صور.. تفاصيل سرقة أموال الأقباط عبر إيصالات كنسية مزورة لـ أخوة الرب

صور.. تفاصيل سرقة أموال الأقباط عبر إيصالات كنسية مزورة لـ أخوة الرب
استمرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في إصدار تحذيرات من سرقة تبرعات الأقباط، تحت دعاوى مختلفة، كان آخرها تحذير من إيبارشية ديرمواس ودلجا من تداول إيصالات مختومة بختم منسوب لخدمة "أخوة الرب" –الفقراء- بمطرانية ديرمواس.
وأكّدت المطرانية، في بيان حمل توقيع الأنبا أغابيوس، أسقف ديرمواس ودلجا، أن هذه الايصالات مزورة، وأنَّه لا توجد أي إيصالات تخص خدمة أخوة الرب أو أي خدمة أخرى تابعة للمطرانية، قائلة: "الايصالات الصادرة من المطرانية مختومة بختم المطرانية".
وأهابت الكنيسة بالأقباط عدم التعامل مع حاملي هذه الإيصالات تجنبًا للوقوع ضحية لحيل هؤلاء الأشخاص المزورين.
"الكنيسة" تحذر من أشخاص ينتحلون أسماء أساقفة للنصب على الأقباط
ودأبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على تحذير الأقباط بين فترة والأخرى من أشخاص ينتحلون أسماء أساقفة وكهنة ورهبان للنصب على الأقباط، إما بدافع السرقة أو التغرير بالفتيات بغرض ابتزازهن، مستغلين النازع الديني لدى الأقباط.
ولكن الظاهرة التي عانت منها الكنيسة خلال العقود الماضية تفاقمت في الفترة الأخيرة، حتى إن دير مارمينا العجائبي حذر الأقباط في بيانين خلال فترة أقل من 3 شهور من نصابين يجمعون التبرعات باسمه.
ومن أبرز تلك الحالات تحذير الأنبا كاراس، أسقف بنسلفانيا وتوابعها للأقباط الأرثوذكس بالولايات المتحدة الأمريكية، الأقباط من حساب مزيف على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ينتحل اسمه وصفته ويضع صورته على "الأكونت" الخاص به.
وقال الأنبا كاراس إن هذا الشخص المنتحل شخصيته يحاول التواصل مع الفيتات القبطيات، مرفقاً بعض "المنشورات" التي تؤكّد ذلك، مطالباً بالاحتراس والانتباه والحرص الشديد من هذا "الأكونت".
وأوضح الأنبا كاراس أن هذا الشخص يحاول بتلك الطريقة "النصب والاحتيال".
كما حذرت إيبراشية المنيا وأبو قرقاص من نصاب يتصل بالمواطنين ويدّعى أنه الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص ويدّعى حاجة الكنيسة إلى تبرعات.
وطالبت الكنيسة بالتدقيق والتبرع بشكل مباشر من داخلها أو التواصل مع راعى الكنيسة المعروف بالمنطقة.
كما حذرت الكنيسة، عبر بيان لدير القديسة دميانة بالبراري، من رهبان وراهبات مزيفين يستدرجون الفتيات بمكالمات هاتفية، منهم امراة تدّعي أنها راهبة بالدير وأن اسمها الراهبة "أغابي"، وبصحبتها شخص آخر قدم نفسه على أنه الراهب "ميخائيل"، مشيرًا إلى أن الشخصين يحاولان أثناء المكالمة التعرف على الفتاة واستدراجها للتكلم عن أمورها الشخصية.
وأكّد الدير، في تحذيره، أنَّ هؤلاء الأشخاص لا ينتمون للدير، داعيًا جميع أبناء الكنيسة لتوخي الحذر عند التعامل مع مثل هذه الحالات، والانتباه إلى هذه الأساليب المتلوية التي تنطوى على الاحتيال والخداع.
وكذلك حذّر دير الأنبا توماس السائح من صفحة مزورة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باسم الراهب صموئيل التوماسي.
وذكر الدير أنَّ الصفحة الموجودة على فيس بوك باسم "أبونا صموئيل" وتستخدم صورة الراهب القمص صموئيل التوماسي، أحد أباء الدير، هي صفحة مزيفة.
وأضاف الدير أنَّ الراهب ليس له حساب على صفحات التواصل الاجتماعي، ولا علاقة له بهذه الصفحة من قريب أو من بعيد، لذا نرجو من الجميع عدم التعامل معها وتوخي الحذر في التعامل مع هذه الصفحات.
وحذر دير مارمينا العجائبب، في الكينج مريوط غرب الإسكندرية، الأقباط من الانسياق وراء مجهول ينتحل صفة أحد رهبان الدير لجمع تبرعات مالية باسم الدير، وإيهام المواطنين أنَّ لديه القدرة على إيجاد وظائف ويطلب مبالغ مالية لتغطية تكلفة الطلبات.
وقال الأنبا كيرلس آفا مينا، أسقف ورئيس الدير، إنَّ هناك شخصًا مجهولًا ينتحل صفة أحد الآباء الموجودين في الدير ويطلب المساعدة وجمع التبرعات، وإن هذا الشخص لا ينتمي إلى الرهبان على الإطلاق، مقدمًا النصح بعدم التعامل معه، ومؤكدًا أن الدير لم يكلف أي شخص بالمرة بجمع تبرعات بأي شكل أو تحت أي مسمى.
كما عاود الدير التحذير من شخص مجهول الهوية ينتحل اسم أحد الرهبان لجمع التبرعات، مشيرًا إلى أن هذا النصاب يقوم بالاتصال بالكنائس وببعض الكهنة ويعرض تقديم خدمات مثل إيجاد وظائف أو إرسال تبرعات عينية ثم يطلب تحويل مبالغ مالية بدعوى تغطية نفقات هذه الخدمات.
وأضاف الدير أنَّ هذا النصاب يستخدم في ذلك أسماء بعض رهبان الدير، مهيبًا بالجميع الانتباه والحذر من هذا الشخص لتفادي الوقوع ضحية لأفعالة الرديئة.
وحذرت كنيسة العذراء مريم بعزبة النخل، في القاهرة، من شخص يدّعى الكهنوت، حيث طلب مجمع الكهنة توخى الحذر، مشيرًا إلى أن هناك شخصًا مجهولًا يتجول فى شوارع منطقة عزبة النخل وما حولها، ويزور أقباط المنطقة، ويدخل المحال التجارية مرتديًا ملابس الكاهن الأرثوذكسي، وهو ليس كاهنًا أرثوذكسيًا، ولا ينتسب بأي شكل للكنيسة، مهيبة بالأقباط عدم استقبال أى كاهن أو راهب أو خادم غريب غير معروف، كما أخلت مسؤوليتها عن التعامل مع هذا الشخص.
وفي أسوان، حذرت مطرانية الأقباط الأرثوذكس بأسوان من شخص ينتحل اسم الراهب بيشوي الباخومي لتلقي تبرعات مالية، مشيرة إلى أنه "نصاب" وليس لها علاقة على الإطلاق به.
وقالت المطرانية في بيان لها، للتنبية على الأقباط، إنَّ شخصًا يدّعي أنه الراهب "بيشوي الباخومي" يتصل تليفونيًا ببعض أبناء الكنيسة ويطلب منهم تبرعات، علمًا بأن الراهب الحقيقي ليس له علاقة على الإطلاق بالأمر، وأن هذا الشخص ينتحل اسم الراهب ويستغله لجمع المال.
وأضافت المطرانية: "نرجو في المحبة عدم تقديم أي تبرعات لأي شخص إلا إذا كان يحمل خطابًا موقعًا من الأنبا هدرا، مطران أسوان، ومختوم بختم المطرانية، وأن يكون ذلك بإيصالات معتمدة".
إيبارشية اليونان للأقباط: في ظل الظروف الراهنة نحتاج دعمكم المادي
وكانت تسببت أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، في قلة الموارد المالية لبعض إيبارشيات الكرازة المرقسية، بسبب تداعيات الوباء الاقتصادية وانخفاض المستوى المعيشي للمواطنين في مصر وخارجها.
دفع ذلك إيبارشية اليونان للأقباط الأرثوذكس، التي يتولى مسؤوليتها الأنبا بافلوس، لمناشدة الأقباط لدعم الكنائس ماديًّا بإيصالات رسمية، وقالت الإيبارشية، في بيان تم نشره على صفحة الإيبارشية الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وحمل توقيع القس يسطس برناباو: "أحبائي شعب اليونان الكريم.. الكنيسة أمنا جميعا وفلك النجاة في بحر هذا العالم الزائل.. الكنيسة تصلي من أجلكم جميعا.. وهي في ظل الظروف الراهنة تحتاج دعمكم المادي".
وأضافت الإيبارشية: "لكل من يرغب في أخذ البركة لأننا لا نعطي، ولكننا نأخذ من يد الله، وكل من يريد نوال بركة العطاء التواصل معي، وأنا أرتب كيفية أخذ البركة منه بإيصال رسمي من الكنيسة".
وتابع القس يسطس: "ولا يوجد تبرع دون إيصال، الرجاء من الشعب القبطي مساندة الأم الحقيقية التي تخدمنا جميعًا بنوال بركة العطاء، لأنه ليس من اللائق لهذا الشعب العظيم، شعب اليونان، أن يتبرع في كل مكان ويترك الكنيسة الأم التي تخدمه وتصلي من أجله محتاجة، الله يفرح قلوبكم جميعًا وأنا أثق في محبة وعطاء هذا الشعب، الرب مع جميعكم".
وسبق وكشفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن فيروس كورونا أثر اقتصاديا عليها حيث لم يؤثر في اقتصاد مصر فقط، بل في العالم كله، وبالتالي أثر على دخول الأفراد، وهو ما ألقى بظلاله على الوضع المالي للكنيسة التي في حاجة لدفع رواتب الكهنة أو الخدام المتفرغين أو الإداريين أو العمال، فضلا عن المساعدات التي تقدمها للمحتاجين ومن تعولهم الكنيسة وتشبع احتياجاتهم.
العشور والبكور والنذور والتبرعات.. مصادر لتمويل ميزانية الكنيسة
وتعتمد الكنيسة في مواردها على "عشور" الأقباط، وهو مرادف "الزكاة" عند المسلمين، فتتحصل الكنيسة على عُشر أموال الأقباط سواء كانت مرتبات أو أملاكاً أو منحاً أو أموالاً طارئة، وتضع المسيحية العشور في مرتبة الصلاة والصوم، ثم يأتي "البكور"، وهو كل شيء بكر يحصل عليه المسيحي في ثروته سواء أول مرتب أو أول علاوة، وهكذا.
ويأتي ما تتحصل عليه الكنيسة من تبرعات من أقباط الداخل أو المهجر، وتفتح الباب لتلقيها عند حدوث أى أزمة كنوع لمساعدة الكنيسة، مثلما يحدث فى بناء الكنائس الجديدة، أو كما حدث حينما تعرضت لأي أزمة طارئة، وهو بند مهمّ للكنيسة ولكنها تشكو عدم توجهه إليها بالشكل الصحيح، وانتشار عمليات النصب على الأقباط فيها، وإيهامهم بطلب الكنيسة ذلك دون معرفتها والاستيلاء على أموالهم، لذا حاولت الكنيسة تنظيم تلقِّى التبرعات عبر إيصالات رسمية من الكنائس أو فتح حسابات بنكية لتلقي تلك التبرعات.
كذلك توجد شبكة من المنظمات الكنسية التابعة للكنيسة بطريقة مباشرة وغير مباشرة تجمع التبرعات، بخاصة من المهجر، وتقيم حفلات سنوية لجمع التبرعات للكنيسة والأقباط، دون وضع شروط للتبرع الإلكتروني الذي تتلقاه تلك المنظمات وترسله للداخل بتحويلات بنكية باسم الكنيسة المصرية، لمعرفة الأشخاص والمتبرعين.
وتُعتبر كنائس المهجر مصدرًا مهمًا من التمويل والتبرع، إذ يحرص أقباط المهجر على تقديم العشور، وهو ما يتم تحويله لمصر بعد استيفاء متطلبات تلك الكنائس.
يأتي بعد ذلك ما تدره الأوقاف القبطية التي تديرها الكنيسة عبر الأراضي الزراعية والعقارات التي تمتلكها، كما تُعَدّ المشروعات الإنتاجية والمصانع التي تمتلكها الكنيسة خصوصًا في الأديرة أحد المصادر الرئيسية لتمويل الكنيسة، إذ يحتوي معظم الأديرة على أراضٍ زراعية وحدائق ومشاتل ومصانع إنتاج لحوم وورش نجارة ومزارع سمكية، فضلاً عن مزارع تسمين العجول والفراخ، وغيرها.
وتُعتبر الموالد القبطية التي تُقام في الأديرة كل عام أحد مصادر تمويل الكنيسة، وتتلقى خلالها النذور التي يتعهد بها الأقباط لله، فى حال خير يقدمه الله لهم، أو مساعدة في أمر ما، أو إنقاذ من ضيقة، وتنتشر صناديق النذور في الأديرة، فضلاً عما يدره المولد من بيع منتجات واستئجارها واستغلال الإقبال الكبير من جانب المسلمين والأقباط عليها في العملية التجارية.
وتوجد مصادر أخرى لتمويل الكنيسة، منها ما تحصِّله من رسوم في أكاليل الخطوبة والزواج وبعض الخدمات الروحية التي تقدِّمها للأقباط، ورسوم بعض المهرجانات والمناسبات، إضافة إلى ما تدره الكنيسة من أموال عبر سلسلة المدارس والمستشفيات القبطية والكليات اللاهوتية التي تقدم خدماتها للجميع دون تمييز في الداخل والمهجر، كذلك ما تتحصل عليه الكنيسة من أموال من الكتب والمجلات الكنسية والمطبعة التي تملكها والقنوات الفضائية التي تبثها.
ورغم ما تعانية الكنيسة ماليا إلا أنَّ خدماتها الاجتماعية لم تتأثر هذا العام الذي تمّ رصد ميزانية لأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية التابعة لها لعام 2020، من المتوقع أن تتجاوز 105 ملايين جنيه.