"نعمة" تبحث عن زوجها المفقود فى ليبيا: سافر عشان يشتغل ومارجعش

كتب: محمد عبدالعزيز

"نعمة" تبحث عن زوجها المفقود فى ليبيا: سافر عشان يشتغل ومارجعش

"نعمة" تبحث عن زوجها المفقود فى ليبيا: سافر عشان يشتغل ومارجعش

يعمل ماجد خليل الشامي، 38 سنة، من محافظة كفر الشيخ، صنايعي رخام، وقلة فرص العمل دفعته لتجربة الهجرة غير الشرعية، فكان السبيل للسفر إلي ليبيا، حيث وجود بعض أصدقائه يعملون هناك، شد الرِحال إلى ليبيا عبر الحدود، ورغم معارضة زوجته له، سافر منذ السابع من أغسطس الماضى، ومنذ ذلك الوقت، لم تعرف زوجته شيئاً عنه.

منذ قرابة الشهر، لم تعرف نعمة محمد، عن زوجها شيء سوى أنه أصيب بغيبوبة سكر أثناء الترحال إلى ليبيا، يتقطع قلبها حزناً على زوجها وحالة بيتها وأولادها بعد غيابه، هزُل جسدها وانهارت قواها، وبصوت سيطر عليه الحزن: "زوجى كان مسافر ليبيا عشان يشتغل ويصرف على بيته وعياله الثلاثة، وهناك ناس أصحابه وقرايبه كان رايح ليهم، وكان معاه 30 واحد مهاجرين بطريقة غير شرعية، أنا رفضت يسافر لبيبا عشان الحرب هناك وعشان هو تعبان وعامل عملية وعنده سكر والهجرة غير الشرعية بتحتاج جري ومجهود، بس هو عاوز يجيب لقمة عيش لعياله".

زوجته: عياله بيعيطوا وبيقولوا مش عاوزين من بابا فلوس المهم يرجع لنا

تحكى "نعمة"، أن أحد أصدقائه كان مسافراً معه، أبلغها بعد وصوله إلى لبيبا بإصابة زوجها بغيبوبة سكر وهم في الطريق، فتركوه ولم يستطع فعل شيء معه: "صديقه قالي إن ماجد جات له غيبوبة سكر في الطريق، الدليل اللي كان معاهم فضل ماشي معاه لغاية ما تعب وماجد وقع على الأرض، بعدين لما عرف إنه أغمى عليه رجع له صاحبه عشان يساعده، فقاله الدليل لو ساعدته هاضربك بالنار، يلا عشان نلحق نمشي وتسافر لأن كده هانتأخر".

بعض الأطعمة والأدوية التي ستساعده على رفع مستوى السكر في الدم وإفاقته من غيبوبة السكر كانت بحوزة "ماجد"، ولكن الدليل لم يكن يعرف ذلك: "كان معاه حلاوة طحينية وأدوية وصاحبه كان عارف، بس لما جات له الغيبوبة والدليل كان بيسنده، صاحبه كان ماشي قدامه وماخدش باله، فماكلش".

حالة لا تحسد عليها تعيشها "نعمة" وأبنائها الثلاثة، تواصل الليل بالنهار في بكاء مستمر، وهَم لا يزول، ودعوات لا تنقطع، فكل ما تريده هي وأبنائها معرفة أين "ماجد": "عيالي بيقولوا مش عاوزين من بابا فلوس ولا جنيه واحد، كل اللي عاوزينه بابا يرجع، عيالي ندمانين إنهم كانوا بيطلبوا منه فلوس وكان بيقول لهم مش معايا، بنتي الكبيرة بتقول لي أنا حلمت إن بابا رجع، افتحي الباب يا ماما هاتلاقيه، أنا عاوز أعرف فين جوزي، ميت ولا عايش، في السجن ولا المستشفى، نفسي أطمن عليه".


مواضيع متعلقة