إرنستوا مونيتا.. صحفي إيطالي دافع عن منزله فحصل على جائزة نوبل للسلام

إرنستوا مونيتا.. صحفي إيطالي دافع عن منزله فحصل على جائزة نوبل للسلام
لم يكن يتخيل إرنستو مونيتا أن دفاعه عن منزله الصغير بأحد شوارع مدينة ميلانو الإيطالية سيكون الخطوة الأولى لنيل واحدة من أرفع الجوائز العالمية، لاسيما لو كانت جائزة نوبل، فما هي قصة هذا الرجل الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 20 سبتمبر من العام 1833 والحاصل على جائزة نوبل في السلام؟.
قضى "مونيتا" سنوات حياته الأولى في منزل صغير في أحد شوارع مدينة ميلانو الإيطالية التي كانت في ذلك الوقت تتعرض للاحتلال من النمساويين، بحسب ما ذُكر عنه، الأمر الذي قابله سكان المدينة بالمقاومة، فكل من يستطيع حمل السلاح في ذلك الوقت كان يشارك في الحرب من أجل تحرير المدينة.
عمل صحفيًا وانضم للجيش الإيطالي وقاد حملة لنبذ العنف
كان عمره في فترة الاحتلال خمسة عشر عامًا فقط، وفي أحد الأيام تعرض منزله لهجوم من قبل جنود نمساويين، واضطر "إرنتستوا" في هذه اللحظة أن يحمل السلاح، ويقاتل لأول مرة مع والده وأخوته للدفاع عن منزلهم ومدينتهم، وفي كل يوم يرى فيها إرنستو جثث الجنود على جنبات الطريق والأرصفة كان يتأثر كثيرًا، وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه حاول بشتى الطرق البحث عن وسيلة لمنع هذه المذابح التي أودت بحياة عدد كبير من كلا الطرفين.
ومن هنا، بدأت فكرة الدعوة للسلام ونبذ العنف تستحوذ على تفكير "إرنستوا"، الذي أمضى الكثير من الوقت في محاولات عديدة استطاع من خلالها وقف الحرب وتحقيق السلام والاستقلال لإيطاليا.
كما ذُكر عنه أنه عمل فترة في الصحافة، ثم انضم للجيش الإيطالي، وتأثر "إرنستو" كثيرًا بالحياة العسكرية، وركز اهتمامه على القضايا العسكرية، وكانت قضيته الأساسية هو الافتقار إلى النتائج الجوهرية التي حققتها الحروب العسكرية، ثم شارك فيما بعد في العديد من الأنشطة من أجل نشر السلام العالمي.
وخلال الثلاثين عامًا التي قضاها بالعمل في الحياة العسكرية جمع خلالها "إرنستو" الأفكار والمواد التي كانت فكرة كتابه "الحروب والتمرد والسلام في القرن التالسع عشر"، والذي نشره في أربعة مجلدات عام 1903،و1904، و1906، و1910، ويعتبر الكتاب ذو أهمية قصوى حيث يصف فية تطور حركة السلام الدولية خلال القرن التاسع عشر.
وأصبح الفائز بنوبل الممثل الإيطالي في لجنة مكتب السلام الدولي في عام 1895 وحضر مؤتمرات السلام لسنوات عديدة، وكان يحظى بالاحترام بشكل متزايد من جميع الشعب الإيطالي، وفي عام 1906 خطط وبنى جناحًا للسلام في معرض ميلانو الدولي، كما ترأس المؤتمر الدولي السنوي الخامس عشر للسلام من عام 1900 حتى وفاته عام 1918.
وفي 10 سبتمبر 1907 مُنح إرنستو مونيتا جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده المبذولة في إحلال ونشر السلام ونبذ العنف والكراهية، وذلك بعد مسيرة عطاء طويلة بدأها وهو في عمر 15 عامًا عندما كانت الحرب هي ملهمته في تشكيل أفكاره ورسم مسار حياته عبر مسيرة من العطاء امتدت لـ58 عامًا.