العالم يحيي ذكرى الأم تيريزا بيوم العمل الخيري: مسيرة عطاء لا تنقطع

كتب: فادية إيهاب

العالم يحيي ذكرى الأم تيريزا بيوم العمل الخيري: مسيرة عطاء لا تنقطع

العالم يحيي ذكرى الأم تيريزا بيوم العمل الخيري: مسيرة عطاء لا تنقطع

بهدف توعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية، أقرّت منظمة الأمم المتحدة يوم 5 سبتمبر للاحتفال دوليًا باليوم العالمي للعمل الخيري. 

وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، اختير 5 سبتمبر من أجل إحياء ذكرى وفاة الأم تيريزا، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979 تكريمًا للعمل الخيري الذي كرست حياته خلاله به من أجل التغلب على الفقر. 

ولدت آجنيس جونكزا بوجاكسيو، الراهبة والمبشرة المعروفة بالأم تريزا، في عام 1910، فقدت والدها وهي في الثامنة من عمرها، تاركًا إياها وأسرتها في أزمة مالية، لكن عطف الأم ومحبتها وغرسها للقيم الرحيمة، كان له أثر كبير على تنشئة ابنتها الصغرى أجنيس، فقد كانت توجه دعوة مفتوحة لأهل مدينتها لتناول الطعام مع عائلتها، قائلة: "بني، لا تأكل أبدًا إلا إذا كنت تشاركه مع الآخرين"، وذلك حسب ما نقله موقع "biography".

وبعد مرور عام على رهبنتها، سافرت الأخت ماري تيريزا إلى "دارجيلنج" في الهند ثم إلى "كلكتا"، حيث تمّ تكليفها بالتدريس في مدرسة سانت ماري الثانوية للبنات، وكرست لتعليم الفتيات من أفقر الأسر البنغالية في المدينة.

تعلمت الأخت تيريزا التحدث باللغة البنغالية والهندية بطلاقة، في أثناء تدريسها الجغرافيا والتاريخ، وكرّست نفسها للتخفيف من فقر الفتيات من خلال التعليم.

بعد اتخاذها للعهد الأخير في حياة الرهبنة، وهو الالتزام بحياة الفقر والعفة والطاعة، مُنِحَت لقب "الأم"، وواصلت تدريسها في تلك المدرسة إلى أن أصبحت المديرة عام 1944.

وفي 1946، قررت ترك التدريس، والعمل على مساعدة الناس في الأحياء الفقيرة في "كلكتا"، وذلك بعد حصولها على إذن الدير، لتبدأ رحلتها لأول مرة في أحياء المدينة الفقيرة، ولم يكن لديها سوى هدف واحد، وهو بحسب قولها: "مساعدة المنبوذين، المكروهين، والذين لا يهتم أحد بهم".

وفي عام 1948 أصبحت مواطنة هندية وأسست منظمة للبعثات الخيرية في مدينة كالكتا الهندية في العام 1950، وكرسّت عملها لخدمة الفقراء والمعدمين ممن يموتون في تلك المدينة من آثار الجوع والفقر.

لأكثر من 45 عامًا، وفرّت جمعية الأم تيريزا العون للفقراء والمرضى والأيتام، في حين ابتعثت الجمعية أفرادها لجميع انحاء الهند والعالم، بهدف مساعدة الضعفاء والتطوع في دور العجزة والأيتام وبيوت ايوآء المشردين.

وتلقت الأم تيريزا عددًا من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة نوبل للسلام، وذلك  عام 1979، ووقتها رفضت حضور المأدبة الاحتفالية التابعة لها، وطالبت أن يتمّ منح نفقاتها إلى الفقراء، في حين منحتها رئيسة الوزراء "إنديرا غاندي" أعلى جائزة مدنية للهند، وهي "بهارات راتنا" وذلك في 25 يناير 1980 تكريمًا لعملها الإنساني.

كانت تربط الأم تيريزا علاقة عميقة ومؤثرة مع الأميرة ديانا، ومما يثير الدهشة أن الأم تيريزا توفيت، بعد 6 أيام فقط من مقتل الأميرة ديانا في حادث سيارة في عام 1997، وتحديدًا في 5 سبتمبر، عن عمر يناهز الـ87 عامًا، وبعد عدة سنوات عانت فيها من تدهور الحالة الصحية.

وبعد وفاة ديانا مباشرة، أرسلت الأم رسالة تعزية قالت فيها: "لقد كانت قلقة للغاية على الفقراء، كانت حريصة جدًا على القيام بشيء بالنسبة لهم، وكانت جميلة، لهذا السبب كانت قريبة مني"، وذلك حسب "economictimes". 


مواضيع متعلقة