"إخوان الشر".. الراعي الرسمي للإرهاب الدولي

كتب: إمام أحمد

"إخوان الشر".. الراعي الرسمي للإرهاب الدولي

"إخوان الشر".. الراعي الرسمي للإرهاب الدولي

عام أسود عاشته مصر قبل 7 أعوام، من يونيو 2012 إلى يونيو 2013، كتبت ثورة 30 يونيو مشهده الأخير بالإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، لكن «الجماعة» التى ودَّعت السلطة شعبياً فى «30 يونيو» ورسمياً فى «3 يوليو»، أمام شعار «الشعب والجيش إيد واحدة» قررت أن تعاقب المصريين بموجة من العنف والإرهاب لم تشهدها مصر من قبل.

اعتداء على كنائس، اعتداء على منشآت عامة، قطع طرق وشوارع رئيسية، تفجيرات وهجمات مسلحة، محاولات اغتيال لكل من اعتبروه خصماً لهم، ولم تتوقف جرائم الإخوان عند هذا الحد، بل سارعوا بالتحالف مع تنظيمات إرهابية داخل وخارج مصر، والتضامن مع دول تحمل العداء لمصر هربوا إليها واستقروا بها وتحولوا إلى أبواق لها.

خبراء ومتخصصون وصفوا الإخوان بأنهم «الجماعة الأم» للإرهاب، حيث خرج من رحم الجماعة قادة فى تنظيمات وحركات إرهابية تهدد المنطقة العربية والعالم، مثل تنظيمى القاعدة وداعش الإرهابيين، مؤكدين أن تحالف الإخوان تنظيمياً وحركياً مع تلك التنظيمات جاء بهدف تحقيق مصالح مشتركة لتقسيم الدول وإسقاط المؤسسات وتدمير الجيوش فى مصر والمنطقة.

المخطط الذى نجح فى بعض بلدان المنطقة، فشل فى مصر على مدار 7 سنوات منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين فى 14 أغسطس 2013، حيث نجحت الدولة المصرية فى مواجهة مخطط الفوضى والقضاء عليه وتحقيق الاستقرار الأمنى، جنباً إلى جنب مع إحراز قفزات واسعة فى خطط التنمية الشاملة.

خبراء: مصر هزمت مخطط نشر الفوضى بعد فض "رابعة والنهضة"

أكد خبراء عسكريون وأمنيون ومتخصصون فى شئون الجماعات الإسلامية أن مصر استطاعت هزيمة مخطط نشر الفوضى الذى عانت منه بعض البلدان العربية خلال السنوات الماضية، وأشاروا إلى أن الإرهاب شهد تغييرات عديدة ساهمت فى تطوير أنشطته وخططه وهياكله التنظيمية، موضحين أن حادث سبتمبر 2001 كان «نقطة فارقة» فى تحول الإرهاب، ثم جاء عام 2011 بتحول آخر، وصفوه بـ«المرحلة الداعشية»، ثم مرحلة «ما بعد 2013» التى شهدت الإطاحة بالإخوان من الحكم فى مصر، وإعلان داعش «وَهْم الخلافة»، وشددوا على وجود ترابط فكرى وتنظيمى بين الجماعات الإرهابية التى باتت تجمعها مصالح مشتركة، لا سيما «الإخوان والقاعدة وداعش».

الإخوان "الجماعة الأم" للإرهابيين

قال اللواء هشام الحلبى، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن مخطط نشر الفوضى فى المنطقة العربية نجح فى إسقاط بعض البلدان، لكنه فشل فى مصر، بفضل وعى الشعب وجهود مؤسسات الدولة، معتبراً أن ثورة 30 يونيو كانت «مسماراً فى نعش مشروع التقسيم والفوضى».

وأضاف أن مصر نجحت فى التصدى لهذا المشروع والحرب على الإرهاب وتحقيق الاستقرار بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، إضافة إلى إحراز خطوات كبيرة فى التنمية الشاملة على جميع المستويات، لا سيما اقتصادياً وعسكرياً خلال السنوات السبع الماضية، متابعاً: «الفارق كبير بين مصر القوية المتماسكة المستقرة فى 2020، وبين الأوضاع التى كانت تعيشها مصر فى 2013 من عنف وإرهاب ومحاولات لنشر الفوضى».

قال اللواء خالد عكاشة، الخبير الأمنى، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الإرهاب ظاهرة مستمرة منذ القدم، لكن اختلفت أشكاله وأدواته من مرحلة لأخرى، موضحاً أنه مر بمراحل متعددة اكتسب سمات خاصة مميزة لكل منها، وشهدت هذه المراحل موجات انتشار وتمدد أحياناً، وموجات تراجع أحياناً أخرى.

وحول تاريخ تطوير الإرهاب، اعتبر «عكاشة» فى تصريحات لـ«الوطن»، أن حادث 11 سبتمبر 2001 كان نقطة فاصلة فى تطور الإرهاب، إذ إنه كان البداية لانتقال الإرهاب من المستوى المحلى للمستوى العالمى، لافتاً إلى أن هذا التاريخ بمثابة نقطة فارقة سواء على مستوى الإرهاب أو التعامل معه، وتابع: «واقع الأمر أن هذا العمل الإرهابى الضخم كان بداية مرحلة تطور للإرهاب الدولى واتساع نطاقه، واكتسب معها العديد من الخصائص كالانتشار والانتقال بالعمليات الإرهابية لخارج حدود التنظيم، واستمرت هذه المرحلة حتى عام 2011».

وبعد 2011، أوضح «عكاشة» أن العالم شهد مرة أخرى تغييرات جديدة أدت لتغير فى شكل الإرهاب وأدواته وخططه، واصفاً هذه المرحلة التى بدأت منذ 2011 بـ«المرحلة الداعشية»، مع ظهور ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش)، وأوضح الخبير الأمنى أن أهم التغييرات التى لحقت بالإرهاب هو الاتجاه الجديد نحو السيطرة على الأرض وتغيير شكل الحدود بين الدول والاستيلاء على المدن وممتلكات الدول والمواطنين واتساع ارتباطاته السياسية، وعدم الاكتفاء بتوجيه ضربات أو تنفيذ عمليات فقط.

وأكد «عكاشة» أن التنظيمات الإرهابية الكبرى الثلاثة «الإخوان والقاعدة وداعش» أصبحت تواجه حالياً بعد هزيمتها تحديات داخلية وخارجية ترتبط بقيادات هذه التنظيمات وفرص استمرارها، ومن يخلفها، وتحديات ترتبط بانتقال بعض الأعضاء من «القاعدة» لـ«داعش»، والعكس أيضاً، فعلى سبيل المثال: بعد هزيمة مشروع «داعش» فى سوريا وانحسار وجوده، عاد ظهور «القاعدة» فى سوريا التى كانت موجودة أصلاً باسم «جبهة النصرة» لتصبح «هيئة فتح الشام»، وقد تسرب لها أعداد من عناصر «داعش» ليزيد تعداد عناصرها نحو 30٪ عما كان قبل سقوط «داعش» هناك، إلى جانب التحديات الخارجية الناتجة عن جهود المكافحة المختلفة للدول.

ومن جانبه، قال اللواء دكتور شوقى صلاح، خبير مكافحة الإرهاب، عضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة، إن الجماعات والتنظيمات الدينية الإرهابية ارتكبت العديد من الجرائم ضد الإنسانية، وحاولت تحقيق أهدافها السياسية من خلال تسييس الدين واستخدامه كأداة لإسقاط الدول والسيطرة على مقدرات الشعوب.

"صلاح": صنيعة الغرب

ويرى اللواء شوقى أن تلك الجماعات الإرهابية صنيعة مخطط خارجى لتحقيق أهداف استراتيجية وأطماع فى المنطقة، مشيراً إلى أن واضعى الاستراتيجية الأمنية فى الغرب رتبوا لنشأة تنظيم القاعدة، من خلال استدعاء المجاهدين الإسلاميين من بلدان مختلفة لتحرير أفغانستان من المحتل الروسى، باعتبار هذا جهاداً واجباً، وتم دعم التنظيم بالسلاح والعتاد حتى تحقق النصر وانسحبت القوات الروسية من أفغانستان، ثم تحول «القاعدة» إلى «الشبح الذى صنعه الغرب، ولم يُجد صرفه».

ويضيف أنه فى تجربة قريبة الشبه من سابقتها، مهدوا المسرح مرة أخرى لنشأة تنظيم داعش مع اختلاف فى توظيف هذا التنظيم، فتم توجيهه بحسب الأصل ضد الدول الإسلامية والعربية بصفة خاصة، وتخلصت أوروبا بهذا من آلاف المتطرفين الإسلاميين المتمتعين بجنسيات أوروبية لديها، ثم دعموا الإخوان فى الوصول إلى الحكم فى مصر وترددوا كثيراً فى تأييد ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالجماعة.

وأشار حسين عبدالراضى، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إلى وجود روابط وعلاقات تنظيمية بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية، لا سيما «الإخوان والقاعدة وداعش»، حيث تربط بين التنظيمات الثلاثة خيوط تنظيمية وأيديولوجية متبادلة، ويلعب تنظيم الإخوان دور «التنظيم الأم» لغيره من التنظيمات المنتشرة فى المنطقة العربية، موضحاً أن تنظيم الإخوان لعب أدواراً رئيسية فى تأسيس ودعم تنظيمات إرهابية أخرى مثل «القاعدة وداعش».

"عبدالراضى": مؤسسو "القاعدة وداعش" ينتمون للجماعة

وأوضح «عبدالراضى» أن «القاعدة» تأسس على يد عدد من القيادات التى كانت لها ارتباطات مباشرة مع الإخوان، ومن بينهم عبدالله عزام الذى كان عضواً فى جماعة الإخوان بالأردن منذ منتصف الخمسينات، وأيمن الظواهرى زعيم القاعدة الحالى الذى انضم للإخوان فى إحدى الفترات من حياته، وكذلك أبوبكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الذى تم قتله مؤخراً فى عملية أمريكية بسوريا، كان عضواً فى تنظيم الإخوان قبل انضمامه لـ«القاعدة» ثم تأسيسه «داعش».


مواضيع متعلقة