أميرة مختار: إحياء ميلاد رجاء الجداوي بعد رحيلها "وعد الحفيدة لجدتها"

أميرة مختار: إحياء ميلاد رجاء الجداوي بعد رحيلها "وعد الحفيدة لجدتها"
- رجاء الجداوي
- رجاء الجداوى
- حسن مختار
- الفنانة رجاء الجداوي
- فيلم توأم روحي
- رجاء الجداوي
- رجاء الجداوى
- حسن مختار
- الفنانة رجاء الجداوي
- فيلم توأم روحي
تحتفي أسرة الفنانة رجاء الجداوي، غدًا، بأول عيد ميلاد للفنانة الراحلة بعد وفاتها، بإحياء ليلة قرآنية في المنزل الذي تزوجت فيه نجم الكرة المصرية حسن مختار.
وأضافت أميرة، الابنة الوحيدة للفنانة رجاء الجداوي، في حوارها لـ "الوطن"، أن إحياء عيد ميلاد الفنانة بعد رحيلها وعد قطعته حفيدتها "روضة" على نفسها لجدتها، منذ طفولتها، مشيرة إلى قوة العلاقة بين الأجيال الثلاثة، متمثلة في حرص مشاركة الفنانة الراحلة لكل تفاصيل الحياة الخاصة لأسرتها، وإلى نص الحوار:
هل كانت شخصية رجاء الجداوي "الأم" قريبة من أدوارها الفنية؟
كانت رجاء الجداوى الأم مختلفة تمامًا عن الأم والحماة التي قدمتها على شاشة السينما والتليفزيون، بل هي شخصية أخرى، وحين أشاهد الأعمال الفنية حاليًا فأنا أشاهد الشخصيات لا أشاهد أمي، فمثلًا الشخصية التي قدمتها في فيلم "بوبوس"، هي أبعد ما يكون عنها، لكن حين أحب مشاهدة مامي لأنها وحشتني أشاهد برنامجًا أو لقاء، أو أفتح حلقات "اسألوا رجاء" مع عمرو أديب، لأجد رجاء الجداوي الحقيقية أمي. وأعتقد أن رجاء الجداوي كانت تستحق الأم المثالية على مدار السنين التى عايشتها فيها، وحتى قبل أن تنجبني في علاقتها مع أسرتها الكبيرة.
لماذا تستحق الأم المثالية برأيك؟
لأنها رغم ما وصلت إليه من مكانية فنية، إلا أنها في البيت تجدينها أمًا بامتياز، وممكن تعود من البلاتوه مرهقة ورغم ذلك تذاكر معي وأنا في الدراسة، فلم تنفصل بنجوميتها عن مشاعرها تجاهنا إلى آخر أيامها، لو لم أعلق ملابسي كانت تعلقها لي، وأيضًا هناك تجربة مهمة في هذا الموضوع وهي علاقتها بابنتي روضة، حفيدتها الوحيدة (17 سنة)، وبالرغم من وجود مربيات من جنسيات مختلفة لابنتي، إلا أن ماما كانت تحرص على تحميم وإطعام روضة بنفسها وحتى على تغيير الحفاضات، كما كانت حتى آخر أيام عمرها قبل المرض في رمضان الماضى، تعد السفرة بنفسها، وتتابع مذاكرة ابنتي "أون لاين"، وكانت تساعدها في اللغة الفرنسية، لوقت قد يصل إلى 4 ساعات.
ما سر حب الناس لرجاء الجداوي؟
أتصور أن هذه الشخصية هي التي كرمت بعد وفاتها، فقد رأينا حالة حب غير مسبوق من الجميع، وعلى مستوى دولى وأتصور أنه من عند الله، ومن طيبتها، ولأنها كانت ست نقية من الداخل، وليس لمجرد أنها فنانة، فما تم عمله لأجلها لم أره في حياتها، وهو تكريم لا أستطيع وصفه، وقت وفاتها لم تكن الصحافة العربية والدولية تكتب إلا عنها، وهذا ليس رأيي أنا، بل رأي المتابعين من الإعلاميين، ماما كانت تقول دائمًا "لازم نحترم القلم"، وجمهورها كان حياتها، وهي كانت إنسانة بسيطة، وكانت تشعر بأبسط الناس، لأعلى بني آدم، ورغم أنها أرستقراطية وكانت زميلاتها من الأميرات والنبلاء وفي أعلى المدارس الداخلية، ولكنها لها رحلة في الكفاح من أجل أسرتها، لأنها وجدت أمها في حاجة إليها، وعملت في الترجمة كما عملت في جراج، وقت الدراسة في الجامعة، فكانت مسئولة عن صرف رواتب السائقين في ذلك الوقت، وغيرها من المهن، فهي كانت تعمل في مهن مختلفة، فهي تقدس العمل طوال عمرها.
ما سر استمرار علاقتها الطيبة بزوجها حسن مختار طيلة 46 سنة؟
الاحترام المتبادل، وطوال عمري وإلى رحيل بابا في 2016، لم أرهما يتبادلان الشتائم مثلاً، رغم أنه كان يحدث خلاف أحيانًا بينهما، فكانت تقول إن العلاقة الزوجية إن لم يكن بها احترام متبادل وحنية "مالهاش لزوم"، وبابا أيضًا كان يحترم شغلها، كما كانت هي قادرة على خلق الحضور الرائع لها باهتمامها بكل تفصيلة تخص كل واحد فينا، لا نأخد منها إلا طاقات إيجابية و(لسان حلو ونفسية مريحة)، رغم أنهما تزوجا في شقة بسيطة في الدقي، وكانا يملكان كرسيين فقط للأكل، لم ننتقل من هذه الشقة إلا بعد رحيل بابا بسنتين.
*ما المتعلقات التي كانت تعتز بها من والدك؟
*لديها علبة تحتوي على الأشياء التي تعز بها، منها ربع جنيه ورق، فعندما تزوجت من بابا، لم يكن جدي مختار حاضرا، وعندما عرف والتقى بها أحبها بشكل قوي، فقدم لها هذا المهر الشرعي في وقتها (ربع جنيه)، وكتب لها أنه يهدي لها أغلى ما عنده ابنه حسن مختار، وهو من أغلى الأشياء المحتفظة بها، وهو رمزية احترام العلاقة بينها وبين بابا، ودبلة زواجها أيضا تعز بها لكنها لم تخلها من إصبعها أبدا، وحتى خلال إدخالها على جهاز التنفس الصناعي، ورغم أنها كانت طوال الوقت هادئة ومتقبلة الوضع، على مدار 43 يوما في العزل، إلا أنها عندما حاولوا خلع الدبلة، هاجمت الفريق الطبي القائم بالمهمة.
*ما أهم معاييرها وهي تختار أعمالها؟
*معظم أدوارها كانت بعيدة عن شخصيتها الحقيقية، لأنها كانت بعيدة عنها، لكنها كان دائما لديها حالة قلق وهي تخوض العمل الفني، وتقول "بحط في اعتبارى حسن وأميرة وروضة"، كي لا يكون مشينا لأي حد فينا، بغض النظر عن الدور، فكان بابا حاضرا في قلبها حتى بعد رحيله.
*ما سر "شياكة" رجاء الجداوي؟
*"الموضوع مش من طبيعة المهنة، لكن لما الروح تكون شيك يكون الإنسان ملك"، ماما كانت تحترم سنها، وترتدي ما يليق مع مرحلتها العمرية، وبالتالي كانت الاختيارات موفقة، وكانت تصمم وتشرف على الباترون خلال تجهيز بعض الموديلادت، ذات مرة وهي تحضر تكريما لها أرسلوا لها سيارة "ليموزين" فارهة، ومن فرحتها التقط صورا أمام السيارة، وصورا أخرى في معرض سيارات، ونشرنا الصور واعتقد البعض أنها تمتلك أسطول سيارات، لكن سيارتها هي نيسان 2003، رجاء الجداوي لا تقتني الذهب ولا تعشق "الألماظ"، ولا تذهب إلى أي جواهرجي، أما الإكسسوارات فكانت ترى أنها تضفي جمالا خاصة على الملابس.
من هم أصدقائها المقربين في الوسط الفني؟
*تحب الجميع، وأعز صديقاتها ميرفت أمين ودلال عبدالعزيز، وكانت صداقة متينة متصلة بشكل يومي.
*كيف سيكون الاحتفال بعيد ميلادها؟
*كل سنة اعتدنا عمل عيد ميلاد كبير لها، وفي إحدى المرات روضة كتبت لها وهي طفلة: "كل سنة وأنت طيبة أنة.. وعقبال 100 سنة، وهفضل أعمل لك عيد ميلاد حتى لو متي"، فسألتها ماما :"أعتبر ده وعد"، وردت روضة "أه ..وعد"، ولذلك سنقيم عيد ميلاد بمفهوم مختلف في الغالب سيقتصر على قراءة القرآن، أو بزيارة القبر.
وما هو أبرز تكريم سعدت به؟
*كانت تعتز بأي تكريم، وتقول "إنسان قدرني"، وكانت ترى كل من يسأل عنها شخصا مهما بالنسبة إليها، فكان مبدأها في الحياة احترام الكل.
*وما مكانة تحية كاريوكا؟
*تحية كاريوكا، خالتها صاحبة الفضل عليها في كل ما وصلت إليه، وكانت بالنسبة لها كأم ربتها، وهي كانت تقول "لولا تحية كاريوكا ما كنت أنا".
*كيف كانت آخر أيامها قبل الأزمة الصحية الأخيرة؟
*كانت صائمة طوال شهر رمضان الأخير، وكان لها ورد قرآني صباحي، لم تنقطع عنه إلى آخر أيامها، تقرأ خواتيم سورة البقرة عدة مرات، وجزءا من سورة يس، وآية الكرسي، وغيرها.
وأنا لم أقل ما نشر في بعض المواقع عن إصابة ماما بكورونا نتيجة حضورها عزاء زوج صفاء أبو السعود، فالعزاء بريء تماما، وماما كانت ملتزمة تماما بارتداء الكمامة وكل الإجراءات الاحترازية.
*ما تعليقك على إهداء فيلم "توأم روحي" لها؟
*حضرت الفيلم في الإسكندرية في سينما بسان ستيفانو بالإسكندرية، ورحب بي فريق العمل، وقال لي المنتج أحمد السبكي إن الفيلم إهداء إلى روح رجاء الجداوي، فيظهر الإهداء على الشاشة قبل بداية الفيلم، وهو شيء جميل أثر فيّ وأشكرهم عليه، وخاصة أن علاقتها طيبة بكل فريق العمل.