مدينة بالأقصر تنافس إيطاليا في إنتاج الطماطم المجففة

مدينة بالأقصر تنافس إيطاليا في إنتاج الطماطم المجففة
أصبح مشروع تجفيف الطماطم من أنجح المشروعات في جنوب محافظة الأقصر، حيث يسهم في فتح أسواق عالمية حقيقية، بعد احتلال مركز إسنا المرتبة الثانية عالمياً في جودة الطماطم المجففة، منافساً لإيطاليا، التي تربطها مع المركز اتفاقيات ومشاريع تعاون في هذا المجال.
ويُعد تجفيف الطماطم، في الوقت الراهن، أحد الأنشطة التي يمكن التعويل عليها مستقبلاً، خاصةً أن هناك مئات الأطنان المهدرة سنوياً، والزائدة عن حاجة السوق، فضلاً عن قابلية الطماطم للتلف، ويأتي استغلال هذه الكميات كأحد الخيارات الأكثر ربحية للمزارعين في محافظة الأقصر، الذين يعكفون على توسيع رقعة الأراضي المنزرعة بهذا المحصول.
وبحسب مكتب منظمة الأمم المتحدة للتنمية الزراعية "اليونيدو"، في الأقصر، فإن مصر لديها ثروة هائلة من محصول الطماطم، أحد المحاصيل الاستراتيجية عالمياً، حيث تُعد ثاني منتج للطماطم، بحجم إنتاج سنوي يبلغ حوالي 8.5 مليون طن، ومع ذلك فإن معدل الفاقد من هذا المحصول مرتفع جداً، يتراوح بين 30 و40% من إجمالي الإنتاج، بينما النسبة التي تدخل عملية التصنيع لا تتجاوز 3%.
ويركز مشروع "مبادرة التجارة الخضراء"، التابع لـ"اليونيدو"، على مشروع تجفيف الطماطم، كأحد الحلول المهمة لنقص الأغذية، كما أن له مستقبل كبير في مجال التصنيع الزراعي لمحصول الطماطم، بحسب المهندس خالد عبد الراضي، وكيل وزارة الزراعة بالأقصر.
وأوضح "عبد الراضي" أن مشروع تجفيف الطماطم بدأ تنفيذه عام 2013، وذلك بعدما قامت منظمة "اليونيدو" بإنشاء وحدة تجفيف، كمنحة لجمعية "طفنيس" لتنمية المجتمعات الزراعية والتي يمكن استخدامها لتجفيف كل أنواع الخضروات والفاكهة، وأسهمت الوحدة في توفير العديد من فرص العمل، وجرى تصدير عدة شحنات من الطماطم المجففة إلى السوق الإيطالي من إنتاج الوحدة.
وأضاف "عبد الراضي"، في تصريحات لـ"الوطن"، أنه تم أيضاً تدريب نحو 40 مزارعاً، ضمن المشروع، من جانب الخبير الإيطالي بيركل برديليس، والمهندس بهاء إسماعيل، المدير الفني بالمنظمة، وجرى تعريف المزارعين بأهمية هذه الصناعة، كما تم التطرق إلى الجانب الفني، عن طريق استخدام طرق زراعية أحدث، كالزراعة المحمية وغيرها، وبتكاليف أقل لمضاعفة إنتاجية الفدان، وزيادة دخل المزارعين.
نجاح التجربة ساعد على توسعها، حيث أقبل مزارعو الأقصر، وخاصةً في مدينة إسنا جنوب المحافظة، على زراعة ذلك المحصول، ليصل إجمالي المساحات المزروعة بالطماطم إلى 357 ألف و627 فداناً، بمتوسط إنتاجية يصل إلى 40 طناً للفدان، بإجمالي إنتاج 14 مليون و280 ألف طن، منها مساحة 29 ألف فدان يتم زراعتها بالطماطم للعروة النيلية، و141 ألف فدان للعروة الشتوية، و188 ألف فدان للعروة الصيفية، بينما يبلغ إجمالي مساحات زراعات الطماطم في مصر، حوالي 400 ألف فدان، وهي ثاني محصول بعد البطاطس.
وأوضح وكيل وزارة الزراعة أن جودة المنتج النهائي للطماطم المجففة ساهم بشكل كبير في جعل المنتج المصري من الصادرات الأعلى طلباً بين مستوردي الطماطم المجففة في العالم، ويقوم وفد برازيلي أرجنتيني، من أكبر مستوردي الطماطم المجففة في العالم، بمتابعة خطوط إنتاج الطماطم المجففة في المحافظة، بعد استخدام التقنيات الحديثة، والتي تساعد على فتح أسواق جديدة في الدول الكبرى، بالتعاون مع عدد من الشركات الخاصة.