أهالي أبناء قرية «دهمشا» المفقودين في رحلة هجرة غير شرعية: السماسرة يخدعون الشباب بحلم الحياة في أوروبا

أهالي أبناء قرية «دهمشا» المفقودين في رحلة هجرة غير شرعية: السماسرة يخدعون الشباب بحلم الحياة في أوروبا
سيطرت حالة من الحزن على قرية دهمشا، التابعة لمركز مشتول السوق فى محافظة الشرقية، بعد فقدان 39 شاباً من أبناء القرية بين غريق ومحبوس ومحتجز فى رحلة هجرة غير شرعية محفوفة بالمخاطر من ليبيا إلى إيطاليا.
وقال «أشرف. أ»، أحد الأهالى، إن 39 شاباً من أبناء القرية، تتراوح أعمارهم بين 15 و18سنة، وشخصاً يبلغ من العمر 35 سنة، قرروا الهجرة إلى إيطاليا، فى رحلة غير شرعية، وتم ضبط عدد منهم على سواحل ليبيا، ووصل آخرون لوجهتهم، إلا أن 17 آخرين ما زالوا مفقودين.
"وفاء": السمسار هددنا ولو مادفعناش ابننا مش هيرجع و"محمد": الشباب يسافرون دون علم أهلهم.. و"سعيد": 10 أشخاص يشتركون فى الجريمة
لم تكن وفاء بهاء الدين نجم، 40 عاماً، ربة المنزل المقيمة بقرية دهمشا التابعة لمركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، تعلم أنها لن ترى ابنها محمد سعيد سيد عبداللطيف، 18 عاماً، عامل، الذى أعدت له طعام العشاء واحتضنها وطالبها بالدعاء له قبل أن يخبرها بأنه سيتوجه إلى غرفته للنوم، عندما تستيقظ تتلقى خبراً أنه ضمن 35 من شباب القرية المفقودين فى ليبيا بعد توجههم للسفر إلى إيطاليا فى رحلة هجرة غير شرعية.
روت الأم التى غطى الحزن ملامح وجهها أن محمد ترتيبه الثانى بين أشقائه الـ5 «ولد و3 فتيات» وأنه يعمل بلاطاً منذ عدة سنوات لمساعدة والده فى تحمل نفقات المعيشة، وتابعت: «قبل شهرين استيقطت من النوم وتوجهت إلى غرفته لأطلب منه الاستيقاظ كما تعودت يومياً إلا أننى لم أجده، وبالبحث عنه علمنا من أحد أصدقائه أنه سافر إلى ليبيا تمهيداً للتوجه إلى إيطاليا، حاولنا الاتصال به أكثر من مرة دون جدوى، ثم تلقينا اتصالاً منه أخبرنا خلاله أنه وصل إلى ليبيا وسيحضر أحد الأشخاص إلى المنزل لنعطيه 25 ألف جنيه».
تسعيرة السفر تبدأ من 70 ألف جنيه
وأضافت: «عندما حضر الشخص لطلب المبلغ المالى أخبرناه أنه لا يتوفر لدينا فهددنا بأن ابننا لن يعود وأنه يمكن أن يُترك فى ليبيا ويختطفه آخرون ويطلبون مبالغ أكثر لتحريره، فاضطررنا لاقتراض المبلغ من البنك وأعطيناه له وأخبرنا أنه يجب علينا تجهيز 50 ألفاً أخرى، سيحصل على 25 ألفاً عند استقلاله المركب ومثلها عند وصوله إلى إيطاليا».
وقال سعيد محمد صبرى عبدالعزيز، والد أحد المفقودين، إن ابنه أحمد سافر غصباً عنهم ثم تقلوا اتصالاً هاتفياً منه أخبرهم خلاله أنه وصل إلى ليبيا وطلب منهم إعطاء شخص يُدعى إسلام مبلغ 25 ألف جنيه لأنه اتفق معه على تسفيره مقابل 70 ألف جنيه.
وتابع: «لم يكن أمامى سوى أن أعطى الشخص الذى أخبرنى عنه المبلغ حتى أضمن سلامة ابنى، وفى يوم 11 سبتمبر اتصل 39 شاباً من أبناء القرية وأخبرونا بأنهم سيستقلون مركباً للتوجه إلى إيطاليا، ثم انقطعت أخبارهم، وبعد 3 أيام اتصلنا بالمدعو (إسلام) فأخبرنا بأن الشباب وصلوا، وبعد ذلك أخبرنا بأن المركب غرق وبعضهم نجا»، مشيراً إلى أن هذا الشخص من بين 7 أو 10 أشخاص آخرين يشتركون فى تسفير الشباب عن طريق الهجرة غير الشرعية.
وأضاف محمد يوسف، عم أحمد حسام يوسف، 20 عاماً، أحد المفقودين فى حادث غرق مركب هجرة غير شرعية فى ليبيا، أن الأسرة علمت بخبر غرق المركب السبت الماضى، مشيراً إلى أن هناك 17 شاباً مفقودين، وتم استخراج جثتين فقط.
وواصل حديثه قائلاً: «أبناؤنا خدعهم أكثر من 7 أشخاص وأقنعوا الشباب بالسفر إلى إيطاليا عن طريق الهجرة غير الشرعية، وإذا أخطأ أبناؤنا يجب ألا نتركهم فريسة للخطأ وتتفاقم المشكلة وإنما نقف بجانبهم ونحاول حل مشكلاتهم ثم تقويمهم».
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى محافظة الشرقية صوراً وكشفاً يتضمن أسماء 17 شاباً من قرية «دهمشا» التابعة لمركز «مشتول السوق» فُقدوا فى أثناء هجرة غير شرعية لإيطاليا، فيما لم يصدر بيان رسمى يؤكّد وفاتهم غرقاً حتى الآن.
وقالت الدكتورة سحر عتمان، عضو مجلس النواب عن دائرة مشتول السوق، إنها تلقت شكاوى من أهالى قرية «دهمشا» بشأن انقطاع أخبار أبنائهم بعد هجرتهم غير الشرعية إلى إيطاليا عبر ليبيا.
وأضافت، لـ«الوطن»، أنها تسلمت كشفاً غير رسمى عبر بعض الأشخاص ممن سهّلوا لهم السفر عن طريق الهجرة غير الشرعية يتضمن أسماء 17 من أبناء القرية المفقودين من أصل 39 شاباً، حيث تم ضبط عدد من الباقين من قبَل خفر السواحل الليبية.