انشقاقات التنظيم.. قصة رفض "القرضاوي" مرتين منصب مرشد الإخوان

كتب: مصطفى رحومة:

انشقاقات التنظيم.. قصة رفض "القرضاوي" مرتين منصب مرشد الإخوان

انشقاقات التنظيم.. قصة رفض "القرضاوي" مرتين منصب مرشد الإخوان

يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي "أزمة قيادة" يعاني منها منذ ثورة الثلاثين من يونيو 2013، بعد القبض على قيادات مكتب الإرشاد وعلى رأسهم مرشد التنظيم محمد بديع، على ذمة عدة قضايا إرهابية، وأفضت إلى وجود جناحين متصارعين أحدهما سمي بالجبهة التاريخية والأخرى "جبهة الشباب" تم حسمها بتولي محمود عزت بدعم من التنظيم الدولي مهام القائم بأعمال المرشد.

وبعد سقوط "عزت" في قبضة الأجهزة الأمنية في ضربة أمنية ناجحة لوزارة الداخلية، تأجج الخلاف من جديد وخاصة مع تنصيب إبراهيم منير نفسه مرشدا للإخوان، وفتح المجال للحديث عن مرشدي الجماعة.

وكشف الإخواني الهارب إلى تركيا "عصام تليمة"، عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"، في منشور حمل عنوان: "القائم بأعمال المرشد الجديد من يكون؟"، أنه عرض على يوسف القرضاوي الذي عمل لديه مديرا لمكتبه، تولي منصب مرشد الإخوان مرتين ولكن القرضاوي رفض.

الواقعة الأولى التي رفض "القرضاوي" تولي زمام أمور الجماعة، كانت في سبعينيات القرن الماضي، حينما مات مرشد التنظيم حينها حسن الهضيبي، عام 1973، وكان وقتها التنظيم بدأ قادته التاريخيون الخروج من السجون بجانب انتشاره في العديد من الدول العربية والأوروبية عبر المساجد والمراكز الدينية.

وحول ذلك يقول "تليمة": "فكرت المجموعة القائمة على إدارة التنظيم، في اختيار مرشد بعد الهضيبي الأب، فوجدوا أنهم بحاجة لعالم منفتح، يخلف الرجل، فكلموا الشيخ القرضاوي، فاعتذر، وتم ترشيح الشيخ الغزالي، ولم يتشجعوا لذلك، للخلاف القديم معه، وأنه ربما يجد معارضة ممن خرجوا من السجون. فاختاروا عمر التلمساني كشخصية منفتحة، يريدون بها العودة للمجتمع المصري، بعد غياب سنوات قاربت العشرين سنة في السجون".

المرة الثانية التي يذكرها "تليمة" كانت في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، حينما توفى "التلمساني" وتم اختيار "مأمون الهضيبي" لتولي منصب المرشد، وقال "تليمة": "وجد الهضيبي الابن الجماعة محاصرة، ووجد جمودا في هياكلها، ورأى أن الجماعة تحتاج لشخصية كبيرة علمية، تعيد إليها بهاءها ورونقها القديم، فأرسل رسالة خاصة مع الدكتور محمد عمارة، يطلب فيها من القرضاوي أن يقبل أن يتولى منصب المرشد، لحاجة الجماعة له، ولاسمه وشعبيته، وهو ابن من أبنائها، وإن ترك التنظيم، واعتذر القرضاوي بلطف، في قصة طويلة، كنت شاهدا على كل تفاصيلها".

القصة التي يحكيها الإخواني الهارب، سبق وأن قصها "القرضاوي" في لقاء على أحد أبواق التنظيم الإرهابي التي تبث من الخارج، حيث حكى وهو يبكي أنه كان في شهر رمضان وفي أحد المجالس التي كان يعقدها الشيخ صالح كامل رجل الأعمال السعودي المعروف، جاء إليه "محمد عمارة" وقال له إنه يحمل رسالة من مأمون الهضيبي بأنه سيتنازل له عن منصب المرشد وأن الجماعة في حاجة له، فطلب منه "القرضاوي" فرصة للتفكير قبل أن يعود ويرفض ذلك.

وبعد وفاة "مأمون الهضيبي"، تردد اسم "القرضاوي" لتولي منصب مرشد الإخوان حتى أنه خرج وقتها في بيان رسمي ينفي ذلك قائلا: "اثرت منذ زمن طويل ألا ارتبط بأي تنظيم يقيد حركتي ولو كان الأخوان المسلمون الجماعة التي نشأت في ظلالها وقضيت شبابي وكهولتي في نصرتها، ولقد عرض علي منصب المرشد العام بعد وفاة الاستاذ حسن الهضيبي (ثاني مرشد عام للإخوان) وقبيل وفاة الاستاذ عمر التلمساني (ثالث مرشد عام) فاعتذرت للأخوة الكرام وكنت في ذلك الوقت اصح عزما واقوى جسما، فهل أقبل بعد أن تجاوزت السابعة والسبعين ما اعتذرت عنه وأنا في التاسعة والأربعين".

و"القرضاوي" الذي يبلغ من العمر 94 عاما، انتمى لتنظيم الإخوان وأصبح من قياداتها المعروفين ويعتبر منظر الجماعة الأول ولقب إعلاميا بـ "مفتي الإرهاب"، وكان يحضر لقاءات التنظيم العالمي للإخوان كممثل للإخوان في قطر إلى أن استعفي من العمل التنظيمي في الإخوان.


مواضيع متعلقة