عنصرية في إسرائيل على طريقة أمريكا: تمييز ضد من هو غير يهودي

كتب: محمد الليثي

عنصرية في إسرائيل على طريقة أمريكا: تمييز ضد من هو غير يهودي

عنصرية في إسرائيل على طريقة أمريكا: تمييز ضد من هو غير يهودي

من العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى العنصرية ضد يهود الفلاشا، وهم اليهود من أصل إثيوبي، في إسرائيل لم يختلف المشهد كثيرًا، فهنا عمليات قمع وقتل وهناك الأمر نفسه، ولعل أهم تلك المشاهد في الولايات المتحدة، مقتل جورج فلويد ذو الأصول الأفريقية، والذي قضى خنقا على يد شرطي في 25 مايو من هذا العام في مدينة منيابولس بمينيسوتا بعد تثبيته على الأرض بغية اعتقاله بالضغط على عنقه بركبته لمنعه من الحركة أثناء الاعتقال لما يقارب تسع دقائق.

وفي المقابل، المشهد نفسه في فلسطين مارسه الاحتلال الإسرائيلي في حق فلسطيني بالطريقة نفسها، ووفقًا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس"، ضغط جندي من قوات الاحتلال إسرائيلي بركبته على عنق متظاهر فلسطيني أثناء اعتقاله خلال مظاهرة في الضفة الغربية المحتلة أمس.

لم يكن حادث العنصرية هو الأول في إسرائيل بل تطفوا من آن للآخر على سطح المجتمع الإسرائيلي مثل هذه الحوادث، كما تشهد تظاهرات وآخرها العام الماضي من يهود البشرة السمراء بسبب العنصرية نظرًا لتعامل الحكومة معهم كمواطنين درجة أخيرة.

وموجة تظاهرات العام الماضي خرجت بعد مقتل أحد يهود الفلاشا على يد شرطي إسرائيلي، ولكنه أيضًا لم يكن الخروج الأول ليهود "الفلاشا" للتظاهر في الشوارع وإغلاقها، وخصوصًا ميدان رابين في تل أبيب الذي تظاهروا فيه من قبل، خصوصًا في يناير من العام الماضي، حيث أدت تلك الاحتجاجات إلى إصابة 6 من أفراد الشرطة، في الوقت الذي اعتقلت فيه الشرطة الإسرائيلية 11 شابا من أفراد الطائفة الإثيوبية خلال التظاهرات التي خرجت ضد العنصرية، بشبهة الإخلال بالنظام العام.

مظاهر العنصرية ليس وليدة اللحظة في إسرائيل، أو وليدة تواجد يهود الفلاشا في دولة الاحتلال، بل هو أمر ظهر منذ أن تأسست الدولة، بل قبل بدايتها أيضًا، الأمر الذي تجلى في مبادئ الفكر الصهيوني نفسه، فالكتب الدينية اليهودية تحفل بالعديد من تلك المظاهر ولعل أبرزها مبدأ "الجوييم" وهي كلمة تعني "الأغيار" أي غير اليهود، وهو مبدأ أو مصطلح تم استخدامه لتمييز التعامل بين اليهودي وغير اليهودي في كل مجالات الحياة.

الدعوة إلى احتلال أرض فلسطين وإقامة إسرائيل كانت علامة أخرى دلت على مدى العنصرية التي تأصلت في الحركة الصهيونية المعتمدة على الجذور الدينية اليهودية، حيث كانت إقامة دولة "يهودية" على حساب حياة العرب الموجودين في تلك الأرض أمرًا طبيعيًا لتمييز اليهودي على غيره من سائر البشر، وخصوصًا الفلسطينيين الذين يعانون حتى الآن من العنصرية الإسرائيلية التي وجدوها من العصابات الصهيونية قبل إقامة الدولة، مرورًا بإعلان تأسيسها، انتهاءا بالعقود التي عاشوها تحت وطأة الاحتلال.

ولم يكن مبدأ التمييز والعنصرية مع "الجوييم" فقط، بل استخدموه فيما بينهم البعض بعد إقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث قسموا أنفسهم على حسب الانتماء، فكان اليهود الذين قدموا من الغرب وهم "الأشكناز" أعلى طبقة في المجتمع والذين حصلوا على الوظائف الهامة في البلاد، وأتى من بعدهم اليهود "السفارد" أو "السفارديم" الذين قدموا من الشرق، ومن بعد ذلك عرب الداخل الذين فُرضت عليهم الهوية الإسرائيلية، ويهود الفلاشا الذين قدموا من إفريقيا باعتبارهم يهود، إلا أن المبدأ الوهمي الذي قامت عليه الدولة بأنها تصبح دولة لليهود ميزت بينهم في الدولة التي قامت من الأساس على مبدأ "العنصرية" وظلم العرب.

المركز الفلسطيني للإعلام رصد أبرز مظاهر العنصرية في إسرائيل، وأشار إلى أن تغلغل العنصرية والكراهية تجاه العرب والفلسطينيين في أوساط المجتمع الإسرائيلي والنظام الرسمي، وأيضًا في تشريعات الكنيست، تظهر جلية في العديد من الممارسات والقوانين التي جاءت على النحو التالي:

ممارسات عنصرية إسرائيلية

الاحتلال: يعد الاحتلال الإسرائيلي مخالفة لكل المواثيق الدولية المعترف بها حتى من أبرز حلفاء إسرائيل.

سرقة الأراضي من الفلسطينيين: يسرق الاحتلال الإسرائيلي الأراضي ومصادرتها من أصحابها للسيطرة عليها.

المستوطنات: إقامة المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الفلسطينيين تمييز لصالح المحتل على حساب صاحب الأرض.

- الحواجز ونقاط التفتيش

يوجد المئات منها بهدف إذلال الفلسطينيين.

- جدار الفصل العنصري

جدار الفصل أو الجدار العازل من أبرز مظاهر العنصرية، وقد قضت محكمة العدل الدولية في لاهاي عام 2004 بمخالفة إسرائيل للقوانين الدولية ببناء هذا الجدار.

- ممارسات القدس

هناك العديد من الممارسات الإسرائيلية في القدس مثل التهويد ثقافيًا والسيطرة على المقدسات الإسلامية في المدينة المقدسة.

- السيطرة على المياه

تسيطر إسرائيل على ما يقرب من 83% من مصادر المياه الفلسطينية في الضفة الغربية.

- الاعتقال والتعذيب

تخالف إسرائيل اتفاقيات جنيف التي وقعت عليها باعتقال الفلسطينيين وتعذيبهم بصورة يومية.

- تدمير البيوت

يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تدمير منازل الفلسطينيين، ويستخدم أيضًا هدم منازل العائلات كعقاب لأحد أفرادها.

- قوانين عنصرية إسرائيلية

بحسب المركز الفلسطيني للإعلام، فإن السلطات الإسرائيلية أقرت ما بين عامي "1948 و1953" عددًا من القوانين العنصرية ضد العرب، لافتًا إلى أن هذا التوجه مستمر حتى اليوم، حيث إن العنصرية والتمييز أصبحوا نهجًا إسرائيليًا ثابتًا في القوانين وأيضًا الممارسات.

قانون المواطنة: صدق الكنيست الإسرائيلي على قانون المواطنة في يوليو 2018، والذي ينص على نزع المواطنة نتيجة عمل فيه خرق للولاء للدولة.

قانون النكبة: وهو قانون يمنع التمويل عن مؤسسات عامة يُعتقد أنها تتحدى بشكل علني تأسيس الدولة.

- قانون الجنسية الإسرائيلية

وهو قانون إسرائيلي يمنح المحكمة الحق في سحب الجنسية من كل من يدان بمخالفة تمس بأمن الدولة، والقسم لمن يحمل الهوية الإسرائيلية بيهودية الدولة، بما يهيئ لسحب الهوية ممن لا يقبل ذلك من العرب، وطرده من أرضه.

- قانون مصادرة الأراضي

بفضل مصادرة الأراضي تم تحويل أكثر من 39% من الأراضي إلى ملكية يهودية، ولم يكن الصهاينة قبل إقامة الدولة يملكون أكثر من 5.5 من مساحة فلسطين.

- قانون منع الأذان

أثار قانون منع الآذان الذي ناقشته اللجنة الوزارية المعنية بالتشريع في إسرائيل غضب الفلسطينيين، ويقضي بـ"تخويل وزير الداخلية الإسرائيلي بصلاحية السماح برفع الأذان في المواقع التي يراها مناسبة".

- قانون التغذية القسرية للأسرى المضربين عن الطعام

يهدد هذا القانون حياة الأسرى ويعد نوعًا من أنواع التعذيب، كما أنه يعد إجراء غير أخلاقي، ويتنافى مع الأعراف.

- سجن أطفال الحجارة

ينص على إمكانية فرض عقوبة تصل لـ10 سنوات على راشقي الحجارة.

- محاكمة الأطفال دون سن الـ14 عامًا

تستطيع المحكمة محاكمة أطفال من سن 12 عامًا، إلا أن العقوبة الفعلية تبدأ بعد بلوغهم سن الـ14 عامًا. 


مواضيع متعلقة