شروط استجابة الدعاء: تحري المال والطعام الحلال واختيار وقت ومكان مبارك

كتب: عبد الوهاب عيسي

شروط استجابة الدعاء: تحري المال والطعام الحلال واختيار وقت ومكان مبارك

شروط استجابة الدعاء: تحري المال والطعام الحلال واختيار وقت ومكان مبارك

بعد طول دعاء وإلحاح وعدم وجود إجابة، يبدأ الإنسان في التساؤل مثل: "لماذا لا يستجيب الله دعائي؟"، وأجاب عن هذا السؤال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار علماء الأزهر ومفتي الجمهورية السابق، بالقول: "أول شيء ننصح به أن يحقق شروط استجابة الدعاء،".

وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أنَّ أول شروط استجابة الدعاء هي: المطعم الحلال، والطعام يكون حلالًا في جانبيه، الجانب الأول: أن تأتي أموالي ودخلي من حلال، الجانب الثاني: ألا آكل الحرام، فقد حرم الله الخنزير، وحرم الله الخمر، وحرم الله الميتة، وحرم الله النجاسات.

وأضاف "جمعة"، عبر حسابه الرسمي بفيس بوك، "فإذا ابتعدت عن أن يكون مورد رزقي من الحرام، وأن أستعمل المورد الحلال في أكل حلال في الشريعة الإسلامية فإنني بذلك أكون قد تطهرت، فإذا حدث هذا التطهر فإنه يكون أرجى للدعاء فالنبي ﷺ يقول: (ربما أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام أنى يستجاب لهذا)، فقد يكون عدم الاستجابة ناتجة من تخلف شرط من شروط الدعاء".

وتابع أنَّ هناك أيضًا أوقات مباركة وأماكن مباركة يدعو الإنسان فيها ربه فيستجيب، من هذه الأوقات: وقت نزول المطر، وقت السحر في ثلث الليل الأخير، يوم الجمعة، ليلة القدر، يوم عرفة ، الوقت الذي يشعر القلب فيه وهو في حالة المظلوم فإن (دعوة المظلوم، ليس بينها وبين الله حجاب)، من الأماكن الشريفة التي يستجاب الدعاء بها: عند الكعبة المشرفة فالنبي ﷺ يقول: (يا عمر ها هنا تسكب العبرات)، وتحت الميزاب، وعند الملتزم -وسمي الملتزم لأنه يلتزم فيه استجابة الدعاء- من الأوقات الشريفة أيضا: بعد الصلوات في دبر كل صلاة.

وأشار إلى أنَّ هناك أيضًا طلب الدعاء من الأشخاص الصالحين، كذلك الدعاء يستجاب بعد ختم القرآن، يستجاب والإنسان في السجود، كل هذه الأشياء هي مساعدات لاستجابة الدعاء ، استمر في الدعاء، وحقق شروطه من عدم أكل الحرام، ولم يدخله حرام، وكذلك تقديم الطاعات، من صدقة، من ركعتين، من سجود، وألح في الدعاء، فما دمت دعيت فالله سبحانه وتعالى سوف يعطيك، إما بتنفيذ دعائك، وإما سيأتي في الوقت المناسب، وإما يدخر لك ثوابا يعطيه لك يوم القيامة، فأنت في كل الأحوال الفائز؛ ولذلك كان النبي ﷺ يقول: (الدعاء هو العبادة)، وفي حديث آخر: (الدعاء مخ العبادة)، (الدعاء هو العبادة) أصح سندا من (الدعاء مخ العبادة(، لكن سواء كان الدعاء هو ذات العبادة، أو الدعاء هو أكبر شيء في العبادة، وهو رأس العبادة، فالدعاء لا يضيع عليك إما أن يتحقق في الدنيا، وإما أن يدخر في الآخرة، وما تحقق في الدنيا إما أن يكون عاجلًا، وإما أن يكون آجلًا".


مواضيع متعلقة