"لحن الشجن" حكاية فيلم وثائقي عن بليغ حمدي

كتب: أحمد حسين صوان

"لحن الشجن" حكاية فيلم وثائقي عن بليغ حمدي

"لحن الشجن" حكاية فيلم وثائقي عن بليغ حمدي

استطاع بليغ حمدي بألحانه أن يتربع على عرش الموسيقى، وصل بنغماته إلى كوكب الشرق أم كلثوم، وأجبر الشيخ النقشبندي على خلع "عمامته" من فِرط جمال "مولاي إني ببابك"، ليقول له "إنت جِن"، وقال عنه محمد فوزي، "بليغ حمدي هيغير شكل الموسيقى 60 سنة قدام" وقد كان.

27 عامًا مرت على رحيل الموسيقار بليغ حمدي، الذي فارق دنيانا في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر من عام 1993، بعدما تمكن منه مرض الكبد، تاركًا وراءه إرثًا موسيقيًا ونغمات تتعرف الآذان بسهولة على أنه صاحب هذا الِسحر الذي يخطفك إلى عالمه المتفرد.

وقال أشرف خليل، منتج ومؤلف ومخرج الفيلم الوثائقي "بليغ لحن الشجن"، إن السبب الرئيسي وراء صناعته لهذا الفيلم، عام 2007، هو ارتباطه الشديد بألحان بليغ حمدي، فهو يمثل حالة خاصة بالنسبة له، واصفا إياه بـ"ملك الشجن"، موضحًا أن تحضير الفيلم استغرق نحو عامين تقريبًا، بداية من الكتابة ومقابلة الشخصيات ورصد أبرز محطاته.

وأضاف "خليل"، لـ"الوطن"، أن الفكرة بدأت تتردد على الأذهان لوقت طويل، لكنه كان متخوفا من عدم خروج الفكرة بشكلٍ يليق بتاريخ "بليغ"، كما أن حياة الأخير تتضمن محطات كثيرة، من الصعب إيجازها في مادة تسجيلية مدتها 15 دقيقة، موضحًا أنه كتب السيناريو مُقسم إلى فصول متتالية، بداية من نشأته ودخوله مجال الفن، وانتقاله من الطرب إلى التلحين، وتعاونه مع كبار الفنانين، واصفًا الفيلم بقوله: "كتاب مصور عن بليغ"، إذ إنه موثق بالتواريخ وبعض المشاهد الدرامية.

وأوضح أن الإعلامية مها بهنسي جسدت دور فتاة تبحث في تاريخ بليغ في الفيلم، حيث إنها تمثل جزءا من الشخصية المصرية، وفي فترة ما تبدأ رحلة البحث عن الأغاني التي تسمعها، وفجأة تكتشفت أعمال بليغ حمدي، الأمر الذي يساعدها في استعادة هويتها مجددا.

وأكد أن ميزانية الفيلم كانت على نفقته الشخصية، وبلغت 90 ألف جنيه عام 2007، وتلقى عرضًا من قناة "روتانا" لشراء حقوق الفيلم وقتها، لكنه رفض، بسبب عدم رغبته في استثمار الفيلم، "كنت متخوفًا من ردود الفعل، لكن أتمنى أن يُعرض عبر القنوات كلها، فهو بمثابة تراث"، حسب قوله.

وأشار إلى تواصله مع أسرة بليغ حمدي، وقت التحضير للفيلم، على رأسهم المخرج هيثم حمدي، ابن شقيقه، وكان بمثابة مدير أعماله، و"أسامة" ابن شقيقته، وكان مسؤولًا عن تراث "بليغ"، ومرسي سعدالدين، شقيقه، موضحًا أنه تعرض للظلم بعد وفاته، فقد تحوّل مكتبه الخاص بمنطقة الزمالك، إلى محل لبيع السجاد، وكان من الواجب أن يتحول إلى متحف، فهو علامة بارزة في عالم الموسيقى، "بليغ كان لا يملك أي ممتلكات".

وأضاف أنه التقى "بليغ" بشكلٍ شخصي، مرتين، واصفًا إياه بـ"الشخص البوهيمي الذي لا يعرف الغرور، ولديه غزارة في الألحان التي لا تتوقف"، لافتًا إلى جلساته مع الفنان الراحل محمد نوح، الذي كان يُشير في أحاديثه دائمًا بأن "بليغ" وسيد درويش، أحدثا نقلة كبيرة في عالم الموسيقى وعملا على تجديدها".

وأكد رغبته في صناعة فيلم تسجيلي عن "بليغ" خلال الفترة المقبلة، حيث إن حياته مليئة بالأحداث الدرامية، "حياته تسمح برصدها في أكثر من فيلم روائي طويل"، لافتًا إلى مشروع صناعة مسلسل درامي عن مشوار "بليغ"، قبل عدة سنوات، وكان من المُفترض أن تنتجه مدينة الإنتاج الإعلامي، ويخرجه مجدي أحمد علي، لكنه توقف بشكلٍ مفاجئ.


مواضيع متعلقة