إقالة واستقالة وانسحاب.. انتخابات النواب تضرب الأحزاب من الداخل

كتب: محمد حامد

إقالة واستقالة وانسحاب.. انتخابات النواب تضرب الأحزاب من الداخل

إقالة واستقالة وانسحاب.. انتخابات النواب تضرب الأحزاب من الداخل

بالتزامن مع استعداد الساحة السياسية لإجراء انتخابات مجلس النواب المقررة في أكتوبر المقبل، ضربت الخلافات عدة أحزاب من الداخل، كان آخرها حزب الحركة الوطنية ليلحق بالمصريين الأحرار والوفد.

وفي إطار إعادة تنظيم الحزب مع اقتراب موعد الانتخابات، اتخذ رؤوف السيد، رئيس الحزب، عدة قرارات جاء أبرزها قبول استقالة النائب محمد بدراوي نائب رئيس الحزب، ورئيس هيئته البرلمانية في مجلس النواب الحالي التي تنتهي مدة انعقاده حسب الدستور في شهر يناير 2021.

وأكد "السيد"، أن قبول استقالة محمد بدرواي نائب رئيس الحزب، جاء بعد اعتذار الأخير عن الاستمرار في الحزب لظروف خاصة وشخصية.

وتقدم النائب محمد بدراوي، بأوراق ترشحه لانتخابات مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن على المقاعد الفردية في دائرة زفتى والسنطة بمحافظة الغربية.

كما قبل رئيس الحزب، استقالة حاتم الدالي نائب رئيس الحزب للشئون السياسية والتنظيمية، بعد اعتذاره أيضاً عن الاستمرار في الحزب لظروف خاصة.

وفي ذات السياق، ألغى رئيس الحزب التجديد لنجله محمد هلال كعضو بالأمانة العامة وأمينا عاما مساعدا للحزب نظرا لقيامه بالترشح لعضوية مجلس النواب كمرشح مستقل ودون الحصول على موافقة الحزب، وتعيين أحمد نشأت حمد في منصبه وأمينا للشباب.

كما شملت قرارات رئيس حزب الحركة المدنية، تعيين السفير أسامة سعد الدين مساعدا لرئيس الحزب لشئون الصناعة والتجارة، وإلغاء إشراف نواب رئيس الحزب علي أمانات المحافظات بقطاعات الوجه البحري والصعيد وشرق الدلتا.

خلافات حادة داخل الوفد حول المشاركة في الانتخابات

وفي نفس الإطار، شهد حزب الوفد مؤخراً خلافات حادة بين أعضاء الهيئة العليا، والمستشار بهاء أبوشقة رئيس الحزب، بسبب حصة الوفد في القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب، إذ قرر الأول الانسحاب منها، فيما يتمسك الأخير بالاستمرار فيها.

وكشفت مصادر حزبية لـ"الوطن"، أنّ أسماء المرشحين الذين تقدم بهم رئيس حزب الوفد لترشيحهم في القائمة الوطنية جرى اعتمادهم، بعد انتهائهم من الكشف الطبي وجميع الإجراءات المطلوبة للترشح، مؤكدة أن من بينهم أميرة بهاء أبوشقة، والنائب هاني أباظة، والنائب سعد الجمال.

وأعلن النائب هاني أباظة، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، أمس الجمعة، ترشحه لانتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها أكتوبر المقبل، ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر قطاع شرق الدلتا عن حزب الوفد.

وفي المقابل، قال المهندس حسين منصور، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إنّ الهيئة العليا تقدمت بخطاب رسمي يحمل ختم الوفد للهيئة الوطنية للانتخابات، لإفادتها بانسحاب الحزب من القائمة الوطنية.

وأكد "منصور" لـ"الوطن"، أن أي مرشحين مقدمين من قِبل رئيس حزب الوفد على القائمة الوطنية أمر غير لائحي، وخاصة بعد قرار الهيئة العليا النهائي بالانسحاب من القائمة.

وشدد على أنه في حال اعتماد أي مرشح باسم حزب الوفد في هذه القائمة، سيتخذون كل الإجراءات القانونية لحفظ حقوق الحزب.

وتابع "منصور"، أن أعضاء الهيئة العليا دعوا رئيس الحزب أكثر من مرة للحضور إلى الحزب لتوضيح سبب تمسكه بالمشاركة في القائمة ولكنه لم يحضر.

وأكمل أن رئيس الحزب بدل إصداره بيانات مناهضة لشرعية اجتماعات وقرارات الهيئة العليا عليه أن يأتي لمواجهة قيادات الحزب ويصارحهم بما بالأسماء التي رشحها في القائمة وحقيقة الاختيارات الأسرية للأبناء أو الزوجات.

ومن جانبه، اعتبر الدكتور هاني سري الدين، نائب رئيس حزب الوفد، قرار الهيئة العليا للحزب بالانسحاب من القائمة الوطنية ومقاطعة العملية الانتخابية يصب في صالح جماعة الإخوان الإرهابية، ويضر بوحدة صف الوفديين وبموقف الحزب السياسي.

ويرى "سري الدين"، أن الأفضل للحزب هو الاستمرار في القائمة الوطنية لأنه يصب في صالح النظام الدستوري الوطني، ويتناسب مع دواع الاستقرار المنشودة في ظل دعوات عدائية لنشر الفوضي.

ودخل على خط المواجهة، المهندس نبيل عبدالله، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، الذي أكد أن الهيئة العليا أعلى سلطة داخل حزب الوفد في اتخاذ القرار، وسبق وقررت بأغلبية الأعضاء عدم المشاركة في القائمة الوطنية وانتهى الأمر.

وأضاف "عبدالله"، أنّ الهيئة العليا ستجتمع اليوم السبت، لمتابعة تنفيذ قرار الانسحاب من القائمة، وبحث الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها حال اعتماد أي مرشحين للحزب في القائمة، بجانب مناقشة دعم مرشحي الوفد على المقاعد الفردية في مختلف المحافظات.

وأشار إلى أنّ الهيئة العليا خلال اجتماع السبت، ستبحث إجراءات الانتخابات على رئاسة الحزب، بما يتفق مع اللائحة بما فيها تحديد موعد لفتح باب الترشح.

وفيما دخلت الأحزاب في مناقشات حول تشكيل القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب، تفجرت الخلافات داخل حزب المصريين الأحرار، حيث استقال الدكتور أيمن أبوالعلا، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، بسبب رفض الدكتور عصام خليل رئيس الحزب، الدخول في القائمة.

وبحسب ما جاء في استقالة "أبوالعلا"، فإن إدارة "خليل" للحزب خلال الفترة الأخيرة، تسببت في إضعافه، واصفاً قرارات رئيس الحزب بالانتحار السياسي، مضيفا "لو استمر بنفس النهج سيتحول الحزب لجمعية تعاونية".

وعدد "أبوالعلا"، أسباب استقالته، وهي تخلص رئيس الحزب من الأعضاء الداعمين للحزب للاستئثار بالسلطة، وتقليص أعداد الهيئة البرلمانية للحزب من 64 نائبا إلى 9 نواب، وغلق كثير من المقرات مما أثر على نشاط الحزب في الشارع.

وحمل "أبوالعلا"، عصام خليل مسؤولية ما وصل الحزب إليه، معتبرا أنّ حزب المصريين الأحرار تحول من خلال إدارته إلى "حزب عصام خليل ومن حوله".

وأكد أن رئيس الحزب رفض دخول القائمة الوطنية لانتخابات مجلس الشيوخ، زعما منه باعتراضات تخص عدد المقاعد، وقام بفصل الأعضاء الذين دخلوا انتخابات مجلس الشيوخ تعسفيا بعدما رفض تشكيل لجنة للتنسيق مع الأحزاب الأخرى بخصوص الانتخابات، ورفض الاستماع لأعضاء الهيئة البرلمانية والمكتب السياسي، بحسب "أبوالعلا".

وفي المقابل، رد الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، قائلا: "لا مجال للجدال ولا السجال ونشكر أبوالعلا ونسأل لماذا لم يستقيل قبل عام طالما يرى أننا لسنا نظاما غير مؤسسى على خلاف الواقع".

وأكد "خليل"، أنّه رغم أن لديه صلاحية اتخاذ القرارات من خلال لائحة النظام الأساسي للحزب إلا أنّه فضل طرح الأمر الخاص بالانتخابات أمام الهيئة العليا للحزب لاتخاذ قرار بشأنها.

وتابع أنّ الهيئة العليا قررت المشاركة في الانتخابات البرلمانية ضمن القائمة الوطنية وعلى الدوائر الفردية على مستوى المحافظات، وسندفع بكوادر بالانتخابات لديها برامج ورؤى، وهدفنا الأول خدمة مصر فى ظل الظروف الراهنة، بحسب تصريحاته.

وفي سياق تلك الظروف التي يمر بها الحزب، قررت الهيئة العليا للمصريين الأحرار بالإجماع، المشاركة في انتخابات مجلس النواب من خلال القائمة الوطنية الموحدة التي تضم 12 حزبا آخر والتنسيق معها على المقاعد الفردية.


مواضيع متعلقة