مكتشف الشرخ وأول العائدين.. حارس جراج عمارة الشربتلي: "شكلها بقى أحلى"

كتب: سمر صالح

مكتشف الشرخ وأول العائدين.. حارس جراج عمارة الشربتلي: "شكلها بقى أحلى"

مكتشف الشرخ وأول العائدين.. حارس جراج عمارة الشربتلي: "شكلها بقى أحلى"

عقارب الساعة تقترب من الحادية عشرة إلا ربع، أجندة التاريخ تحمل يوم الـ26 من يوليو من العام الميلادي 2020، استيقظ "حمام" كعادته مبكرًا ليتابع حركة دخول وخروج سكان عمارة الشربتلي بسياراتهم الخاصة للذهاب إلى أشغالهم، داخل جراج واسع مصطفة بداخله ماركات عدة من السيارات منها الحديث ومنها القديم، هدأت حركة الدخول والخروج و"الركن" قليلًا قبل الظهيرة، حينها وقف "حمام" يستمتع برائحة الطعام الذي يشرف على طهيه بنفسه له ولرفاقه العاملين معه بالمكان، تتطاير نسمات هواء الصيف باستحياء فتحمل معها نكهات شهية أعدها الرجل الصعيدي لتناولها في وقت الغداء.

المشهد السابق المتكرر يوميًا عكر صفوه حدث مفاجئ لم يتوقعه أحد، "فجأة سمعت صوت غريب كإن في حد بيحدف طوب وببص على الحيطان في الجراج لقيت العامود بيتشقق"، من هنا بدأت ساعات الخوف التي عاشها سكان العمارة الشهيرة بالزمالك حين أصابها هبوط أرضي وتصدع بسبب أعمال حفر مترو الأنفاق، بحسب رواية حمام عبدالكريم أحد حراس جراج عمارة الشربتلي بالزمالك.

ثبات انفعالي سيطر على عقل الرجل الصعيدي ابن محافظة أسيوط، اتضح جليًا مع تصرفه الحكيم حين أسرع بإخراج السيارات "المركونة" داخل الجراج خوفًا عليها من الضرر، وفي الوقت نفسه أجرى اتصالات هاتفية عدة بالسكان الذين يعرف أرقام هواتفهم، وبحسب روايته لـ"الوطن"، "بقينا ننبه السكان ينزلوا بسرعة قولنالهم في مشكلة في العمارة بعد ما روحت بنفسي وسألت المهندسين اللي شغالين في الحفر من ناحية سفارة البحرين قالوا في هبوط أرضي"، فعل كل ذلك بهدوء رغم الخوف الذي تملكه، حتى لا يحدث بين الأهالي حالة من الذعر.

عشر دقائق فقط سابق فيها "حمام"، الذي يعمل بالجراج منذ 19 عامًا، الزمن حتى نجح في إخراج 32 سيا رة من الجراج وأجلى كل سكان العمارة دون أن يتضرر أحد كانت أعمدة المكان تزداد تصدعًا وتشققًا كل دقيقة عن الأخرى، "الشرخ بدأ يزيد وبدأت أحس بالهبوط الأرضي من عندي جوا الجراج وبعدها الشارع ده كله اتملا بالناس وبدأنا نفهم المشكلة".

حيرة وتخبط أصابت "حمام" الذي يسكن في بيت مرفق بالمكان بصحبة زوجته وأبناءه الأربعة، لم يعلم إلى أين سيذهب حتى قرر العودة إلى بيته بابصعيد لحين انتهاء أعمال الترميم.

نحو 42 يومًا قضاها حارس الجراج في محافظته، عاد بعدها إلى مقر عمله بجراج العمارة، "كلمونا قالوا ارجعوا خلاص"، فعاد ليجد المكان بعد ترميمه محتفظًا بشكله وذكرياته التي عاشها به، "المكان بقى أحسن من الأول بس كل حاجة محتفظة بشكلها".


مواضيع متعلقة