كواليس "فيرمونت".. كيف تدحرجت كرة الجليد من بوست عابر إلى فضيحة كبرى؟

كتب: محمد سيف

كواليس "فيرمونت".. كيف تدحرجت كرة الجليد من بوست عابر إلى فضيحة كبرى؟

كواليس "فيرمونت".. كيف تدحرجت كرة الجليد من بوست عابر إلى فضيحة كبرى؟

حدث ذلك منذ نحو 60 يومًا.. مجرد "بوست عابر" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، كانت الكلمات قليلة، لكن بين السطور انسابت دمعات فتاة شابة، كتبت بدموعها قبل كلماتها شكواها المعذبة من تعرضها لواقعة اغتصاب قبل سنوات.. لم يتوقف الأمر عند الكلمات الحزينة، فسرعان ما توالت الأيام عاصفة، كأنها كرة من الجليد، تدحرجت من قمة الواقع الافتراضى إلى ضفاف النيل، وسط صخب الأضواء وضجيج الثراء وجلبة الفوضى، ليصنع من فندق الفيرمونت، الأيقونة البراقة، أحد أهم مسارح الجريمة الذي وثق بين جدرانه تفاصيل أكبر فضيحة أخلاقية ربما سيبقى صداها مسافرًا عبر الزمن الى سنوات قادمة ليست بالقليلة.

تضاربت الروايات حول القضية، ما بين اعتداء جنسي وقع على فتاة واغتصاب جماعي في الفندق الشهير، وبين روايات تشير إلى حفل جنسي جماعي وقع بإرادة الجميع وكان يتمّ بانتظام في أوساط المتهمين، إلى جانب ضغوط وقعت على الفتاة للإبلاغ بعد كل تلك الفترة التي تجاوزت الأعوام الست، جاء هذا موازاة لتحقيقات تجريها جهات التحقيق في القضية، وأوامر بحبس متهمين، وضبط وإحضار آخرين تمكّنوا من الهرب.

حاولت قنوات الإخوان ومواقعهم تناقل انتقادات لمصر بداعي أن حقوق المرأة مهدرة وأن المتهمين "مسنودين" وسيفلتون من العقاب، لكن المعلومات التي ذكرتها في البلاغ تؤكّد أنَّ ما حدث كانت حفلات منظمة في الفندق تتم بموافقة وعلم الجميع ويمارس فيها الشذوذ الجنسي وحفلات الجنس الجماعي وتعاطي المخدرات، ولا يوجد أي دليل على تعرض الفتاة للاغتصاب كما ادعت.

بداية القضية كانت بتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي رواية نقلها حساب يسمى "شرطة الاعتداءات" Assault Police عبر إنستجرام لفتاة قالت إنَّه تمّ اغتصابها عام 2014 داخل فندق فيرمونت بعد تخديرها بمخدر "GHB" الذي يتسبب في فقدان الوعي، وأنَّ مغتصبيها صوروا أنفسهم خلال الاعتداء عليها، بل وحفروا أحرف أسمائهم على جسدها مع تهديدها إذا قررت الإبلاغ عنهم.

وبعد صدور عدة قرارات بحبس متهمين على ذمة القضية، آخرهم ابنة فنانة شهيرة، تمّ ضبطها في الجونة، ومنظم حفلات الذي ذكر اسمه ضمن المتهمين، تقدمت المحامية دينا المقدم ببلاغها وقالت فيه: "لا أرغب فى أن تُتهم السلطات القضائية في مصر بالتستر على متهمين ولا أرغب أن يتعاطف الرأي العام مع أمر لا يعرفون حقيقته حتى الآن.. ولا أرغب في سماع جمعيات حقوق الإنسان تندد وتشجب وتعارض وتتهم بلادنا بعدم الالتزام بالمعاهدات حقوق الإنسان والعنف ضد المرأة والمثلية الجنسية والعديد والعديد من الشعارات العقيمة من أجل تشويه سمعة وطني العزيز وليتوقف هذا العبث على مواقع التواصل الاجتماعي ولطالما قد عُرف عني الدفاع عن الفضيلة وعن سمعة بلادنا، خاصة أن هذه القضية أصبحت تتحدث عنها جميع وسائل الإعلام العالمية بشكل قد يسيء إلى مصرنا"، مشيرة إلى أنَّ هذه القضية متفرعة وبها العديد من الجرائم التى يعاقب عليها القانون المصري من مثلية جنسية إلى جانب التواطئ مع جهات أجنبية لتشويه سمعة مصر.

كانت إدارة فندق فيرمونت نايل سيتي في 2 أغسطس الجاري أعلنت أنَّ الفندق على دراية ويتابع ما يتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن حادثة الاغتصاب، التي قد تكون وقعت بالفندق في أثناء حفل خاص بأحد منظمي المناسبات والحفلات في عام 2014، مضيفة في بيان تمّ نشره عبر حسابها على "تويتر"، أنَّه "تمّ التواصل على الفور بين فريق عمل الفندق بالمجموعات المسؤولة عن تلك الأخبار لتقديم المساعدة والدعم، حيث إن من أهم أولوياتنا المحافظة على سلامة أمن ضيوفنا وزملائنا"، مؤكّدة التزامها بمساعدة السلطات والجهات المعنية المخولة في حال فتح تحقيق رسمي.


مواضيع متعلقة