في ذكراه.. قصة البابا مكاريوس الثاني الذي رسم بطريركا جبرا وهو مقيد

في ذكراه.. قصة البابا مكاريوس الثاني الذي رسم بطريركا جبرا وهو مقيد
يحيي الأقباط في صلواتهم بالكنائس الأرثوذكسية، اليوم الإثنين، بحسب "السنكسار الكنسي"، بذكرى وفاة البابا مكاريوس الثاني، البطريرك الـ69 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الإثنين، 4 توت لعام 1737 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم عام 1128 ميلادي، توفي البابا مكاريوس الثاني، البطريرك الـ69 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويذكر السنكسار، أن هذا البابا اسمه الحقيقي "مقاره" وترهبن في دير أبو مقار بوادي النطرون، ورسم قسا، ولما توفى البابا ميخائيل، البطريرك الثامن والستون للكنيسة، خلا الكرسي البابوي، فذهب جماعة من الكهنة والأساقفة العلماء إلي برية وادي النطرون، واجتمعوا في الكنيسة مع شيوخ البرية ومكثوا زمانا يبحثون ويستكشفون أخبار من يصلح لهذه الرتبة، إلي أن استقر رأى الجميع على تقدمة هذا الأب لما عرف عنه من الخصال الحميدة، فآخذوه جبرا وقيدوه قسرا، وهو ينتحل الأعذار ويقدم أسبابا ويصيح بأن يعفوه قائلا: إني لا أصلح للبطريركية. فأحضروه إلي الإسكندرية ورسموه بطريركا، وقرء التقليده بكنيسة المعلقة بمصر، يونانيا وقبطيا وعربيا.
وظل هذا البطريرك على الكرسي البابوي لمدة سبعا وعشرين سنة، قبل أن يتوفى ويدفن في الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، وقد خلال الكرسي البابوي بعده لمدة سنتان وشهرًا واحدًا و14 يومًا.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.