بعد شفاء جمال يوسف من السرطان.. هل الدعاء يغير القدر؟ الإفتاء تجيب

بعد شفاء جمال يوسف من السرطان.. هل الدعاء يغير القدر؟ الإفتاء تجيب
احتفل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشفاء الفنان جمال يوسف من سرطان البلعوم، وذلك بعد إعلانه تعافيه وظهور نتيجة أشعة المسح الذري، داخل أحد الجهات المتخصصة، وغادر يوسف القاهرة متجها إلى العين السخنة للاستجمام مع أسرته، وتساءل كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن دور الدعاء في تغيير القدر. ويستعرض لكم "الوطن" رأي دار الإفتاء:
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الدعاء لا يغير علم الله، لكن قد يغيّر الكتاب المسطور الذي تطّلع عليه الملائكة.
وأوضح "جمعة" في إجابته عن سؤال "هل الدعاء يُغيّر القدر أم لا؟" بأن هناك قدرًا محتومًا، وقدرًا مبرمًا، قدرًا في علم الله سبحانه وتعالى، وعلم الله لا يتخلّف، مؤكدًا أن الله يعلم أن هناك دعاءً، والله يعلم أن هناك أحداثًا وهو يكتب الكتاب المسطور، وقد يخالف ما يحدث الكتابَ المسطور، لكنه لا يمكن أن يخالف علم الله القائم في نفسه الذي لا يطّلع عليه لا نبي مرسل ولا ملك مقرّب إلا بإذن الله.
وأشار "جمعة" إلى أنه عندما أدعو قد يختلف الكتاب المسطور، مكتوب في الكتاب المسطور مثلًا أني سوف أنجح في الامتحان أو أرسب في الامتحان، فدعوت الله: "يا رب أنجحني"، فوفّقني الله للإجابة ونجحت، مخالفًا للكتاب المسطور الذي يعلمه الملائكة؛ لأن الدعاء قادر على أن يُغيّر ما في الكتاب، لكن الله سبحانه وتعالى يعلم أنني سأدعو، ويعلم أنه سيتغير ما في الكاتب المسطور، ويعلم أنني سأنجح.
وفي سياق متصل، قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المقصود بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء» حيث إن القضاء المُعَلَّق وليس المُبرَم المَحتوم.
وأكد "عثمان" في إجابته عن سؤال: "هل الدعاء يغير القدر؟"، أن القضاء نوعان: «المُعَلَّق والمُبرَم»، أما المعلق فليس معلَّقًا في علم الله تعالى، فالله عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، عِلمُه أزلي أبدي لا يتغيَّر، وهو بيد الملائكة وهذا النوع هو الذي يغيره الدعاء.
وأضاف: "أما القَضَاءُ الْمُبْرَمُ أي المحتوم فلا يَرُدُّهُ شَىْءٌلا دَعْوَةُ دَاعٍ وَلا صَدَقَةُ مُتَصَدِّقٍ ولا صِلَةُ رَحِمٍ، هو القدر الذي لا يقبل التغيير"، مشيرًا إلى أن من الأمثلة على القدر المعلق: أن أبا لهب سيدخل النار لأن الله أخبرنا بذلك في سورة المسد.
وأشار إلى أن القضاء الْمُعَلَّقُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ في صُحُفِ الْمَلائِكَةِ الَّتي نَقَلُوهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ. مَثلًا يَكُونُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُم فُلانٌ إِنْ دَعَا بِكَذَا يُعْطَى كَذَا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لا يُعْطَى. وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا سَيَكُونُ مِنْهُ. فَإِنْ دَعَا حَصَلَ ذَلِكَ. وَيَكُونُ دُعاؤُهُ رَدَّ القَضَاءَ الثَّانِيَ الْمُعَلَّقَ.