اليوم.. ذكرى هزيمة عرابي في "التل الكبير" وبداية احتلال الإنجليز لمصر

اليوم.. ذكرى هزيمة عرابي في "التل الكبير" وبداية احتلال الإنجليز لمصر
في مثل هذا اليوم 13 سبتمبر دارت معركة التل الكبير باعتبارها آخر مواجهات العرابيين مع الإنجليز بمنطقة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، وهُزمت فيها القوات المصرية ودخل الإنجليز بعدها القاهرة بعدما فشلوا في احتلال مصر من الإسكندرية، واستقبلهم الخديوي واستعرض القوات البريطانية ووقع عرابي في الأسر وحكم عليه بالإعدام ثم خفف للنفي لينتهي الأمر بأن تقع مصر تحت الاحتلال الإنجليزي.
ويتضح مما كتب عن هذه المعركة أنه لم تأتِ من فراغ أو وليدة الصدفة، فقد كان الإنجليز يتحينون الفرصة لاحتلال مصر بعد فشل الحملات الصليبية على مصر والشام وتحويل طريق التجارة لرأس الرجاء الصالح ومجيء وفشل الحملة الفرنسية على مصر والشام (1798-1801م) وبعد فشل حملة فريزر 1807 م وبعد تدمير إمبراطورية محمد علي بمعاهدة لندن 1840 م وبريطانيا تتحين الفرصة لغزو مصر.
كما جاءت الفرصة في عصر الخديوي توفيق الذي قامت ضده ثورة شعبية في البلاد بقيادة الأميرلاي أحمد عرابي وهي ما تعرف بالثورة العرابية بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، والتدخل الأجنبى السافر في شؤون مصر، ومعاملة رئيس الوزارة رياض باشا آنذاك القاسية للمصريين، واضطهاد الضباط المصريين في الجيش على حساب الأتراك والشراكسة، وأخذ الخديوي توفيق يبالغ في تصوير الموقف للأوروبيين بأنه شديد الخطورة على مصالحهم حيث إن عرابى حسب وصفه كان وطنياً متطرفاً يكره كل ما هو أجنبي ويهدف إلى طرد كل الأجانب من مصر.
بريطانيا تبرر احتلالها لمصر بهدف حماية الأجانب
وقد زعمت بريطانيا حجة تدخلها بغرض حماية الأجانب ومصالحهم بمصر وأرسلت إنجلترا وفرنسا المذكرة المشتركة الأولى والثانية وبعد حوادث مذبحة الإسكندرية تدخل الأسطول الإنجليزي واقتحم الإسكندرية وفشلت تحصينات العرابيين في منع استيلاء الإنجليز عليها وتقدم الجيش الإنجليزي نحو كفر الدوار واستبسل الجيش المصري بقيادة "طلبة عصمت" فتقهقر الإنجليز عن البلاد ليفشلوا في دخولها من ناحية الشمال ويتحولوا للشرق مدعومين بمباركة دولية.
معركة التل الكبير كانت بين الجيش المصري بقيادة عرابي زعيم الفلاحين ابن قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، والجيش الإنجليزي الذي فشل في احتلال البلاد من ناحية الإسكندرية فقدم من القناة.
وكان عرابي قد فكر في ردم القناة حتى لا يدخل الإنجليز للبلاد عن طريقها فرد عليه دوليسبس الفرنسي رئيس شركة قناة السويس آنذاك بأن القناة على الحياد ولا تسمح بدخول أساطيل حربية من خلالها، ولكنه سمح للإنجليز بالمرور.