حكاية 4 مصريين ماتوا نتيجة للسخرية منهم.. ومن التنمر ما قتل

كتب: حسن شحاته

حكاية 4 مصريين ماتوا نتيجة للسخرية منهم.. ومن التنمر ما قتل

حكاية 4 مصريين ماتوا نتيجة للسخرية منهم.. ومن التنمر ما قتل

آلام نفسية عانى منها العديد من الأشخاص منذ ولادتهم، بسبب سخرية الآخرين من شكلهم، أو المستوى المادي له، ووظيفة أبائهم، ولكن المتنمرين لم يكتفوا بذلك، بل كانوا سببا رئيسيا في موتهم، ليجعلوهم يعانوا عذاب السخرية طوال حياتهم، وكذلك اللحظات الأخيرة قبل وفاتهم، نتيجة للطريقة التي يرحلون بها من انتحار وحرق.

وكان الطفل محمد أحمد، الذي فارق الحياة في الأونة الأخيرة، أخر ضحايا التنمر في مصر، لذلك نرصد لكم في التقرير التالي، حكاية 4 مصريين ماتوا نتيجة للسخرية منهم.

وفاة الطفل محمد أحمد

في واقعة هي الأغرب لحالة التنمر التي جرت مؤخرا، توفى على أثرها الطفل "محمد أحمد عبدالعظيم"، البالغ من العمر 9 سنوات، متأثراً بالحروق التي أصيب بها قبل شهر، نتيجة قيام 3 أطفال من زملائه بإشعال النار في جسده النحيل، في إحدى القرى بمحافظة المنوفية، بعدما سخروا منه وتنمروا على عمل والده "جامع البلاستيك" من القمامة، وبعد توبيخ الأخير لهؤلاء الأطفال في إحدى الوقائع الخاصة بسرقة البنزين، قرروا معاقبته في ابنه من خلال إلقاء كمية كبيرة من البنزين على جسده وإشعال النيران فيه، مما أدى إلى إصابته بحروق بلغت نسبتها 80%، وخضع لنحو 10 عمليات بمستشفى شبين الكوم الجامعي، لم تنجح في إنقاذ حياته.

وبدأت الواقعة في الشهر الماضي، عندما عثر ابنه على زجاجة تحتوي على كمية من البنزين، ألقى بها مجموعة من الأطفال بجوار المنزل، وأضاف: "خرجت للأطفال وقلت لهم عيب متعملوش كده تاني"، واستطرد بقوله: "على العصر قلت لبنتي اطلعي شوفي أخوكي، وعندما خرجت سمعت صراخها، فخرجت لقيت ابني مولع نار".

وعندما خرجت أخت الطفل محمد، لتبحث عنه بعد طلب والدها، ارتفع صوتها صارخة "الحق يا بابا أخويا بيولع"، فهرع الأب فوجد النيران مشتعلة في جسده، ويحاول أهالي المنطقة إطفاء النيران، وسط صدمة من الأب وعدم استيعاب ما يحدث، ولكنه سرعان ما لملم صدمته وساعدهم في إطفاء النيران، ثم أخذه إلى مستشفى قريب من المنزل، بحسب ما ذكره والد الطفل خلال حديثه لـ"الوطن".

وسرعان ما تم نقل الطفل إلى المستشفى الجامعي بشبين الكوم، نظرًا لخطورة حالته، والتي أكد الأطباء فيها على ضرورة إجراء العديد من العمليات الجراحية لكحت أماكن الحروق وترقيع تلك الأماكن، وبالفعل أجرى الطفل أكثر من 10 عمليات جراحية خلال شهر كامل، وبعض العمليات تبرع والده وعمه بجلد من جسدهما لإجراء بعض العمليات الجراحية لإزالة آثار الحروق، ولكنها فشلت ليلقى الطفل حتفه.

شاب ينتحر في الدقهلية بسبب التنمر

وفي حادثة أخرى، شهدتها محافظة الدقهلية، أقبل شاب على الانتحار بعدما شنق نفسه في سقف غرفة أعلى سطح منزله، وأكدت والدته أنه كان يهرب دائما من تنمر زملائه عليه بعد بتر يده بسبب إصابته بمرض فيها وإصابته بإعاقة فيها.

وبعد الإبلاغ عن الواقعة، انتقل رئيس مباحث مركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وجود جثة "أحمد. ع. م" 23 سنة، معلقة في سقف غرفة على سطح المنزل بحبل وجرى استدعاء النيابة العامة والتي عاينت الجثة وأمرت بإنزالها وبسؤال والدة الشاب أكدت بمروره بحالة نفسية سيئة، بسبب تنمر زملاءه عليه، وجرى تحرير محضر بالواقعة.

طفل ينتحر بسبب تنمر شقيقه في الجيزة

"عندك 12 سنة ولسه مش عارف تتكلم".. كلمات قالها شاب لشقيقه الأصغر علاء التلميذ بالمرحلة الإعدادية وسط مجموعة من أصدقائه وجيرانه أثناء جلوسهم في المنزل، جعلت الطفل الصغير ضحية جديدة للتنمر، لمعاناته من مشكلة طبية تجعله يتلعثم في الكلام، ما دفع الطفل إلى التخلص من حياته.

انفضت جلسة السخرية وعاد كل شاب إلى منزله لكن "علاء" وجد نفسه يتحرك ناحية أرض والده الزراعية التي تبعد عن المنزل 500 متر، ويتذكر ما قاله أخوه وأصدقائه وأنه كان موضع سخرية ما أصابه بالحزن والاكتئاب فصنع مشنقة من حبل بلاستيكي وثبتها في فرع شجرة وشنق نفسه.

ساعتان من البحث عن علاء، حتى عُثر على جثة الطفل معلقة في حبل بأرض والده، وتحرر محضر بالواقعة في مركز شرطة العياط، بالعثور على جثة الطفل وكلف اللواء مصطفى شحاتهة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة المباحث بفحص ملابسات الحادث، حيث بينت التحريات أن الوفاة ناتجة عن انتحار الطفل ولا توجد شبهة جنائية في الحادث.

انتحار طالبة في الإسكندرية بعد التنمر عليها

وشهدت منطقة كرموز بالإسكندرية، ضحية للتنمر أيضًا، بعدما انتحرت طالبة تدعى إيمان صالح، من العقار محل سكنها، بالطابق الرابع، ببلوك رقم 5 بمساكن "بشاير الخير"، بسبب سوء المعاملة والتنمر منها من قبل زملائها والمشرفين بالمعهد الفني الصحي التابع لمستشفى جمال عبدالناصر الذي كانت تدرس به الطالبة المنتحرة.

وحصلت "الوطن" على تفريغ التسجيل الصوتي للطالبة المنتحرة "إيمان صالح"، لمدة 5 دقائق، الذي أرسلته لزميلتها بالمعهد، وتدعى "جاكلين" رسالة صوتية عبر "واتس آب" وكانت تقول، "يوم الخميس أخدوني المكتب وهناء تقول لأسماء بصي شعرها منكوش إزاي، وأسماء تقولها دي شبه الولاد، وبتتهمني إن إسلوبي السنة دي غير لائق مع زمايلي وإن لما بتكلمني مش برد عليها، وبسألها أرد أقول إيه؟ وبحاول أفهمها إن عدم ردي هو احترام ليها لأن لما كنت برد كانوا بيقولوا عليا قليلة الأدب وبيجبروني على الاعتذار".

وأضافت الطالبة المنتحرة، بالمقطع الصوتي، أن المشرفات تسببوا في ضرب والدتها لها عندما أخبروها أنها سبب في فساد باقي زميلاتها، متسائلة، "يعني هما زعلانين السنة دي علشان مبقتش بجيبلهم هدايا زي السنة اللي فاتت؟"، موضحة "حرام اللي بيحصل ولازم يكون في رحمة، طول ما هي بتضطهدني وتنتقدني أنا هكرهها وهكره المعهد وهكره الدراسة كلها وأنا من ساعة ما دخلت تمريض وأنا تعبانة نفسيا وطول الوقت في اكتئاب وتعبت والله".


مواضيع متعلقة