"أمانة بائع محل ملابس".. سيد يعيد نصف كيلو ذهب فقدته سودانية

"أمانة بائع محل ملابس".. سيد يعيد نصف كيلو ذهب فقدته سودانية
كما هو المعتاد ذهب لمحله الساعة الواحدة ظهرًا ليتابع عمله، وصل واستراح ثم سأل الفتاة التي تعمل معه عن سير العمل، قبل أن يفاجأ بحقيبة موجودة على أحد الأرفف الجانبية، اندهشت الفتاة لرؤيتها، لتسترجع ذاكرتها وتخبره أنها تخص إحدى السيدات السودانيات التي كانت تشتري منها في الصباح، ما أثار غضبه من الفتاة بعدما علم أنها لم تفتحها حتى الآن لتعرف ما بها، خشية أن يكون بداخلها شيئًا يجلب له المتاعب، اعتزم فتحها، وبعد لحظات انحبست أنفاسه مما رآه بداخلها.
"حسيت إني فتحت مغارة على بابا".. هكذا وصف سيد على حسن 40 عامًا ومستأجر محل للملابس الحريمي بشارع عباس العقاد ما رآه في الحقيبة، لمعت عيناه بلون الذهب الذي شاهده بها وتخشبت أطرافه من الموقف، أغلق الحقيبة التي احتوت على نحو نصف كيلو من الذهب الخالص وبعض الأموال بالعملة السودانية، وتركها مقررًا أن يبلغ الشرطة إذا لم يظهر أصحابها حتى نهاية اليوم "دي مسؤولية برضو".
في تمام الساعة 5 مساءً، عادت السيدة مع ابنها ووقفت أمام سلم المحل، اليأس يتمكن من ملامح وجهها، لتسأله بنبرة خافتة: "مانسيتش حاجة عندك؟"، ليجيبها: "حاجتك كلها موجودة يا ست"، لحظات من الدهشة والفرحة توغلت بداخل السيدة السودانية منجدة عبدالله القرشي، التي أتت من السودان منذ يومين لتقدم كل ما تملك حوالي نصف كيلو ذهب لابنها مصطفى عثمان 32 عامًا، المصاب بالسرطان والذي يتواجد بمصر منذ شهر للعلاج.
يصف "مصطفى" شعوره ووالدته، حينما فقدوا الحقيبة التي تحمل تكاليف علاجه، "كنا فاقدين الأمل وقولت أخرنا هنعمل محضر وخلاص، واكتشفنا أن الشنطة ضاعت بعد 6 ساعات"، ولم يكن يعلم الشاب الثلاثيني أو والدته في أي ممكن أن تتواجد الحقيبة لأنهم دخلوا أكثر من مكان، ومن محل لآخر لم يجدوا شيئًا، لتتملكهم حالة من اليأس.
أمانة "سيد" لم تكن جديدة على المصريين على حد قول "مصطفى"، معبرًا عن امتنانه للشعب المصري الأمين، بل وزاد من الشعر بيت، بأنه أضاع هاتفه من أسبوعين في مكتب الجوازات وحينما عاد ليسأل عليه وجده بسهولة، "الحاجات دي لو في مكان تاني ممكن ما تتلاقاش".
مصطفى ووالدته صمما أن يصورا فيديو مع سيد ليشكراه على موقفه النبيل غير المشروط بمقابل معهم، ويؤكدان على أن الخير والأمانة متواجدين في مصر، وهو ما أسعد الرجل الأمين: "ضايفتهم بالقهوة وعرضوا عليا عزومة غدا علشان يبقى بينا عيش وملح وعملت كل ده لوجه الله وضميري مرتاح".