رئيس قصور الثقافة الأسبق يروي ذكرياته مع سينما أسيوط الشتوي بعد هدمها

كتب: ماريان سعيد

رئيس قصور الثقافة الأسبق يروي ذكرياته مع سينما أسيوط الشتوي بعد هدمها

رئيس قصور الثقافة الأسبق يروي ذكرياته مع سينما أسيوط الشتوي بعد هدمها

جاء قرار هدم سينما "رينسانس"، بمحافظة أسيوط، أو دار سينما أسيوط الشتوي التي تعد أقدم دار سينما في صعيد مصر، والتي تعود لعام 1907 لينهي الكثير من الذكريات لمن ترددوا عليها ومن عايشوها، حيث ظلت السينما قائمة لعقود طويلة ومنبرا تثقيفيا وتنويريا حتى بدايات الألفية الثالثة ليأتي قرار تنفيذ الهدم لينهي كل ذلك التاريخ.

الرئيس الأسبق لقصور الثقافة يقول إن تعلقه بالسينما لا ينبع فقط من طبيعة وظيفته السابقة، إنما لما له من ذكريات داخل ذلك المبنى العتيق الذي كان منبرا للتثقيف والترفيه والتوعية والتنوير، حيث شهدت صباه ومغامرات شبابيه لمشاهدة أفلامها بتوع ثقافتها.

بنيت سينما أسيوط الشتوي في عام 1908 أي قبل ظهور السينما الناطقة في عام 1927، وكانت تعرض مواد فيلمية من فرنسا، ويقول سعد عبدالرحمن لـ"الوطن"، إن إنشاء دار سينما أسيوط الشتوي يرجع للمهندس تادرس مقار دميان وهو من أثرياء ووجهاء أسيوط، وأول من سافر لطلب العلم في الخارج وحين عاد إلى مصر، وفي عام 1915 بنى أخيه أدولف سينما أخرى صيفي (مفتوحة) لأهالي أسيوط.

في عام 1935 هدم المبنى القديم وبنى مبنى ضخم لعمل دار السينما الشتوي الجديدة لم يكن له مثيلا حيث كان مستوحى من الأبنية الفرنسية في مصر والتي على مسرحها غنت أم كلثوم وليلى مراد، وكان يحضر إليها المصريون من كل محافظات صعيد مصر، وخصوصا مع خدمات أسيوط المتنوعة من مدارس وجامعات ومعاهد.

ويتابع عبدالرحمن بأن السينما استمرت حتى أوائل التسعينات، بدرجاتها الثلاث "ترسو وصالة وبلكون" وحينها بيعت لإحدى الشركات الخاصة التي هدمت داخل السينما مع الحفاظ على الإطار الداخلي، وبنيت طابقين في كل طابع صالة بشاشة مختلفة لعرض 4 أفلام مختلفة واستمرت على هذا النهج لنحو 10 سنوات لتباع لشركة أخرى وهي المسؤولة عن هدمها.

ذكريات طريفة يتذكرها عبدالرحمن وقت كانت تذكرة الترسو بـ3 ونصف قرش، حين كان الشباب الذين يبيعون التسالي يحفظون الأغاني الهندية من كثرة سماعها في وقت عرض فيلم "سان جام" الغنائي، ومتابعته لأفلام "ماسح الأحذية" و"الفيل صديقي" و"من أجل أولادي" وغيرها.

ويعود عبد الرحمن لذكريات بدايات دخوله السينما في السبعينات مع أحد أصدقائه الذي طلب منه إحضار "كرتونة" معه، يقول "كنا نشاهد أحد أفلام الكاوبوي، وربما فيلم (الطيب والشرس والقبيح) وبالفعل بمجرد دخولنا لم نجد أي مكان واضطررنا نجلس على الكرتونة بالفعل".

ويتابع ضاحكنا "كنا بعض عرض الفيلم الأول نقفز للصالة ونجلس على الكراسي، لمشاهدة الفيلم الثاني حتى إذا خرجنا من السينما ورآنا أحد أصدقائنا يظن أننا كنا في الصالة".

الذكريات والتاريخ جعلو "عبدالرحمن" يمسك أكثر بقيمة السينما التاريخية التي تعد أداة ثقافية، وليست ترفيهية فقط فهي من أهم أدوات القوى الناعمة وليست مجرد وسيلة ترفيه، وإنما نافذة على العالم. 


مواضيع متعلقة