كيف أدارت مصر ملف سد إثيوبيا بعيدًا عن مزايدات الإخوان؟

كيف أدارت مصر ملف سد إثيوبيا بعيدًا عن مزايدات الإخوان؟
أشاد عدد من خبراء المياه بنجاح الدبلوماسية المصرية والسياسة المصرية، التي تجلت بوضوح في جميع خطوات التفاوض مع إثيوبيا حول السد الإثيوبي، مرورًا بالالتزام بالتفاوض والمشاركة في الجلسات، للوصول لاتفاق يمنح إثيوبيا حق التنمية دون وقوع أى ضرر على مصر والسودان، وصولًا لجلسة مجلس الأمن التى ناقشت طلب مصر بشأن الحفاظ على حقوقها التاريخية، بشأن سد النهضة، بعيدًا عن الحملة الشعواء التى يقودها تنظيم الإخوان الإرهابي عبر منصاته لتشويه الدولة المصرية وإظهارها بمظهر المتنازل عن حقوق مصر المائية.
قال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مصر بدأت طريق المفاوضات منذ عشر سنوات، هذه المفاوضات بها السبيل الرئيسي للوصول للحلول خاصة المشكلات المائية وخلال هذا المشوار واجهتنا العديد من المشاكل وتوقفت المفاوضات لمدة خمس سنوات، وحاليا نمر بالمرحلة السادسة.
وتابع "شراقي" فى تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن المفاوضات التى تخوضها مصر شاقة وهناك عناد إثيوبي طيلة الوقت وظهرت فى الفترة الأخيرة العناد والمراوغة، والجانب الإثيوبي يتنصل فى بعض الموضوعات واختلاق المشكلات الجديدة، لافتا إلى تراجعها فى حديثها بشكل واضح فى مفاوضات واشنطن بعد مفاوضات دامت أربعة أشهر كانت بحضور الجانب الأمريكي والبنك الدولى وإثيوبيا لم تحضر.
وأضاف: حاليًا مفاوضتنا مع الاتحاد الأفريقي مليئة بالعثرات ومتمسكون بالمفاوضات لآخر لحظة وتقدمنا لمجلس الأمن بخطابين فى مايو ويونيو الماضي سجلنا اعتراضًا على الأسلوب الإثيوبي وطالبنا الالتزام من قبل الجانب الإثيوبي.
وأوضح أن هناك أحاديث مثارة من قبل القلة الإخوانية فى الخارج، مؤكدا أن مصر لن تلتفت إلى تصرفاتهم وأحاديثهم هى مجرد رد فعل لما يمرون به فكل تصرفاتهم وأحاديثهم عدوانية، وبالتالى لن تهتم الدولة كثيرا بما يقولونه.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، وجود تعنت شديد من الجانب الإثيوبي، وخالفت بنود وثيقة سد النهضة، ومبادئ "أمان السد، وبناء الثقة، والاستخدام المنصف"، وغيرهم من القواعد بين البلدان، كونها تهدف لإنشائه تحت أي ظرف، وهو ما يعتبر تعنتًا بالغًا ومخالفة دولية للميثاق.
وتابع فى حديثه لـ"الوطن" أن مصر لن تتنازل عن متر واحد من المياه والموقف الدولى فى صالحنا لأن هذا حقنا والتنازل عنه هو بمثابة تنازل عن حق من حقوقنا وتهديد أمن وغذاء مصر، لافتًا إلى أن مصطلح الإخوان لم يعد له وجود والقلة منهم يبحثون عن أى شيء لتهديد الاستقرار الذى تشهده البلاد الآن ومحاولة منهم لبث الثقة فى القيادة السياسية وهذا أمر بات مستحيلاً.