"سمية" بعد ما ربت أخواتها طردوها: لا ليا حبيب ولا قريب ولا غريب

كتب: مها طايع

"سمية" بعد ما ربت أخواتها طردوها: لا ليا حبيب ولا قريب ولا غريب

"سمية" بعد ما ربت أخواتها طردوها: لا ليا حبيب ولا قريب ولا غريب

تحملت مسئولية أشقاءها بعد وفاة والديها، وبالأخص أصغرهم المريضة، تخلت عن حلم الزواج وارتداء الفستان الأبيض، الذي طالما حلمت به، واستغنت عن مُتع كثيرة في حياتها بهدف رعاية أشقاءها، حتى مدّتهم بالحنان الذي فقدوه، وبعد أن أوصلتهم إلى بر الأمان، قام الشقيق الأكبر، ببيع المنزل بمنطقة مساكن ورش أبو زعبل، بحي المرج، وطردها منه.

سمية عبدالصمد، 55 عاماً، موظفة، هي الثانية بين 6 أشقاء، كانت تعتبر هذا المنزل بمثابة الذكرى المتبقية من والديها، وطوال الوقت كانت تخطط بأن يصبح المنزل قبلتهم، ومكاناً يأويهم ويلّم شملهم، حتى فاجأها شقيقها وضرب هذه الأحلام بعرض الحائط: "إحنا 6 أخوات 3 ماتوا، وأختي المريضة اللي كنت برعاها ماتت في حادثة واللي عايشين ولدين، الكبير فيهم باع البيت من ورايا والتاني ده ماتكلمش ولا دافع ولا قال حاجة وأنا قاعدة في شقة بالإيجار في المرج، شقة مش مجهزة ومفيهاش عفش ولا مطبخ".

تحكى "سمية"، أنها تدفع 375 جنيها، إيجاراً شهرياً: "مرتبي على قدي مع معاش بابا يادوب بيكفوني".

قصة الكفاح والتضحية التي قدمتها "سمية"، لم تكلل بالعرفان أو التكريم، انتهت بالطرد والتجاهل والوحدة القاسية، التى تعانى منها بعد وفاة شقيقتها، وطردها من بيت العيلة: "حتى الجيران مش لاقية منهم حنية وبيضايقوني عشان أنا وحيدة وماليش حد ياخد بحسي ولا حتى يدافع عني، رغم أني في حالي بروح من الشغل وأرجع مكلمش حتى وأحيانا مش بيبقى معايا أتعشى ومش بخبط على باب حد".

تتمنى "سمية"، أن تعيش ما تبقى من حياتها فى أمان واستقرار بعيداً عن معاسكات ومضايقات جيرانها، لافتة إلى أنها تستغل ركن صغير من منزلها وتقوم بزراعة الريحان والفُل، وتتخذ من هذه الأزهار ونساً لوحدتها: "الزرع ده اللي راعيته طمر فيه عن أخواتي وبقول لأخويا ارحمني أنا تعبانة وراعي ضميرك". 


مواضيع متعلقة