سفير روسيا بالقاهرة: نتطلع لإقامة شراكة مع مصر لإنتاج لقاح كورونا

سفير روسيا بالقاهرة: نتطلع لإقامة شراكة مع مصر لإنتاج لقاح كورونا
أكد جيورجي بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة، تطلع موسكو إلى إقامة شراكة مع مصر لإنتاج اللقاح الروسي المطور حديثا "سبوتنيك 5" مشيرا إلى أن مصر تعد شريكا استراتيجيا ونحن ننسق معها التعاون في مختلف المجالات .
وأضاف في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم، أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي يعد المسؤول عن إنتاج وتوزيع اللقاح في الخارج وعلى استعداد لمناقشة الطلبات ونقل التكنولوجيا إلى مصر، موضحا أن سفارة روسيا بالقاهرة أطلعت وزارتي الخارجية والصحة حول إمكانية إجراء مفاوضات ثنائية حول هذه المسالة ووفرت لهم كافة المعلومات اللازمة .
وأعرب عن سعادته بالتقييم الايجابي لسفير مصر في موسكو ايهاب نصر عن اللقاح الروسي الجديد معربا عن اعتقاده أن هذا اللقاح يمكن أن يكون الاساس لمزيد من تطوير العلاقات بين مصر وروسيا .
وقال بوريسينكو إن صندوق الاستثمار المباشر الروسي خصص 45 مليون دولار كتمويل إضافي لاكتشاف لقاح ضد فيروس كورونا المستجد حيث استغرق مركز أبحاث جالماليا بروسيا 5 أشهر لتطوير هذا اللقاح، لافتا إلى أن اللقاح الروسي يعد الأول الذي يتم تسجيله رسميا من ضمن 165 لقاحا مختلفا يتم تطويره على مستوى العالم .
وأوضح أن تطوير اللقاح الروسي له نفس التأثير على المجتمع العالمي عندما أطلق أول قمر صناعي روسي ( ترجمتها سبوتنيك باللغة الروسية) من قبل الاتحاد السوفيتي عام 1957 مؤكدا أن هذين الانجازين (القمر الصناعي واللقاح) ساهما في تطوير العلوم العالمية ولذا تم تسمية اللقاح "سبوتنيك 5."
وأفاد بوريسينكو بأن الدراسات ما قبل السريرية لهذا الدواء أظهرت القدرة على حماية الحيوانات من العدوي المميتة لفيروس (سارس كوف-2) وقد تم اختبار هذا اللقاح على مرحلتين من التجارب السريرية على مجموعتين من المتطوعين وعددهم 38 شخصا من بينهم رئيس مركز جالماليا وإحدى بنات الرئيس فلاديمير بوتين.
وأضاف أنه لم نجد أي دليل على اثار جانبية غير متوقعة بعد انتهاء التجارب وأظهر كفاءة عالية لدعم التحصين الأساسي والمعزز واستثار اللقاح أجسام مضادة قوية واستجابة مناعية خلوية ولم يصاب أي من المتطوعين بكوفيد- 19 بعد انتهاء التجارب مشيرا إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية قد بدأت في روسيا حيث سيتم إجراء الاختبار على أكثر من ألفين متطوع في بلادنا وخارجها؛ ومن المقرر أن تبدأ التجارب في كل من الامارات والسعودية والبرازيل والمكسيك والفلبين في أواخر أغسطس .
وقال إن التغييرات الطفيفة لفيروس كورونا المستجد لا تشكل أي تهديدا لأي لقاح لأنه سوف يتعامل معها وفي حالة حدوث طفرة كبيرة في الفيروس، فمن الممكن تعديل اللقاح موضحا أنه سيتم انتاج الدفعات الأولى من اللقاح خلال الأسبوعين المقبلين والتي ستوزع على العاملين في مجال الصحة في المستشفيات .
وأضاف أن المرحلة الثانية من اللقاح تستهدف حماية صحة المعلمين والمدرسين وكبار السن ومن المتوقع أن يكون التطعيم على أساس تطوعي لكافة الاعمار والمهن مؤكدا أن الفترة من ثلاثة إلي خمسة أشهر المقبلة ستشهد اختبار اللقاح على الاطفال الذي سيصبح متاحا لهم بعد اثبات سلامته .
وأفاد أنه سيتم إنتاج لقاح "سبوتنيك 5" بعد المرحلة الأخيرة من التجارب في دول أخري تحت مظلة صندوق الاستثمار الروسي الروسي الذي أقام شراكات مع الصناديق السيادية المحلية في كل من الهند وكوريا الجنوبية والبرازيل والسعودية وكوبا لتنسيق الانتاج في هذه الدول موضحا أن الخطة تهدف إلي زيادة الإنتاج إلى 200 مليون جرعة بنهاية عام 2020 من بينها 30 مليون جرعة في روسيا .
ولفت إلى أنه على الأقل 20 دولة عبرت عن اهتمامها بالحصول على اللقاح الروسي بما في ذلك الامارات وإندونيسيا والفلبين والمكسيك؛ ويعمل الصندوق الاستثمار المباشر الروسي على برنامج لتوزيع اللقاح كمساعدة انسانية في بعض الدول النامية، معربا عن اعتقاده بأنه يجب على جميع الناس على الأرض أن يحصلوا بشكل متساو على اللقاح.
وقال بوريسينكو: "اللقاح الروسي يواجه هجوما إعلاميا منسقا ومخططا بشكل جيد بهدف تشويه سمعته وتقييد المسار الصحيح لعلمائنا في تطوير دواء مضاد لكوفيد- 19"، مؤكدا أن "هذا الموقف المسيس ضد اللقاح يعرض حياة مواطنينا للخطر؛ وأن الوباء العالمي هو التحدي المشترك الذي يواجه الجميع ونحتاج إلي دعم بعضنا البعض من أجل مواجهته بأقل تكلفة ممكنة" .
وأوضح أن "روسيا لا تسعى وراء تحقيق الدخل المرتفع وأن السبب وراء الوتيرة السريعة لتطوير هذا اللقاح وتسجيله هو ضرورة حماية مواطنينا والأشخاص الآخرين من العواقب السلبية للموجات الجديدة المحتملة لفيروس كورونا"، مشيرا إلى أن موسكو أثبت قدرتها على إنتاج أنظمة اختبار ومعدات طبية وعقاقير فعالة ضد الفيروس الجديد، مؤكدا "لن ننافس دول أخرى وعلى استعداد لتقاسم أبحاثنا وخبرتنا مع الآخرين من أجل التغلب على المرض الفتاك ومنفتحين تماما على التعاون على أساس المنفعة المتبادلة".