قائد ثورة يوليو محمد نجيب.. 30 عاما من تهميش أول رئيس لمصر

كتب: أحمد البهنساوى

قائد ثورة يوليو محمد نجيب.. 30 عاما من تهميش أول رئيس لمصر

قائد ثورة يوليو محمد نجيب.. 30 عاما من تهميش أول رئيس لمصر

قاد الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو 1952، التي انتهت بعزل الملك فاروق ورحيله عن مصر، وأعلن مبادئ الثورة الستة، وحدد الملكية الزراعية، لكن سرعان ما دب الخلاف بين اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد انتهاء الملكية وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953، وضباط مجلس قيادة الثورة، ونتيجة لذلك قدم استقالته في فبراير، ثم عاد مرة ثانية بعد أزمة مارس، لكن في 14 نوفمبر 1954 أجبره مجلس قيادة الثورة على الاستقالة ليعيش قرابة 30 عاما من التهميش.

ومحمد نجيب الذي تحل ذكرى وفاته السادسة والثلاثين، اليوم، إذ توفي في 28 أغسطس عام 1984، عن عمر ناهز 83 عاما، فقد تم وضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته في قصر زينب الوكيل بعيداً عن الحياة السياسية ومنع أي زيارات له، وبالرغم من قرار الرئيس الراحل أنور السادات عام 1971 إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه، لكنه ظل ممنوعاً من الظهور الإعلامي حتى وفاته.

وتتضمن حكاية تهميش "نجيب" لثلاثة عقود تفاصيل ذكرت أنه بالرغم من الدور السياسي والتاريخي البارز لمحمد نجيب، إلا أنه بعد الإطاحة به من الرئاسة شُطب اسمه من الوثائق وكل السجلات والكتب ومنع ظهوره أو ظهور اسمه تماما طوال ثلاثين عاماً حتى اعتقد الكثير من المصريين أنه قد توفي، وكان يذكر في الوثائق والكتب أن عبدالناصر هو أول رئيس لمصر، واستمر هذا الأمر حتى أواخر الثمانينيات عندما عاد اسم "نجيب" للظهور من جديد وأعيدت الأوسمة لأسرته، وأطلق اسمه على بعض المنشآت والشوارع، وفي عام 2013 منحت عائلته قلادة النيل العظمى، كما أطلق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، حيث تم إنشاء قاعدة نجيب العسكرية عام 2017.

ولد محمد نجيب بالسودان، والتحق بكلية غردون ثم بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918، ثم التحق بالحرس الملكي عام 1923، وحصل على ليسانس الحقوق في عام 1927 وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليها، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم أخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931.

في ديسمبر 1931 رقي إلى رتبة اليوزباشي "نقيب" ونقل إلى سلاح الحدود عام 1934 في العريش، ثم أصبح ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، وقد أسس مجلة الجيش المصري عام 1937 ورقي لرتبة الصاغ "رائد" في 6 مايو 1938.

وقدم محمد نجيب استقالته عقب حادث 4 فبراير 1942 الذي حاصرت فيه الدبابات البريطانية قصر الملك فاروق لإجباره على إعادة مصطفى النحاس إلى رئاسة الوزراء، وقد جاءت استقالته احتجاجاً لأنه لم يتمكن من حماية ملكه الذي أقسم له يمين الولاء، إلا أن المسؤولين في قصر عابدين شكروه بامتنان ورفضوا قبول استقالته، ورقي إلى رتبة القائم مقام "عقيد" في يونيو 1944. وفي تلك السنة عين حاكماً إقليمياً لسيناء، ثم رقي لرتبة الأميرالاي "عميد" عام 1948.

شارك "نجيب"، في حرب فلسطين عام 1948، وأصيب 7 مرات، فمنح نجمة فؤاد العسكرية الأولى تقديراً لشجاعته بالإضافة إلى رتبة البكوية، وعقب الحرب عين مديرا لمدرسة الضباط، وتعرف على تنظيم الضباط الأحرار من خلال الصاغ عبدالحكيم عامر.

وفي 23 يوليو عام 1952 نفذت الحركة خطة يوليو والتي سميت بـ"الحركة التصحيحية" وانتهت بتنازل الملك فاروق عن العرش لوريثه ومغادرة البلاد، وتولى "نجيب" منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ثم وزير الحربية عام 1952، وشغل منصب رئيس الوزراء في مصر خلال لمدة تقارب الأربعين يوما في الفترة من 8 مارس 1954 ـ 18 أبريل 1954.


مواضيع متعلقة