آخرها"طفلة الدراجة".. مستشفى بنها الجامعي في "مهمة إنقاذ"

كتب: حسن صالح

آخرها"طفلة الدراجة".. مستشفى بنها الجامعي في "مهمة إنقاذ"

آخرها"طفلة الدراجة".. مستشفى بنها الجامعي في "مهمة إنقاذ"

"ملائكة الرحمة" وصف ينطبق بكل معانيه على فريق عمل قسم جراحة القلب والصدر بمستشفى بنها الجامعي، حيث لا تمر فترة إلا ويعلن المستشفى عن نجاحه في إنقاذ روح بشرية من الموت.

نسبة كبيرة ممن يتم إنقاذهم من الأطفال، أحدهم انحشرت قشرة لب أو كيس "كاتشب" في قصبته الهوائية، أو ابتلع "دبوس"، أو لحقت به إصابة خطيرة بسبب حادث ما، آخرها ما حدث مع "طفلة الدراجة" فجر اليوم الأربعاء.

بدأت قصة إنقاذ هذه الطفلة، التي لم تتجاوز السابعة من عمرها، بعد سقوطها من على دراجتها، لتسقط على مقود الدراجة، الذي أصابها بجرح بالغ في منتصف رقبتها، وتم نقلها للمستشفى الجامعي وهي تعاني من "استرواح هوائي عنيف" على الصدر والوجه، أدى إلى إغلاق عينيها بشكل كامل، وعدم القدرة على التنفس، مما يرجح إصابتها بكسر داخلي في غضاريف القصبة الهوائية.

وعلى الفور، تم إدخال الطفلة إلى قسم جراحة القلب والصدر، وبعد عمل الأشعة المقطعية على الرأس والرقبة والصدر، وتركيب أنبوبتين صدريتين، قبل أن يبدأ التدخل الجراحي السريع لإنقاذ الطفلة، بمعرفة الفريق الطبي برئاسة الدكتور محمد الجزار، استشاري أورام الصدر وأستاذ جراحة القلب والصدر والمناظير بكلية الطب جامعة بنها.

وخضعت الطفلة لعملية منظار صلب على الشعب الهوائية، تأكيد التشخيص ورؤية وتحديد المكان المكسور بغضاريف القصبة الهوائية، تحت الأحبال الصوتية مباشرةً، بمساعدة اخصائي التخدير، الدكتور محمد غريب، مدرس مساعد التخدير بجامعة بنها.

وعلى الفور، تشكل فريق عمل سريع من أطباء الجراحة العامة، تخصص الرأس والرقبة والتجميل، للمعاونة في إجراء العملية، ضم كلاً من الدكتور محمد حسين فهمي، مدرس الجراحة العامة والتجميل، والدكتور أحمد كامل، مدرس مساعد الجراحة العامة، والدكتور محمد خالد، طبيب مقيم الجراحة العامة، وتم عمل استكشاف للحنجرة والقصبة الهوائبة وخياطة الجزء المكسور، وتركيب "درنقة" داخل الصدر، لتفريغ الهواء المتجمع حول القلب.

واقعة "طفلة الدراجة" ليست الأولى التي يتم إنقاذ حياتها داخل قسم جراحة القلب والصدر بمستشفى بنها الجامعي، حيث تمكن الدكتور محمد الجزار، بمساعدة فريقه المعاون، من إجراء جراحة شق صدري محدود لاستخراج "دبوس"، ابتلعته فتاة عشرينية، بينما كانت تحتفل بخطوبتها، ولكنه غير مساره إلى القصبة الهوائية، حتى استقر داخل رئتها اليسرى، بالقرب من القلب، لأكثر من شهرين، وتم إجراء عملية إنقاذ تلك الفتاة في ذروة أزمة "كورونا"، ورغم توقف العمليات غير الطارئة بالمستشفى.

عمليتين جراحيتين أخريين تكللتا بالنجاح، أجراهما أطباء المستشفى الجامعي لإنقاذ طفلين، الأول في السابعة من عمره، ابتلع "صفارة" لعبة، استقرت في القصبة الهوائية، والثاني لم يتجاوز الثانية من عمره، من قرية "الرملة"، التابعة لمركز بنها، ابتلع قشرة لب، انحشرت في قصبته الهوائية، وكادت تؤدي إلى موته مختنقاً.

كما نجح الفريق الطبي في استخراج "سوكت شاحن موبايل" من القصبة الهوائية لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات، ابتلعه بطريق الخطأ، أثناء لهوه، حيث استقر بالقصبة الهوائية، وتسبب في انسدادها تماماً، وكان الطفل على وشك الاختناق، حتى تم استخراج "السوكت" باستخدام المنظار الشعبي الجراحي.

الدكتور محمد الجزار، أكد لـ"الوطن" أن مستشفى بنها الجامعي لم يتأخر لحظة في إنقاذ أي مريض، مناشداً أولياء الأمور بأن ينتبهوا جيداً لأبنائهم، خاصة ممن هم في سن صغيرة، لأنه سهل جداً أن يبتلع الطفل أي شيء قد يؤدي إلى إصابته بالاختناق.


مواضيع متعلقة