200 مليون جنيه خسائر ضحايا توظيف الأموال بالقليوبية

200 مليون جنيه خسائر ضحايا توظيف الأموال بالقليوبية
تعد ظاهرة توظيف الاموال والنصب، من أكثر الجرائم التي يقع ضحيتها عشرات المواطنين بالقليوبية على وجه الخصوص، وكان آخرهم ضحايا نصاب قليوب الذي تكثف أجهزة الأمن جهودها لضبطه بعد أن استولى على قرابة 93 مليون جنيه من المواطنين بحجة تشغيلها فى شركة توظيف أموال أسسها بقرية طنان مركز قليوب، مقابل أرباح شهرية 60%، واستولى على الأموال وفر هاربا، وبلغت عدد المحاضر المحررة ضده 30 محضرا، وتولت النيابة التحقيق.
وتلقى اللواء فخرالدين العربى مدير أمن القليوبية، إخطارا من مأمور مركز قليوب، يفيد تلقيه عدة بلاغات من قرابة 30 شخصا ضد أحد الأشخاص يدعى "ط ع ا ر"، 44 عاما، لقيامه بالنصب عليهم والاستيلاء على أموالهم بحجة تشغيلها فى شركة توظيف أموال قام بإنشائها فى قرية طنان مركز قليوب، واستولى منهم على مبلغ 93 مليون جنيه مقابل أرباح شهريه بلغت 60%، إلا أنه قام بالاستيلاء على الأموال وفر هاربا.
توصلت التحريات أن المتهم يحمل بطاقتين بأسماء مختلفة، إحداهما بمحل إقامة فى محافظة الإسكندرية، وتكثف الجهود لضبط المتهم وتحرر المحضر رقم 4271 جنح مركز قليوب، وكلفت النيابة إدارة البحث الجنائي بسرعة ضبط وإحضار المتهم.
واقعة "نصاب قليوب" ليست الأولى، فقد سبقها عدة وقائع مشابهة قام النصابون فيها بخداع المواطنين على طريقة "المستريح" بمدن المحافظة بزعم توظيف اموالهم مقابل الأرباح مستغلين طمع المودعين في المكاسب السريعة ولهفتهم على الحصول على اللأموال بطرق سريعة.
من ضمن هذه القضايا كان سقوط مستريح شبرا الخيمة الذي ألقي القبض عليه بمساعدة الأهالي بعدما استولي على 10ملايين جنيه من المواطنين، وباع لهم أراض لايملكها.
المحاضر الرسمية في كل وقائع النصب وتوظيف الأموال، كشفت أن المتهمين استغلوا طمع وحاجة المواطنين، وأوهموهم باستثمار أموالهم في العقارات والأراضي والدواجن والأعلاف والمحمول وكروت الشحن والأدوية وتجارة السيارات وإقامة مصنع بلاستيك بإجمالي مبالغ تخطت 200 مليون جنيه.
ففي كفرشكر، تمكنت أجهزة الأمن من ضبط "مستريح" يستغل أموال المواطنين والاستيلاء عليها نظير دفع أرباح سنوية بحجة الاستثمار في الأراضي والعقارات، حيث استغل المتهم عمله كسمسار منذ سنوات، وأنه على دراية كافية بمجال العقارات والسيارات بسوهاج والقاهرة والقليوبية.
وكشفت التحقيقات، أن المتهم أغرى ضحاياه بأن لدىه شقق وعمارات بالقاهرة ويعمل فى مجال الاستثمار بالعقارات، وأنه على مقدرة بتشغيل الأموال وجلب أرباح كبيرة منها، وبالفعل بدأ اسمه يتردد بين المواطنين وذاع صيته بينهم حيث كان يدفع لهم فائدة سنوية بنسبة 15% حسب كل مبلغ، حتي بلغ إجمالي المبالغ التي تحصل عليها من أهالي القليوبية وكفرشكر، 20 مليون جنيه وهو ما أقنع المودعين بقدرته علي توظيف أموالهم فى تجارة السيارات والاستثمار العقاري، إلا أنه توقف عن دفع الأرباح وسقط في أيدي رجال المباحث.
وفي شبين القناطر ألقت مباحث القليوبية القبض على رئيس مخازن بإحدى الشركات لقيامه بالاشتراك مع ابنه فى الاستيلاء على 6 ملايين جنيه من بعض المواطنين بحجة استثمارها فى مجال تجارة الدواجن والأعلاف فى شبين القناطر، حيث ورد بلاغ من 6 أشخاص بقيام كلا من "م.م"، 58 عاما، رئيس مجموعة مخازن إحدى الشركات، وابنه "م"، بالنصب عليهم والاستيلاء على مبالغ مالية منهم تقدر بحوالى 5 ملايين، و796 ألف جنيه مصرى، بزعم استثمارها فى مجال الدواجن والأعلاف مقابل أرباح شهرية وسنوية، وتوقفا عن تسديد تلك الأرباح لهم منذ عام 2017.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط المتهم الأول وبمواجهته إعترف بارتكابه للواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة
وفي الخانكة تمكن رجال مباحث الأموال العامة، "مستريح" جديدا بعد استيلائه على 6 ملايين جنيه من المواطنين بحجة توظيفها في تجارة المحمول وكروت الشحن.
حيث تلقت الأجهزة الامنية بلاغا من "محمد. أ. ع "، و"رضا.ع.ع"، و"أحمد.م .م"، و"محمد .ك .ب"، و"عاطف. ع .ا"، بتضررهم من "حمدي .ي .س" وذلك لتحصله منهم وآخرين على مبالغ مالية باجمالي 6 ملايين جنيه، بزعم تشغيلها بنشاط تجاري متمثل في شراء وبيع كروت الشحن الخاصة بالهواتف مقابل أرباح شهرية، وتوقف المشكو في حقه عن سداد تلك الأرباح ولدى مطالبتهم له برد المبالغ تهرب من السداد وبمواجهته عقب القبض عليه اعترف بارتكابه الواقعة وعلل عدم السداد لتعثره المفاجئ.
وفي الخانكة أيضا، نجحت أجهزة الأمن في اصطياد "مستريح"، آخر استولى على 70 مليون جنيه من الأهالي، بدعوى توظيفها في تجارة البلاستيك، وبناء مصنع لهذا الغرض، حيث تلقت أجهزة الأمن عدة بلاغات من عدد من المواطنين بالخانكة بتضررهم من "ع.م"، لتحصله منهم وآخرين على مبالغ مالية بلغت حوالي 70 مليون جنيه، بزعم تشغيلها في نشاط تجارة البلاستيك مقابل أرباح شهرية، لكنه حنث بوعده وتهرب من السداد.
عقب ضبط المتهم وبمواجهته بالاتهام اعترف بارتكابه الواقعة وعلل عدم السداد لتعثره المفاجئ وضياع الأموال في التجارة مع آخرين.
فيما دلت التحريات أن المتهم قام هو ونجله "م" وابنته "ش"، وزوجها "أ.م"، بجمع أموال من الأهالي خلال عام، بحجة الشراكة وتشغيلها في تجارة البلاستيك مقابل أرباح، وأوهموا الضحايا ببناء مصنع مخصص لهذا الغرض، لكنهم لم يفوا بوعدهم وامتنعوا عن السداد واختفوا.
وفي مركز قليوب سقط "مستريح"، نصب على المواطنين في 300 ألف جنيه بعد أن أوهم ضحاياه بقدرته على شراء مساحات شاسعة من الأراضي بأسعار بخسة و"تسقيعها" لبيعها بمبالغ كبيرة، وكانت أجهزة الأمن قد ورد لها بلاغات من "م .ح.م.ح"، في محضر رقم 2743 لسنة 2019 إداري مركز قليوب، بالنصب عليه من المتهم في 120 ألف جنيه، و"ط.ع.ط.ح"، في محضر رقم 2914 لسنة 2019 إداري مركز قليوب، استولى منه المتهم على 80 ألف جنيه و"ف م.ك"، محضر رقم 2675 لسنة 2019 إداري مركز قليوب، أوهمها المتهم واستولى على 55 ألف جنيه.
وتوصلت التحريات إلى صحة البلاغات، وتورط المتهم، ويدعى"ش.ط.غ "، في قضيتي نصب بمنطقة السيدة زينب عام 2003 بنفس الطريقة المذكورة.
وأكدت التحريات وتحقيقات المباحث أن المتهم أوهم ضحاياه بقدرته على شراء مساحات شاسعة من أراضي فضاء بمحافظة الاسماعيلية، بأسعار بخسة، مستغلا بذلك علاقاته مع عدد من الجهات، وتبين بعد ذلك أنها أرض أملاك دولة.
وفي مدينة قليوب، نجحت أجهزة الأمن في إسقاط مستريح أخر استولى على 10 ملايين جنيه من المواطنين بحجة تشغيلها في تجارة الأدوية، حيث وردت عدة بلاغات من عدد من أصحاب الصيدليات بتعرضهم للنصب من شخص يدعى "م. ا. ع" مندوب مبيعات بشركة أدوية الذي استولى منهم على مبالغ طائلة تخطت 10 ملايين جنيه بحجة استثمارها في تجارة الأدوية، مستغلا عمله بشركة أدوية وكون أخيه صيدلانيا وصاحب صيدلية بالمدينة
وتبين من التحريات أن المتهم استغل صفته كمندوب مبيعات لإحدى شركات الأدوية الكبرى، وأوهم ضحاياه من أصحاب الصيدليات بقدرته على المكسب السريع عن طريق تأسيس شركة مساهمة في تجارة الأدوية واستولى على 10 ملايين جنيه واختفى.
وتمكنت وحدة مباحث قسم قليوب بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بالقاهرة من ضبط المتهم قبل هروبه وضبط بحوزته جواز سفر وشهادة التخرج وشهادة تأدية الخدمة العسكرية ومبلغ مالي حيث كان ينوى السفر خارج البلاد.
أجمع المتهمون في القضايا المختلفة التي شهدتها المحافظة أمام جهات التحقيق المختلفة "أنهم أبرياء وأنهم لم يقصدوا النصب على المواطنين لكن سبب الأزمات المالية التي تعرضوا لها مما اثر في إنتظامهم في دفع الأرباح وتهربهم منها، معللين ماحدث بتعثرهم المفاجئ وضياع الأموال في التجارة، مؤكدين "أن التجارة مكسب وخسارة".