ترك القانون من أجل الفن.. أحمد بدرخان رائد الإخراج السينمائي

11:45 ص | الأحد 23 أغسطس 2020

هو أحد رموز زمن الفن الجميل، تعامل مع أشهر القامات الفنية في القرن الماضي، أبرزهم كوكب الشرق أم كلثوم، الموسيقار فريد الأطرش، نجاة الصغيرة، محمد عبدالمطلب، محمد فوزي، ليترك من خلالهم إرثًا فنيًا يقترب من 40 عملا، وفي ذروة نجاحه وخلال انتظار عرض أخر أفلامه "نادية" مع السندريلا سعاد حسني، رحل المخرج الكبير أحمد بدرخان عن عالمنا في مثل هذا اليوم 23 أغسطس من عام 1969.

أكثر من 50 عامًا مرت على رحيل المخرج أحمد بدرخان، الذي يعد من رواد صناعة السينما المصرية، التي عشقها منذ نعومة أظافره خصوصًا وأنه من مواليد حي الخليفة بالقاهرة عام 1909، ويرتاد وهو طفلًا المسارح والسينمات التي أثرت في تكوينه.

ورغم دراسته للقانون، إلا أنه قرر إثراء موهبته من خلال التعرف على السينما ودراستها بشكل علمي، من خلال مراسلة معهد السينما بفرنسا، حتى سافر إلى باريس عام 1931 وحصل على دبلومة في الإخراج، واستعان به طلعت باشا حرب لتأسيس "ستديو مصر".

وخلال تواجد أحمد بدرخان في فرنسا، التقى بالفنان نجيب الريحاني، خلال تصويره فيلم ياقوت أفندي، وعمل وقتها مساعدًا للمخرج، وكان أول فيلم أنشودة الأمل لأم كلثوم، أولى تجاره الإخراجية المميزة، ليتعاون معها في أفلام "فاطمة، عايدة، دنانير".

عمل المخرج أحمد بدرخان، مع فريد الأطرش عام 1941 من خلال فيلم انتصار الشباب الذي جمع للمرة الأولى بين الشقيقين "الأطرش" و أسمهان، التي دب الحب بينها وبين "بدرخان" وتزوجا ولكن وقع الانفصال سريعًا وقبل أن تحصل أسمهان على الجنسية المصرية.

واستمر التعاون بين فريد الأطرش، وأحمد بدرخان، في عدد من الأفلام منها "شهر العسل، ما أقدرش، أحبك إنت، عايزة أتجوز، لحن حبي، عهد الهوى، إزاي أنساك".

ومن الأفلام التي قدمها المخرج أحمد بدرخان "الإيمان، الله معنا، قبلني يا أبي، غريبة، علشان عيونك، تاكسي وحنطور، سيد درويش، الشرف غالي".

تزوج المخرج أحمد بدرخان عدد من المرات من بينهم الفنانة روحية خالد، ومن أشهر أبنائه الذي سار على دربه المخرج علي بدرخان، الذي عشق السينما، وشاء القدر أن يكون مساعدًا لوالده في فيلمه الأخير "نادية" ليقع في غرام سعاد حسني، ويتزوجها رغم الفارق العمري بينهما، وهي الزيجة التي استمرت ما يزيد على 10 أعوام.

وفي الوقت الذي كان يترقب فيه المخرج أحمد بدرخان، عرض فيلم نادية، بطولة سعاد حسني، ونور الشريف، لم يحالفه القدر بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة في مثل هذا اليوم 23 أغسطس عام 1969 تاركًا إرثًا فنيًا، باعتباره من رواد صناعة السينما في مصر، ونجاحه في تقديم الأفلام الغنائية.