صدفة على حطام مرفأ بيروت أعادت "جورج" لسنوات الدراسة بالإسكندرية

صدفة على حطام مرفأ بيروت أعادت "جورج" لسنوات الدراسة بالإسكندرية
فوق حطام مكتبه الهندسي القريب من مرفأ بيروت، استعاد اللبناني "جورج" ذكريات مرت عليها سنوات طوال، وأبت ذاكرته وضعها في طي النسيان، انجذبت أذنيه للهجة فتاة مصرية تنادي على أصدقائها المصريين، جاءوا جميعا متطوعين لإعادة إعمار بيروت، فاقترب منهم واستشف نشأتها السكندرية من لكنتها.
حديث قصير لم يتجاوز الدقائق القليلة دار بينهما، انتهى بمحادثة إلكترونية بينه وبين أستاذه الجامعي حين كان طالبا للهندسة بالأكاديمية البحرية في مصر: "لما اتكلمت مع آيات عرفت إنها من اسكندرية حبيت أخليها تتعرف على دكتوري من أيام الجامعة وكلمته"، حسب ما قال المهندس جوج فخوري في بداية حديثه لـ"الوطن"، عن الصدفة غير المرتبة التي أحيت ذكريات شبابه.
قبل نحو 25 عاما اتخذ جورج قرارا باستكمال دراسته الجامعية في مصر، واختار دراسة هندسة السفن بالأكاديمية البحرية بالإسكندرية، وهو التخصص غير المتوفر دراسته بلبنان، وبحسب وصفه، جميع أساتذته بالجامعة صاروا إخوة له ولم تنقطع صلته بهم رغم مرور سنوات طوال: "كل 5 سنين باجي مصر وأقابلهم وهما لما بيجوا لبنان بيزورونا، بقينا إخوة مش مجرد تلميذ ودكتور".
جورج درس هندسة السفن في الأكاديمية البحرية بالإسكندرية قبل 25 عاما
مكتب لصيانة السفن يتوسط مرفأ بيروت الذي شهد انفجارا في الرابع من أغسطس الماضي، يمتلكه المهندس اللبناني أصبح حطاما بفعل الحادث، فقد معه بضاعة تقدر بـ100 ألف دولار، نجا من الموت بأعجوبة هو وابنه اللذين تواجدا على بعد مسافة 200 متر فقط من مركز الانفجار: "نجيت من الموت بأعجوبة لكن الله كبير بيعوضنا".
ذكريات استعادها الرجل الخمسيني مع آيات، المصرية المتطوعة في إعادة إعمار بيروت، اتصل على أستاذه وعرفه بها: "قولتله عندي نموذج مصري جدع عايزك تتعرف عليه واتكلموا"، مقاوما بذلك أوجاعه على خسارة مكتبه وبضاعته: "بحب المصريين واللي شرب ميّة النيل عمره ما ينساها وروحه تتعلق بمصر"، بحسب تعبيره.