمي

يحرص إسلام طاحون والد مغنية الأوبرا الصغيرة، على ارتباطها بمصر من خلال زيارة المعالم السياحية والأثرية في كل أجازة يقضوها في مصر كالأهرامات والمتحف المصري والقلعة وميدان التحرير وبرج القاهرة ومنطقة الحسين وخان الخليلي، "بهتم أوريها أن مصر فيها حاجات حلوة وأماكن كتيرة، عشان مهما شافت تعرف إن بلدها أجمل بلد في الدنيا".

فخر واعتزاز تشعر بهما طفلة الأوبرا عقب ذكر جنسيتها المصرية على مسرح الأوبرا، كونها المصرية الوحيدة التي استطاعت الوصول لتلك المكانة، "أبهرت العالم وعرفتهم المصريين يقدروا يعملوا إيه"، فيما تأمل أن تلتحق بكلية الطب لتصبح جراحة شهير كالدكتور مجدي يعقوب مثلها الأعلى على حد قولها، فيما تتابع العديد من الفنانين والمشاهير في مصر، من بينهم الفنان أحمد حلمي واللاعب محمد صلاح نجم ليفربول.


مواضيع متعلقة