"سوق الجمعة" بالتونسي يعود مجددا.. وباعة: حالنا كان واقف بسبب كورونا

"سوق الجمعة" بالتونسي يعود مجددا.. وباعة: حالنا كان واقف بسبب كورونا
إقبال كبير من المواطنين، وأصوات البائعين العالية لا تنقطع، والسيارات تتحرك ببطء شديد نظرًا لشدة الازدحام، والباعة الجائلون افترشوا جانبي الطريق لعرض بضاعتهم المتنوعة، وأشهرها الأقفاص الخشبية للطيور بأنواعها خاصة الحمام والعصافير، إضافة إلى الحيوانات مثل الكلاب والثعابين وأسماك الزينة ومستلزمات المنزل والملابس الجديدة والمستعملة.
هذا المشهد كان لسوق الجمعة بمنطقة التونسي بحي مصر القديمة، والذي يمتد من السيدة عائشة حتى منطقة الإمام الشافعي، والذي عاد للعمل مجددًا منذ 3 أسابيع عقب توقف طويل بسبب جائحة فيروس كورونا.
ويُقام السوق الذي التهمته النيران مرات عديدة عبر السنوات الماضية، يومي الجمعة والأحد من كل أسبوع، ويشتهر ببيع كل ما يحتاجه المواطنون بأسعار في متناول الجميع، وخلال السنوات الأخيرة انتشرت الكثير من المطالبات بنقل السوق خارج منطقة السيدة عائشة، لكن دون جدوى.
"فهمي": حالنا كلنا كان واقف وقت كورونا لأن مكنش فيه سوق.. وكنت ببيع الحمام بخسارة عشان أمشي الدنيا
"يلا البنطلون الجينز بـ100 جنيه"، و"تعالى واتفرج شباب رجالي وحريمي بـ20 جنيه"، جمل مختلفة يرددها مكبرات الصوت والبائعون، وتنتشر في أرجاء السوق الذي ازدحم بالمواطنين رغم ارتفاع درجات الحرارة.
وعلى أحد الأرصفة، وخلف أحد الأقفاص الخشبية، وقف فهمي محمود، 54 عامًا، بائع حمام، من منطقة مدينة السلام، ويعمل في سوق الجمعة منذ حوالي 15 عامًا، موضحًا أنه يأتي يومي الجمعة والأحد أسبوعيًا منذ الساعة 7 صباحًا وحتى الساعة 1 ظهرًا، والوضع بشكل عام يهدأ عقب انتهاء صلاة الجمعة، قائلًا: "حالنا كلنا كان واقف وقت كورونا، لأن مكنش فيه سوق، ولا عندي استعداد إني اتصاب وانقل المرض لأهل بيتي، وبقيت أبيع الحمام بخسارة عشان أمشي الدنيا، سواء على النت أو الزباين اللي بتعامل معاها وبتجيلي البيت، لكن كل مش شغل دائم"، مشيرًا إلى أن سعر فرد الحمام يبدأ من 30 جنيهًا، وهذا يتوقف على النوع والفصيلة.
وأكد "فهمي" أنه سمع الكثير من القرارات الخاصة بنقل السوق لمنطقة أخرى خلال السنوات الماضية ولكنها لم تُنفذ، موضحًا أن المكان البديل يجب أن يكون قريبًا من وسط القاهرة: "سمعنا كتير إننا هنتنقل من هنا لمكان تاني، لكن إحنا مينفعش نروح أي مكان بعيد، لأن حياتنا كلها هنا من سنين طويلة، والزباين اللي بتيجي هنا مش هتروح لمكان تاني بعيد، وحتى لو جت سعر أي حاجة هيرتفع".
"سمير": إحنا بنبات من يوم الخميس عشان ندور على رزقنا.. وساعات ببيع ملابس وأوقات فاكهة
وعلى بعد أمتار قليلة وقف سمير رضا، 47 عامًا، خلف فرشة الأحذية الرجالي التي يبيع الواحدة منها بسعر 120 جنيهًا، ويعمل "سمير" في سوق الجمعة منذ حوالي 17 عامًا، ويسكن بمنطقة إمبابة، ويذهب إلى السيدة عائشة مساء يوم الخميس كل أسبوع، حسبما أوضح، قائلًا: "إحنا بنبات يوم الخميس هنا عشان ندور على رزقنا، وساعات بقعد هنا أبيع ملابس وتيشرتات، وأوقات تانية ممكن أقف بفاكهة، وفي الشتاء بجيب جواكت".
وأكد أنه وغيره من الباعة تأثروا بشكل سلبي خلال الفترة الماضية بسبب انتشار فيروس كورونا، "الناس هنا كلها مطحونة وشقيانة، وطول فترة كورونا كنا قاعدين في البيت ومش لاقين شغل".