من اللعب إلى المشنقة.. "بابجي" تنهي حياة طفلين في 72 ساعة

من اللعب إلى المشنقة.. "بابجي" تنهي حياة طفلين في 72 ساعة
- لعبة ببجي
- مصرع طفلين بسبب ببجي
- الألعاب الإلكترونية
- لعبة ببجي
- مصرع طفلين بسبب ببجي
- الألعاب الإلكترونية
أصابت "بابجي" الأطفال والشباب، بحالة هوس كبيرة وصلت إلى حد الإدمان، إذ تستقطب اللعبة الآلاف منهم خلف أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، ودفع أجواء الضجيج والحماس في قتال الخصوم الافتراضيين داخل اللعبة إلى اندماج الأطفال معها وانفصالهم عن الواقع وميل سلوكياتهم إلى الحدة والعنف، لتدب الخلافات مع أفراد الأب والأم أثناء محاولة تقويمهم وتحديد أوقاتهم مع الألعاب الإلكترونية، لكن لم يكن يتخيل أحد اللعبة ستقود لاعبيها إلى الموت.
اللعبة المعتمدة على فنون القتال والحرب، دفعت طفل في الحادية عشر من العمر بقرية كفر أبراش مركز مشتول السوق الشرقية، إلى التخلص من حياته شنقا داخل غرفة نومه، بسبب نهر أسرته له ومطالبته بعدم لعب "بابجى".
وانتقل ضباط مباحث مركز مشتول السوق، إلى موقع البلاغ لمعرفة ملابساته، وتبين من التحريات الأولية قيام الطفل "يوسف م."، 11 سنة، بالصف الخامس الابتدائي، بالتخلص من حياته شنقا، بسبب نهر أسرته له ومطالبته بعدم الإكثار من لعبة بابجى وتركها، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى مشتول السوق.
وقبل 3 أيام من موت الطفل يوسف في الشرقية، كشفت النيابة العامة مصرع طفل آخر داخل منزل أسرته في بوسعيد، بسبب لعبة "بابجي" أيضا، ونقل إلى مستشفى السلام الدولي ببورسعيد، وبه آثارُ دماءٍ بالأنف.
وعلى الفور، انتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمانه، وتبينت آثار دماء من الأنف امتدت إلى وجهه وعنقه، وآثار زُرقةٍ بغالب جسده، وبتوقيع مفتش الصحة الكشف الطبي الظاهري عليه رجح أن سبب وفاته اشتباه في ارتفاع مفاجئ بضغط الدم ناتج عن السمنة المفرطة.
وسألت النيابة العامة والدَي المتوفي فشهدا برؤيتهما ابنهما ليلةَ وفاته منهمكًا في اللعب بهاتفه المحمول، ثم رأياه مستلقيًا وهاتفه على صدره، فظنَّا خلودَهُ إلى النوم، ثم لما حاولا إيقاظه ولم يستجب تبينا زُرقةً بجسده ونزيفًا من أنفه، وبعدما وصلا به المستشفى لإسعافه عَلِما بوفاته.
وأوضح الأب والأم، أن نجلهما كان دائم اللعب بالألعاب الإلكترونية خاصَّةً لعبة قتالية تُسمى "بابجي - Pubg"، وقد شهد شقيق المتوفى بنفس شهادة والديه، وكلَّفت النيابة العامة خط نجدة الطفل بإعداد تقرير حول الواقعة وتقديمه إليها. وكانت تحريات الشرطة قد أثبتت خلوَّ واقعة الوفاة من أي شبهة جنائية، وجارٍ استكمال التحقيقات.
وأفادت تحقيقات النيابة العامة، أنه لم تقطعْ بعدُ بالعلاقة السببية بين وفاة الطفل وما كان يداوم ممارسته من ألعاب إلكترونية، إلا أنها تُشير إلى سبق وفاة بعض الأطفال أو إلحاق الأذى بهم وتعريضهم إلى الخطر في وقائع سبق للنيابة العامة أن كشفت تحقيقاتُها فيها ارتباطَ وفاتهم بمداومة ممارستهم مثل تلك الألعاب.
وأهابت النيابة العامة، بالآباء وولاة الأمور إلى تحمل مسئولياتهم في ترشيد انخراط أبنائهم في مثل هذه الألعاب التي تضرُّهم ولا تنفعُهُم، وتُلحق الأذى النفسيَّ والفكريَّ والبدنيَّ بهم، ولا تُنمي مهاراتهم، وتؤكد ضرورةَ مشاركتهم فيما ينفعُهُم من رياضة وأنشطة تبني وتنمي منهم، ولا تهدم وتخرب فيهم، مختتمة: "واعلموا أن من سُبُل استهداف هذه الأمة إلحاق الأذى بأبنائها وشبابها بشتى الصور للإضرار بمستقبلها، فحافظوا على أبنائكم ومستقبل بلادكم".