الجامعُ الأزهر.. «منبرٌ فخيم.. وخُطبةٌ مؤسفة»

حسين القاضى

حسين القاضى

كاتب صحفي

ما حدث فوق منبر الأزهر الجمعة الماضية

7/ 8/ 2020م يصيب بالدهشة والحزن، ويجعل كل مخلص يفزع لهذه الغاشية، فالمنبرُ فخيمٌ عظيم، والخطيبُ هو «د. عبدالمنعم فؤاد» العميد السابق لأهم كليات الأزهر، وأستاذ العقيدة، والخطبة منقولة على الهواء، والناس يتابعونها فى البيوت؛ لأن المساجد مغلقة، ومع ذلك فيها فواجع متعددة، نرصد (بعضها) فى الآتى:

- أخطر وأبشع ما فى الأمر أن هذه الخطبة بنفس العنوان (مكانة مصر فى الكتاب والسنة)، قالها فى قنوات فضائية يوم 30 يونيو 2013م أى يوم الثورة، واستخدم نفس النصوص القرآنية ونفس العبارات لتدعيم حكم الإخوان ضد الدولة، وكتب ذلك على صفحته، وختم بالدعاء بأن يضرب الله الظالمين بالظالمين!!، وحتى كتابة هذا المقال ما زال منشوره موجوداً على صفحته (سوف أنشره على صفحتى على الفيس).

ولا يُقال إنه ثبات على المبدأ!!، لأن النصوص القرآنية التى استخدمها منذ 7 سنوات لدعم الفوضى وتنظيم الإخوان المنحرف ضد الدولة ومؤسساتها، استخدمها هى هى فى خطبة الجمعة الماضية لدعم الدولة ومؤسساتها ضد نفس الجماعة؟! أليست هذه الحالة هى استخدام مسفٍّ للدين فى السياسة؟ والذى يستخدم عبارات ونصوصاً دينية لدعم الإخوان ضد الدولة، ثم يستخدم نفس النصوص بحذافيرها لدعم الدولة ضد الإخوان ألا يكون من علماء السلطان وأصحاب المصالح؟!

- والآفة أن دعمه للدولة والرئيس كان دعماً فجاً، يضر ولا ينفع، ويُعد خصماً من رصيدهم، وليسوا فى حاجة له، بل أجهزة الدولة نفسها تنفر من هذا الدعم المبتذل، الذى ينعكس على المستمع انعكاساً سلبياً، وللأسف تكرر هذا على منابر الأوقاف.

- إذن نحن أمام كلام تكرر بحذافيره لدعم الإخوان، فهل استغله لتحسين صورته لما يُقال عن علاقته بالإخوان والوهابية، ليُجمِّل الصورة بكلمتين عن الوطن والرئيس دون قناعة حقيقية؟ سؤال يفسره أن الخطبة جاءت بلا رُوح تسرى فى المستمع، وبلا حرارة منبعثة، والقضايا الوطنية الحساسة قدمها بصورة ركيكة، خالية من القوة، والجسارة، والحماس، والانفعال وعلو الصوت كأنه أداء موظف، فأضحت كلماته خصماً من رصيد الأزهر والوطن.

- قال: حب مصر ليس من باب الحس الوطنى المفروض، وإنما من باب الإيمان بما فى القرآن!، والعبارة هكذا من لوازم وكلام «سيد قطب».

- فإذا أضفنا إلى ذلك ضحالة فكرية وأخطاء لغوية تجاوزت العشرين، تكون الخطبة أكبر دعاية للإخوان والسلفيين، حين يرى الناسُ فصاحةَ القرضاوى وحسَّان والحوينى، يصغر فى أعينهم منبر الأزهر.

- لحن فى القرآن عدة مرات.

- ذكر حديثاً عن العمل قال بعض العلماء إنه مكذوب.

- مصطفى بكرى لم يُثنِ على الخطبة -كما زعم-، بل أثنى على قوله للبنان فقط، وأولى بالدكتور أن ينشر لنا ثناء أى من علماء أو طلاب الأزهر إن وَجد.

- إن الدكتور ليس له حظ فى المنبر، وهذا لا يعيبه، فالإمام الأكبر نفسه لا يصعد المنبر، وليس ذلك سبة، لأن الخطبة -خاصة على منبر الأزهر- مرتبطة بصفات معينة، إذا لم تتوفر فى الشخص فعليه أن يعتذر، ويمارس الدعوة من خلال أبواب أخرى -كما فعل الإمام نفسه- أو من خلال المنابر التى ليس لها مكانة منبر الأزهر.

- كتبتُ مقالاً بـ«الوطن» عنوانه: (ملاحظات حول خطبة د. فؤاد فى الأزهر)، يوم 12 / 12/ 2018م، عن خطبة ألقاها على منبر الأزهر فيها نفس الأخطاء، وها هو يعيد الأخطاء بعد سنتين ونصف.

- إن حالةً من الغضب المكتوم داخل الأوساط الأزهرية، وهم يرون (استيلاء) شخصين على منبر الأزهر فى الخُطب المنقولة على الهواء، وليس لهما صفة رسمية، والأزهر به كمّ من الخطباء المصقعين كالدكاترة: إبراهيم الهدهد، ومتولى منصور، والعوارى.. إلخ، وقبلهم خطيب الأزهر الأول الدكتور أحمد عمر هاشم.