وزير الخارجية: لبنان يحتاج إلى "توجه جديد" يعيد الثقة ويعلي المصلحة

كتب: أ ش أ

وزير الخارجية: لبنان يحتاج إلى "توجه جديد" يعيد الثقة ويعلي المصلحة

وزير الخارجية: لبنان يحتاج إلى "توجه جديد" يعيد الثقة ويعلي المصلحة

أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن مصر تتواصل مع مختلف الشركاء الدوليين في سبيل توفير المزيد من الدعم لصالح لبنان، غير أن هذا الأمر لن يتأتى بشكل كامل، إلا من خلال "توجه جديد" يعيد الثقة إلى لبنان، ويؤهل لمرحلة جديدة على أسس مختلفة قوامها إعلاء مصلحة الشعب اللبناني وجعلها الأولوية فوق كل اعتبار.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده وزير الخارجية سامح شكري في أعقاب اللقاء الذي عقده مساء اليوم مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري والرؤساء السابقين للحكومات اللبنانية.

وأكد وزير الخارجية سامح شكري، أنه نقل إلى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومواساته في ضحايا حادث الانفجار المدمر الذي تعرضت له بيروت، وتضامن مصر حكومة وشعبًا، مع الشعب اللبناني الشقيق، في ضوء ما يربط بين الشعبين الشقيقين من أواصر الأخوة والتاريخ الممتد.

وشدد شكري، على أن هناك علاقة خاصة تربط بين مصر ولبنان، ولهذا تأثرنا في مصر كثيرًا لما تعرض له لبنان في حادث الانفجار المروع الذي وقع في ميناء بيروت البحري قبل نحو أسبوع.

وقال وزير الخارجية: "نحن نثق أن الشعب اللبناني سيتجاوز هذه المحنة العصيبة، ومصر بدورها تقدم كل دعم ممكن للبنان من خلال جسر جوي أقامته سريعًا لصالح لبنان لنقل المواد الإغاثية، وكذلك جسر بحري يتضمن المواد اللازمة للبناء وإعادة الإعمار".

وأضاف: "نتطلع إلى أن يتجاوز لبنان الشقيق هذه الأزمة وتداعيات أزمة وباء كورونا، وكذلك الأزمة الاقتصادية والسياسية التي كانت موجودة قبل وقوع الانفجار".

ولفت إلى أن المرحلة المقبلة من عمر لبنان تتطلب كثيرًا من الجهد والإخلاص من كافة الأطراف السياسية اللبنانية، لوضع منهج جديد يُمكّن لبنان من مواجهة التحديات، وضرورة استشراف المستقبل بمنهج جديد يلبي طموحات الشعب اللبناني ويحافظ على مقدراته واستقلاله وسيادته ويخرج لبنان من أزماته المتتالية.

وتابع: "مصر دائمًا سوف تكون سندا للبنان بحكم الانتماء العروبي، فضلاً عن كوننا نقدر ونعتز كثيرًا كون بيروت مركزًا للثقافة العربية على نحو ممتد، إلى جانب الارتباط الوثيق في ما بيننا على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي والحضاري، ونحن نتضامن مع لبنان وشعبه وسوف نواصل التنسيق الوثيق للعمل من أجل رفعة الشعب اللبناني وازدهاره وتجاوزه لهذه الأزمة".

كان وزير الخارجية سامح شكري، قد استهل اجتماعه مع الرؤساء السابقين للحكومات اللبنانية سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام، بالإشارة إلى أهمية الاستحقاق الدستوري الخاص بمجلس الشيوخ في مصر، والدور الذي سيضطلع به المجلس مستقبلا، وذلك ردا على استفسارات الرؤساء السابقين للحكومات.

وفي نهاية الاجتماع المطول مع الرؤساء السابق للحكومات، أدلى الوزير سامح شكري بتصريحات صحفية أكد خلالها تضامن جميع المصريين مع لبنان في مصابه الأليم جراء الانفجار المدمر الذي وقع بميناء بيروت البحري قبل أسبوع، مشيرا إلى أن لبنان بلد عربي عزيز وبيروت قلعة أساسية من قلاع الثقافة والحضارة العربية ولها مكانة في قلب كل مصري ومصرية.

وقال: "جئت اليوم لأؤكد أن القاهرة تقف تماما مع بيروت، وأن مصر تضع إمكاناتها كافة بتصرف الأشقاء اللبنانيين، ونحن نواصل الجسر الجوي في إطار الدعم الإغاثي الذي نقدمه، ونعمل جاهدين لدعم لبنان على تجاوز التدمير الذي حدث، والمرحلة التالية من الدعم المصري ستشمل إعادة الإعمار، ونحن على استعداد للمساهمة في توفير الأولويات التي تصب في صالح الشعب اللبناني، وسوف يستمر تواصلنا لتلبية كاف الاحتياجات في حدود القدرات المتاحة لدينا".

وأضاف شكري: "جئت إلى لبنان لأنقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتضامن الكامل مع الأشقاء اللبنانيين بكل ما لدى الدولة المصرية من قدرات، وفي هذا السياق فبالإضافة إلى الجسر الجوي الإغاثي الذي وجّه به الرئيس السيسي لنقل المساعدات الغذائية والطبية والأطقم الطبية المصرية للبنان والذي بدأ بعد 24 ساعة من الانفجار ولا يزال مستمرا، فإن الخبرات المصرية في إنشاء وإصلاح الموانئ البحرية حاضرة لمساعدة الأشقاء، سواء لإصلاح ميناء بيروت أو لرفع كفاءة الموانئ البحرية الأخرى في مدينتي طرابلس وصيدا".

وتابع: "كما نقلت إلى كافة المسئولين اللبنانيين الذين التقيت بهم على مدى اليوم، استعداد مصر لتقديم أي دعم أو مساعدة يحتاجها الجانب اللبناني في التحقيقات الجارية أو أي من المجالات الفنية الأخرى التي نستطيع أن نساهم بها".

وأكد وزير الخارجية أن مصر تتطلع إلى تحقيق جميع طموحات الشعب اللبناني في الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته ووحدته، وتجاوز التحديات العديدة التي تواجهه، ليس فقط تلك التي تتصل بانفجار ميناء بيروت البحري، ولكن أيضا التحديات السياسية والاقتصادية السابقة على الانفجار، وتلك المتصلة بجائحة كورونا، وكل ذلك يتطلب بشكل ملحّ تغيير التوجه والارتقاء إلى إطار مستحدث وقادر على تلبية متطلبات الشعب اللبناني لمساعدته على مواجهة التحديات على المستويين السياسي والاقتصادي.

وقال: "نحن نعتزّ بلبنان كقلعة من قلاع الثقافة العربية ونأمل أن نتجاوز من خلال التضامن العربي والحاضنة العربية الأزمة الحالية، ولدينا ملء الثقة في أن الشعب اللبناني يمتلك القدرة والعزيمة التي تؤهله لتجاوز هذه الأزمة وتبوء مركزه في قلب العالم العربي كمكون رئيسي في تحقيق أمنه القومي وألا يتأثر بتجاذبات خارج الإقليم العربي والتي تثقل على كاهله".

وأضاف: "مصر تكرس كل إمكاناتها وتتطلع من خلال شركائها الدوليين وتواصلها مع المؤسسات الائتمانية، لتوفير المزيد من الدعم إلى لبنان، وهذا لن يتأتى بشكل كامل إلا من خلال توجّه جديد يعيد الثقة للبنان ولشعبه ويؤهّل لمرحلة جديدة على أسس جديدة تزكي المصلحة اللبنانية وتجعل مصلحة الشعب اللبناني سائدة".

وتابع: "كانت لقاءاتي اليوم مع العديد من الأقطاب السياسيين تركز على هذا المعاني التي ذكرتها، وأتطلع أن يستمر هذا التنسيق والتواصل فيما بيننا".. مشيرا إلى استمرار الدعم الذي توفره مصر والتواصل والتنسيق على أساس العلاقة التاريخية التي تربط بين الشعبين المصري واللبناني.


مواضيع متعلقة