انتخابات مجلس النواب وقرار الصندوق
لا صوت يعلو الآن فوق صوت انتخابات مجلس النواب وما يصاحبها من جدل وحديث حول عدد المترشحين ما بين حزبيين ومستقلين وما أثاره البعض من أن ترتيب التقدم لحزب معين قد يكون رسالة مفادها أن الدولة تقف بشكل أو بآخر منحازة لحزب فى مواجهة آخر، ومن خلال معايشتى للحياة السياسية والحزبية، وأنا أحد من خاضوا انتخابات ٢٠١٥ على المقعد الفردى بدائرة شبرا الخيمة، أستطيع أن أجزم بأن الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى مهتمة بأن تكون نتيجة الانتخابات معبرة عن إرادة الناس والتى يعبّر عنها الصندوق الانتخابى، وأن ما تشهده بعض الاستحقاقات الانتخابية من محاولة حزب أو مرشح لتزييف إرادة الناس عن طريق استخدام رشاوى انتخابية سواء بتوزيع سلع غذائية أو أموال ليست إلا تصرفات تعبر عن ثقافة وسلوك من يمارسها، كما أننى من المؤمنين بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يواصل الليل بالنهار لبناء دولة مدنية حديثة مؤمن تماماً بأن بناء هذه الدولة لن يكون فقط بتحديث الدولة ومرافقها وبنيتها التحتية، بل بتحديث النظام السياسى ودعم التعددية الحزبية المحمية دستورياً، والرئيس قالها جهاراً نهاراً أنه ليس له ظهير حزبى وأن ظهيره هو ظهير شعبى يضم كل المصريين الواثقين فى الرئيس وسياساته، قالها الرئيس واضحة قاطعة فى الفيوم أثناء افتتاح بعض المشروعات القومية أنه ليس داعماً لحزب على حساب آخر وأنه يقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب، وطالب الأحزاب السياسية بزيادة وجودها الحقيقى بالشارع والسعى لكسب ثقة المواطن ونصح الجميع بالتفكير الجدى فى دمج الأحزاب لنكون أمام عدد معقول من الأحزاب قادرة على المنافسة فى الاستحقاقات الانتخابية وتداول السلطة فيما بينها.
تلك هى قناعات الرئيس التى تلتزم بها جميع مؤسسات الدولة المصرية وأجهزتها، يبقى الآن أن تتحرك كل الأحزاب السياسية لتغيير واقعها الشعبى وأن تعلى القيم المؤسسية وأن تتخلص من أمراضها السياسية القديمة بتحكم عدة أفراد فى مصير تلك الأحزاب لتحقيق مصالحها الشخصية، وأذكر هنا قيادات بعض الأحزاب الذين ذهبوا للتفاوض باسم حزبهم للانضمام للقائمة الوطنية الانتخابية فتفاوضوا لأنفسهم وأضاعوا فرص شباب حزبهم واقتنصوا المقاعد لأنفسهم غير عابئين وغير مكترثين بأن تصرفهم الانتهازى ضرب حزبهم وكوادره وشبابه فى مقتل وأحبطوا شباباً آمن بالتجربة الحزبية وانضم لها أملاً فى أن يجد له طريقاً يحقق من خلاله طموحه السياسى، فوجد نفسه فى مغارة على بابا، هذه القيادات الانتهازية ببعض الأحزاب هى أكثر ما يضر التجربة الحزبية ويحبط جيلاً شاباً وجد أمامه حائط صد لكل تطلعاته السياسية ممثلاً فى مثل هذه القيادات الذين لم يستوعبوا درس التمكين والإتاحة للشباب الذى حفره الرئيس السيسى فى ذاكرة الأمة من خلال برامج إعداد وتدريب الشباب وتمكينه حتى رأينا شباباً نواباً للوزراء والمحافظين، وكذلك إفراز تجربة رائعة من الإعداد والتمكين للشباب وهى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التى أصبحت نموذجاً يُحتذى به فى كيفية إعداد شباب قادر على تحمل المسئولية الوطنية والمشاركة الحقيقية فى بناء الدولة المصرية الحديثة.
وللحديث بقية..