"إمام" يحتفظ بآخر ما تبقى من مثلث ماسبيرو: لافتة "شارع الشيخ على"

كتب: مها طايع

"إمام" يحتفظ بآخر ما تبقى من مثلث ماسبيرو: لافتة "شارع الشيخ على"

"إمام" يحتفظ بآخر ما تبقى من مثلث ماسبيرو: لافتة "شارع الشيخ على"

في شارع الشيخ علي، بمنطقة بولاق أبو العلا، التابعة لمثلث ماسبيرو، هنا عاش محمد إمام، 50 عاماً، صاحب إحدى محلات الفراشة، ذكريات مُبهجة، وأخرى قاسية، وأيضاً شهد أيام طفولته، وصباه، وقضى أوقاتاً دافئة بين جيرانه، كأنهم أسرة واحدة، كانوا يتشاركون الطعام، ويساعدون بعضهم في الأفراح ويقيمون الولائم معاً، كل هذه المواقف، قادرة على أن تجعله يتعلق عاطفياً بشارعه، ويحتفظ باللافتة التي تحمل اسم الشارع، باعتبارها آخر ما تبقى له، بعد هدم المنطقة بالكامل وتطويرها.

يحكي "إمام" عن تعلقه بشارعه وحبه الكبير له، فقد قضى معظم حياته على أرضه: "أنا مولود هنا أب عن جد واتجوزت وخلفت هنا وحياتنا كلها هنا ولما طلعونا من بيوتنا عيشت في بولاق برضه بس في منطقة العدوية، بس الشارع بتاعي اللي عشت فيه بحبه جداً ولما مشيت من المكان اصريت إني أخد اليافطة اللي عليها الاسم".

لا يتسم المكان بالفخامة والرقي، ورغم بساطته، إلا أنه يفخر بانتمائه إلى هذه المنطقة: "إحنا هنا كلنا ولا أصول وعارفين بعض كويس وبنقف جنب بعض وكل البيوت مفتوحة كأنهم بيت واحد ودي أحسن حاجة في أي منطقة شعبية، كلنا بنساند بعض".

أصر "إمام" على أن يلتقط صورة له وهو يحمل اللافتة وسط الشارع، وخلفه يظهر هَدد وحطام من أثر إزالة البيوت، حتى يوثق هذه اللحظة ويحتفظ بها: "هاوريها لأحفادي وأقول لهم جدكم كان عايش هنا أجمل أيام حياته ومن ساعة ما خرجت من الشارع مش حاسس بالراحة وزي ما بيقولوا كده من خرج من داره يتقل مقداره".

ووفقاً لـ"إمام"، يتمنى العودة مرة أخرى لهذا الشارع، الذي شهد فيه ذكريات حياته.


مواضيع متعلقة