دراسة جديدة: الكرة الأرضية رطبة منذ تشكلها.. وخبير فلكي يوضح

كتب: فادية إيهاب

دراسة جديدة: الكرة الأرضية رطبة منذ تشكلها.. وخبير فلكي يوضح

دراسة جديدة: الكرة الأرضية رطبة منذ تشكلها.. وخبير فلكي يوضح

توصلت دراسة جديدة إلى أن مياه الأرض قد يكون مصدرها مواد كانت موجودة في الجزء الداخلي من النظام الشمسي في وقت تشكل الكوكب، بدلاً من أن المذنبات أو الكويكبات جلبت هذه المياه.

وتشير الدراسة، المنشور نتائجها في 28 أغسطس بمجلة Science إلى أن الأرض ربما كانت دائمًا رطبة، بحسب ما أكدته الجمعية الفلكية بجدة، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". 

تفاصيل الدراسة العلمية: الاعتماد على أحجار نيزكية

وتوصل باحثون من فرنسا وجامعة واشنطن في سانت لويس، إلى أن نوعًا من الأحجار النيزكية يسمى "إنستاتيت كوندريت" يحتوي على كمية كافية من الهيدروجين لتوصيل ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف كمية المياه الموجودة في محيطات الأرض، وربما أكثر من ذلك بكثير.

تتكون صخور "إنستاتيت كوندريت" بالكامل من مواد في الجزء الداخلي من النظام الشمسي - وهي في الأساس نفس المواد التي تكونت منها الأرض في الأصل.

يُظهر الاكتشاف أن اللبنات الأساسية للأرض ربما تكون قد ساهمت بشكل كبير في مياه الأرض، فقد كانت المواد الحاملة للهيدروجين موجودة في الجزء الداخلي من النظام الشمسي في وقت تكوين الكوكب الصخري.

نتائج الدراسة الخاصة بكوكب الأرض والنظام الشمسي

النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة مفاجئة لأن اللبنات الأساسية للأرض غالبًا ما يُفترض أنها جافة، ومصدرها المناطق الداخلية للنظام الشمسي حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة للغاية بحيث لا يتكثف الماء وتتجمع مع المواد الصلبة الأخرى أثناء تكوين الكوكب.

الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في الاكتشاف هو أن صخور "إنستاتيت كوندريت" التي يُعتقد أنها جافة تقريبًا، تحتوي على وفرة عالية بشكل غير متوقع من المياه.

وتعتبر صخور "إنستاتيت كوندريت" نادرة، حيث تشكل حوالي 2% من النيازك المعروفة، لكن تشابهها النظيري مع الأرض يجعلها مهمة، فهي تحتوي على نظائر الأكسجين والتيتانيوم والكالسيوم مماثلة للأرض، وأظهرت هذه الدراسة أن نظائر الهيدروجين والنيتروجين تشبه نظائر الأرض أيضًا.

ومن المعروف أنه في دراسة المواد من خارج كوكب الأرض، تُستخدم وفرة نظائر العنصر كبصمة مميزة لتحديد مكان نشأة هذا العنصر، وإذا كانت صخور "إنستاتيت كوندريت" هي اللبنات الأساسية لكوكبنا بشكل فعال، كما هو يفترض بقوة من خلال التركيبات النظيرية المماثلة، فإن هذه النتيجة تشير إلى أن هذه الأنواع من الكوندريتات زودت الأرض بما يكفي من الماء لشرح أصل مياه الأرض.

وتفترض الدراسة أيضًا بأن كمية كبيرة من النيتروجين في الغلاف الجوي، المكون الأكثر وفرة في الغلاف الجوي للأرض، يمكن أن تكون قد أتت من صخور "إنستاتيت كوندريت". 

ونظرا لوجود عدد قليل من صخور "إنستاتيت كوندريت" التي لم تتعرض للتغيير على كويكبها ولا على الأرض، فقد اختار الباحثون بعناية صخورها وقاموا بإجراء تحليليًا خاصًا من خلال تقنيتين للتحليل وهذا سمح بقياس محتوى وتكوين الكميات الصغيرة من الماء في الأحجار النيزكية بدقة.

وقبل هذه الدراسة، كان من المفترض أن تكون هذه الكوندريتات تشكلت بالقرب من الشمس، وبالتالي كان يُنظر إلى صخور (إنستاتيت كوندريت) على أنها جافة ، وهذا الافتراض الذي أعيد تأكيده كثيرًا ربما حال دون إجراء أي تحليلات شاملة للهيدروجين. 

خبير فلكي:  يستحسن لنا أن لا نأخذ الحقائق الأولية لهذه الدراسات

من جانبه، علق الدكتور أشرف تادرس، أستاذ البحوث الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، على الدراسة المنشورة في مجلة Science، قائلا: "اعتقد أن كل هذه الدراسات تخرج لنا باستنتاجات وليست حقائق مسلمة قد تكون حقيقية أو غير ذلك تماما وقد تتغير في المستقبل القريب مع دراسة أخرى". 

وأضاف تادرس، خلال حديثه مع "الوطن"، أنه يستحسن لنا أن لا نأخذ الحقائق الأولية لمثل هذه الدراسات على أنها حقيقة مسلم بها حيث أثبتت الدراسات السابقة أن مياه الأرض آتت من النيازك والمذنبات، وقد تقول دراسة مستقبلية غير ذلك أيضا.

وتابع: "دعنا لا نستبق الأحداث حول التسليم بمعرفة أصل المياه على الأرض بناء على دراسة واحدة فقد تكشف لنا الدراسات الأحدث عن أمور أخرى لم تكن في الحسبان". 


مواضيع متعلقة