بسبب حرائق الغابات.. كاليفورنيا الأمريكية تطلب المساعدة: أنقذونا

كتب: (وكالات)

بسبب حرائق الغابات.. كاليفورنيا الأمريكية تطلب المساعدة: أنقذونا

بسبب حرائق الغابات.. كاليفورنيا الأمريكية تطلب المساعدة: أنقذونا

صور مروعة تلك التي نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية عن ما يحدث في ولاية كاليفورنيا، فقد تسببت حرائق مروعة لم تشهد الولاية لها مثيلاً في تاريخها على إجبار عشرات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم هرباً بحياتهم، ودفعت حاكم الولاية جافين نيوسم، إلى إطلاق استغاثة وطلب المساعدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدول المجاورة على غرار كندا وحتى أستراليا، وفقا لما ذكرته صحيفة "القبس" الكويتية على موقعها الإلكتروني.

ومئات الحرائق التي ما زالت تستعر في أنحاء عدّة من الولاية الواقعة على الساحل الغربي الأمريكي، دفعت نيوسوم، إلى الاستغاثة وطلب المساعدة، فقد وصل عدد الحرائق التي اتهمت الولاية إلى 560 حريقاً وأحرقت أكثر من 771000 فدان.

وعلى الرغم من نشر ما يقرب من 12 ألف من رجال الإطفاء في جميع أنحاء الولاية، إلا أن كاليفورنيا لا تزال تكافح لاحتواء الحرائق في شمال الولاية، والتي تتضخم بشكل أكبر وتجبر المزيد من الناس على الفرار من منازلهم.

وكشف نيوسوم، أنه طلب المساعدة من الولايات القريبة والبعيدة بما في ذلك تلك الموجودة في الساحل الشرقي، وحتى من أستراليا، موضحا أن 119 ألف شخص على الأقل تلقوا أوامر بالفعل بمغادرة منازلهم، وأمر مسؤولو الإطفاء المزيد من الأشخاص بالفرار، وفقا لما ذكرته  صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير.

حاكم كاليفورنيا:الحرائق بعضها اندلع نتيجة صواعق

من جانبها، قالت وكالة "رويترز" للأنباء، إن حاكم الولاية، أكد أن "الحرائق بعضها اندلع نتيجة صواعق"،  مشيرا إلى أنها "تضغط على الموارد صوب نقطة الانهيار مع سعيه إلى تعزيزات من كندا وأستراليا".

ووصف نيوسوم، عضو الحزب الديمقراطي، الحرائق خلال أفادة صحفية بأنها "لحظة مميتة ودعا السكان إلى تنفيذ أوامر الإجلاء".

وضربت الولاية أسوأ صواعق في قرابة 20 عاما بلغ عددها نحو 12 ألف صاعقة، وعمل رجال الإطفاء في دورات مدة كل منها 72 ساعة لإنقاذ السكان، وقالت الهيئة المعنية بمكافحة الحرائق في كاليفورنيا إنها تتوقع المزيد من الصواعق، غدا الأحد.

وفي المجموع، أحرقت الحرائق مساحة أكبر من مساحة رود آيلاند منذ نهاية الأسبوع الماضي، والتهمت مجموعتان هائلتان من الحرائق في شمال كاليفورنيا الكثير منها.

وحتى مع تزايد الحرائق، حذر خبراء الأرصاد في مكتب تابع لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية من احتمال حدوث المزيد من العواصف الرعدية الجافة في نهاية هذا الأسبوع، مما قد يؤدي إلى مزيج خطير من البرق والرياح ويحول المنطقة إلى مشتعلة بالفعل.

وتم ربط 5 وفيات بالحرائق، بما في ذلك 3 أشخاص عثر عليهم في منزل محترق في منطقة ريفية في مقاطعة نابا ولم يتم التعرف عليهم بعد.

كما عثر على رجل في مقاطعة سولانو ميتا، أمس الأول الخميس، وتوفي طيار هليكوبتر في حادث تحطم أثناء قيامه بمهمة لإلقاء المياه في مقاطعة فريسنو الأربعاء الماضي.

كما أن الدخان المنبعث من الحرائق يفاقم من موجة الحر القمعية بالفعل ويجعل الهواء غير صحي عبر شمال كاليفورنيا، في الوقت نفسه، تكافح الشبكة الكهربائية لمواكبة الطلب، كما بات الأشخاص الفارون من الحرائق مهددون بالإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بعد وضعهم في ملاجىء مكتظة.

ودمرت الحرائق في هذا التجمع ما يقرب من 500 منزل ومباني أخرى ، العديد منها في منطقة فاكافيل، وهي مسؤولة عن مقتل 4 مدنيين بالإضافة إلى 4 إصابات، وفقًا لوكالة مكافحة الإطفاء في الولاية.

وقال رجال الإطفاء إن هذه الحرائق تم احتواؤها بنسبة 15% فقط، وذكرت الشرطة في فاكافيل، بالقرب من ساكرامنتو، أن الناس يمكن أن يبدأوا في العودة إلى بعض الأحياء، لكن الكثيرين واجهوا احتمال أن منازلهم ربما تكون قد احترقت بالفعل بسبب الحرائق التي اجتاحت أطراف المدينة هذا الأسبوع.

وأجبرت مجموعة ثالثة من الحرائق حوالي 77000 شخص في مقاطعتي سان ماتيو وسانتا كروز على الإخلاء، بما في ذلك حرم جامعة كاليفورنيا بأكمله، مشكلة الدخان.

وقالت "نيويوك تايمز"، في تقرير، إن الدخان المتصاعد من حرائق الغابات يلوث الهواء إلى مستويات غير صحية، ورائحة الدخان تتسرب إلى السماء على بعد مئات الأميال، وهي علامة على مدى انتشار الحرائق.

ووصلت جودة الهواء في عدة مناطق حول شمال كاليفورنيا إلى مستويات خطيرة هذا الأسبوع، لا سيما في كونكورد، شمال شرقي أوكلاند، حيث تجاوز مؤشر جودة الهواء 200، أمس الأول الخميس، مما يشير إلى هواء "غير صحي للغاية"، يرتفع المؤشر إلى 500، ولكن أي شيء أعلى من 100 يعتبر غير صحي، في جيلروي، جنوب منطقة الخليج، وصل المؤشر إلى أكثر من 150 صباح أمس الجمعة.

ووصل الدخان المتصاعد ، الذي يمكن رؤيته بسهولة من الأقمار الصناعية، إلى الدول المجاورة، وبعيدًا مثل نبراسكا، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية.

ومع الدخان واحتمال موسم حريق طويل يعقد جهود السيطرة على فيروس كورونا المستجد، يستعد الأطباء في شمال كاليفورنيا لزيادة عدد المرضى. م

وفي مؤتمر صحفي عبر "زووم"، عقد، أمس الأول الخميس، وصف الأطباء في جامعة كاليفورنيا الوضع بأنه مخيف، لكنهم قالوا إنهم يستعدون لزيادة عبء العمل، وقالوا إن الطلاب الأطباء وصفوا الشعور كما لو كانوا في قلب نهاية العالم.

وقالت الدكتورة ستيفاني كريستنسون، الأستاذة المساعدة في الطب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ،المتخصصة في أمراض الرئة والرعاية الحرجة والحساسية: "كل هذه عاصفة من المشكلات"، مضيفة: "إنه على الرغم من أنه من السابق لأوانه القول بشكل قاطع كيف يؤثر دخان حرائق الغابات على مرضى كوفيد-19، فإن ما هو معروف هو أن تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى التهاب في الرئتين".

ونتيجة لذلك، قالت الدكتورة كريستنسون، "إنها تشعر بالقلق من أن دخان حرائق الغابات يمكن أن يؤدي إلى وقت أطول للشفاء وحتى إعادة دخول المستشفى بين المرضى الذين يتعافون من الفيروس". 

ونشرت صحيفة "يو إس توداي"، الأمريكية تقريراً كشفت فيه عن الطريقة التي تتسببت فيها العواصف الرعدية في حرائق مهولة في ولاية كاليفورنيا، مشيرة إلى أنه بعد صيف طويل وجاف، لا يتطلب الأمر سوى شرارة واحدة من أجل إشعال حريق كبير يصعب إخماده.


مواضيع متعلقة