جدل حول توصية "الصحة العالمية" بـ"الدراسة أون لاين"

جدل حول توصية "الصحة العالمية" بـ"الدراسة أون لاين"
- عودة الدراسة
- خطة عودة الدراسة
- منظمة الصحة العالمية
- عودة الدراسة
- خطة عودة الدراسة
- منظمة الصحة العالمية
تباينت آراء خبراء تربويين وصحيين، حول التوصية التي صدرت عن منظمة الصحة العالمية، مؤخرًا، بأن تكون الدراسة "أون لاين"، في الوقت الذي تضمنت فيه ملامح خطة عودة الدراسة التي أعدتها وزارة التربية التعليم ضرورة الحضور، ولو ليومين في الأسبوع، في ظل تدابير لتقليل الكثافات، وتوزيع المراحل الدراسية على أيام مختلفة من الأسبوع.
وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير بمركز البحوث التربوية، إن الحل الذي تطرحه منظمة الصحية العالمية، عن "التعليم الأون لاين"، هو حل ليس له معنى في ظل نظام تعليم فقير ومع أسر فقيرة مثل الأسر المصرية، متسائلا كم في المائة من الناس لديهم كمبيوتر وإنترنت، وكم يمكن أن يشتركوا في باقة إنترنت شهرية، لكي نقول إن لدينا تعليم أون لاين أو تعليم عن بعد.
وأضاف: "يمكن أن نتكلم عن التعليم الأونلاين، عندما يكون لدينا عدد محدود من الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين المتقدمين، هذا فضلًا عن أن التعليم الأون لاين، يصلح للمراحل العليا أو الجامعة، وهو مخصص للمتعلمين الذين يريدون الحصول على كورس معين، لكن بالنسبة للمراحل التعليمية من الابتدائي للإعدادي، فأنت تتكلم عن أطفال قد لا يستطيعون القراءة والكتابة، وبالتالي فالتعليم عن بعد كلمة ليس لها معنى في مثل هذه الحالات، وفي ضوء الصعوبات والإمكانيات المادية لشعب أكثر من 50% منه يعاني الفقر".
بالإضافة لما سبق، أشار "مغيث" إلى أنه لا يوجد إحصاء واحد يتكلم عن ماذا فعل الطلاب بالتابلت الذي أخذوه، وكم في المائة منهم استخدمه وكم استخدمه بنجاح، أو فشل في استخدامه، وكم في المائة منهم لديهم إنترنت، وكم يمكن أن يشتركوا في باقة.
وأوصى الخبير التربوي في المقابل، بتوفير قدر أكبر من الإمكانيات المادية ووجود زائرة صحية وطبيب يمر على عدد من المدارس في اليوم، إلى جانب تقسيم المدرسة لمراحل، بحيث تتحدد مثلا أيام يأتي فيها مراحل دراسية معينة، وهي إجراءات أشبه بالخطة التي وضعتها وزارة التعليم.
ومن ناحية أخرى، أعرب الدكتور محمد حسن خليل، رئيس لجنة الدفاع عن الحق في الصحة، عن تأييده لمواقف منظمة العالمية، مشيرًا إلى أن المنظمة أعربت مبكرا عن رفضها للفتح المبكر الذي أقدمت عليه كل الدول، وقد ثبت صحة كلامها، بعد حدوث تزايد كبير مجددًا في عدد الاصابات، وهو ما دفع دول كثيرة للعودة إلى الحظر مرة أخرى.
وفيما يتعلق بملامح خطة التعليم لعودة المدارس، التي كشفت عنها مصادر، قال "خليل" إن تقسيم المدرسة لكذا مدرسة، بطريقة الفترتين الصباحية والمسائية، وجعل التلاميذ حتى سن 10 سنين يذهبون كل يوم للمدرسة، بسبب الدور التربوي للمدرسة في هذه الفترة، وكل من هم أكبر من 10 سنوات يذهبون أيام معينة وأيام أخرى يتلقوا دروسهم أونلاين، فهذه سياسة عالمية معترف بها، ولكن السؤال هو كيفية تنفيذ ذلك على الأرض، خاصة أنه بينما في العالم كله العدد الأمثل للتلاميذ في الفصل لا يزيد عن 30، فنحن لدينا العدد قد يصل إلى 120 تلميذًا.
وأضاف: "نقطة البدء أن نعترف أن لدينا انهيارًا في المؤسسات التعليمية والصحية، وأن تكون هناك ميزانية صحية تسمح بالحاجات الضرورية، وأن يكون عدد التحاليل التي يتم إجرائها للكشف عن كورونا في نفس متوسط عدد التحاليل التي تجريها الدول التي في مثل ظروفنا، لكي نعرف نسبة انتشار المرض الحقيقية، ونضع خطة لوقف انتشار الوباء وعلاج المرض، هذا فضلًا عن مضاعفة ميزانية الصحة ضعفين ونصف، ونفس الأمر بالنسبة للتعليم لكي يكون لدينا إمكانيات وعدد مدارس كاف، خاصة وأن 14% من النجوع والقرى لايوجد بها مدارس حتى الآن، وأطفال هذه القرى والنجوع يضطرون للتكدس في عربات نصف ننقل حتى يذهبوا لمدارسهم، وبالتالي لا بد أن نواجه مشاكلنا بجرأة".