سيدات الهند تواجهن الاغتصاب الجماعي.. والسلطات تكتفي بـ تعويضات مالية

سيدات الهند تواجهن الاغتصاب الجماعي.. والسلطات تكتفي بـ تعويضات مالية
أزمة جديدة تشهد فصولها الهند، على مدار الأيام الماضية، تلعب دور البطولة فيها جماعة "داليت" أو كما يطلق عليهم "المنبوذون"، حيث زادت حدة الاضطهاد والاعتداء ضد أفراد الجماعة البالغ عددهم نحو مائتي مليون شخص، بعد حوادث اغتصاب جماعي وقتل لسيدات من تلك الجماعة، فهن بحسب منظمات لحقوق الإنسان، معرضات للتمييز الطبقي والعنف الجنسي.
توفيت، أمس، شابة تبلغ من العمر 22 عاما بعد تعرضها لحادث اغتصاب جماعي، وفارقت الحياة وهي فى طريقها إلى المستشفى، وفقا لما أعلنته شرطة ولاية أوتار براديش الواقعة في شمال الهند، مؤكدة إيقاف المشتبه بهم وتوجيه تهمة الاغتصاب الجماعي والقتل لهم.
ومنحت السلطات أسرة الشابة 600 ألف روبية، أي ما يوازي 8165 دولارًا أمريكيًا، وتم التأكيد على أن الشرطة والمنطقة سيقدمان أي مساعدة ضرورية، وفقا لما نشرته شبكة "CNN".
وقالت والدة الضحية في تصريحات أوردتها قناة "إن دي تي في"، إن "سائق مركبة توك توك ألقاها أمام باب المنزل، وكانت بالكاد تقوى على الوقوف أو الكلام".
ولم يكن ذلك هو الحادث الأول، فقبل أيام قليلة على بعد كيلومترات قليلة من تلك الواقعة، تعرضت فتاة بالغة من العمر 19 عاما تنتمي لنفس الجماعة، إلى حادث اغتصاب جماعي على يد 4 رجال.
وقال أفراد عائلة الضحية إنهم عثروا عليها عارية وهي تنزف دما وقد أصابها الشلل ولسانها مشقوقا وعمودها الفقري مكسورا، وقد توفيت الثلاثاء الماضي، بعد أسبوعين من الحادث، جراء معاناتها من الجروح الخطيرة في أحد مستشفيات نيودلهي.
وقالت الشرطة إن الرجال الأربعة تم اعتقالهم، فيما تعهدت السلطات بمحاكمتهم محاكمة سريعة.
ووفقًا للمكتب الوطني لسجلات الجريمة في الهند، يتم اغتصاب ما يقرب من عشر نساء من "داليت" يوميًا في البلاد مع تسجيل ولاية أوتار براديش من بين أعلى الأرقام، من المحتمل أن يكون هذا الرقم أقل من العدد بشكل كبير حيث أن البيانات الخاصة بالعدد الإجمالي لحالات الاعتداء الجنسي المبلغ عنها غير مصنفة حسب الطبقة أو الدين، وبالتالي فإن الأرقام الدقيقة للنساء من المجتمعات المهمشة التي أبلغت عن اعتداء جنسي لا تزال غير معروفة.
ففي أغلب الأحيان لا يتم الإبلاغ عن مثل هذه الحالات بسبب الخوف من رد الفعل العنيف المتزايد من الطبقات "المهيمنة".
وأدت تلك الحوادث إلى حالة من الغليان داخل البلاد، واندلعت احتجاجات في جميع أنحاء ولاية أوتار براديش، امتدت إلى مدن رئيسية بما في ذلك نيودلهي ومومباي وكلكتا، ولا تزال مستمرة.
وردد مئات المحتجين الغاضبين هتافات ولوحوا باللافتات وهم يسيرون في الشوارع، وتجمع بعض المتظاهرين خارج مستشفى نيودلهي حيث توفيت إحدى الفتايات، ونُظم احتجاج آخر بالقرب من مقر إقامة الرئيس الهندي، وتم اعتقال عشرات الأشخاص لخرقهم قيود الوباء.
وأعلنت حكومة الولاية، فتح تحقيقًا خاصًا سينظر في اغتصاب الفتاة البالغة من العمر 19 عاما، وأن فريق التحقيق سيكون أمامه سبعة أيام لتقديم تقريره، وبمجرد انتهاء التحقيق، ستعقد جلسات استماع الرجال الأربعة في محكمة سريعة، وفقًا للمتحدث باسم حكومة الولاية السيدتيونجاي كومار.وأضاف في بيان أن أسرة المرأة حصلت أيضًا على تعويض بنحو 34 ألف دولار، ووظيفة حكومية لأحد أفراد الأسرة ومنزل جديد في القرية.
وطالب المتظاهرون بإصلاح نظام المحاكمات في البلاد، وذلك بعد تنفيذ حكم الإعدام في أربعة رجال، 20 مارس الماضي لإدانتهم باغتصاب طالبة جماعياً داخل حافلة في نيودلهي نهاية عام 2012، ما أدى إلى وفاتها، في جريمة استحالت رمزاً لآفة العنف الجنسي ضد النساء في الهند.
وأضربت سواتي ماليوال، مفوضة شؤون المرأة في في دلهي، عن الطعام خارج ضريح المهاتما غاندي في نيودلهي، العام الماضي، وطالبت المشرعين بتمرير مشروع قانون لإجبار المحاكم على تنفيذ أحكام الإعدام بحق المغتصبين في غضون ستة أشهر من إدانتهم.