"البقاء بالمنزل" يقفز بصناعة الألعاب الإلكترونية في 2020
الفراغ يدفع ألعاب الفيديو لتحقيق أرقام قياسية
فى الوقت الذى أثرت فيه أزمة فيروس كورونا على العديد من القطاعات الاقتصادية وبعض الصناعات وتمكنت من تكبيدها خسائر بمليارات الدولارات، إلا أن تلك الأزمة أتت بثمارها على صناعة الألعاب الإلكترونية وزيادة الإقبال على تطبيقات الألعاب على أجهزة الهواتف الذكية والحواسيب. فمع اضطرار الأفراد للبقاء فى منازلهم لأوقات طويلة، لجأ كثيرون لتلك الألعاب كوسيلة للتسلية والترفيه، حيث أسهم ذلك فى استفادة الشركات الناشئة الناشطة فى تطوير تطبيقات الألعاب الرقمية على مستوى العالم.
القيمة السوقية للألعاب الإلكترونية تزداد 100% وتسجل 400 مليار دولار.. و"تينسينت هولدينجز" تتخطى قيمة "على بابا"
ويشير تقرير صادر عن «فايننشيال تايمز» إلى أن الارتفاع المفاجئ فى معدلات أوقات الفراغ لنحو 2 مليار مستخدم للهواتف الذكية على مستوى العالم كان بمثابة الدعامة التى تسببت فى بزوغ نجوم جديدة فى عالم صناعة الألعاب الإلكترونية، مع تزايد مطرد عليها من قبل المستخدمين ضمن فئات عمرية مختلفة. وذكر موقع «جيمز اندسترى دوت بز» العالمى أن هناك 4.3 مليون لعبة إلكترونية تم بيعها فى الأسبوع قبل الأخير من شهر مارس الماضى، بزيادة قدرها 63% عن الأسبوع السابق عليه، الأمر الذى أسهم فى زيادة القيمة السوقية العالمية لصناعة ألعاب الفيديو بنسبة 100%، لتتخطى إيراداتها حاجز الـ400 مليار دولار بنهاية مارس 2020، بعد أن كان من المخطط لها أن تصل بإيراداتها إلى 138 مليار دولار بحلول عام 2021، وفقاً لموقع «استاتيستا». وعلى المستوى الدولى حققت صناعة ألعاب الفيديو أرقاماً قياسية، ففى الصين تمكنت شركة «تينسينت هولدينجز» من ارتفاع قيمتها السوقية إلى 40 مليار دولار، لتتخطى قيمتها قيمة شركة «على بابا»، باعتبارها الشركة الأكثر قيمة فى آسيا، إذ ارتفع سهمها فوق 500 دولار فى بورصة هونج كونج فى التداول خلال الشهور الماضية. فيما تستثمر شركة جوجل العالمية أموالاً طائلة فى هذا المجال، حيث أشارت آخر التقديرات إلى أن «ألفابت» (الشركة الأم لجوجل) ارتفعت قيمتها السوقية إلى 964.2 مليار دولار، بمعدل نمو بلغ 6% فى قطاع ألعاب الفيديو، معظمها عبر بيع ألعاب ومشتريات داخل الألعاب على نظامها أندرويد لتشغيل الأجهزة المحمولة. كما أعلنت شركة سونى خلال الأيام الماضية توجيه استثمارات بحوالى 250 مليون دولار فى شركة Epic Games المطورة لألعاب فيديو شهيرة مثل فورتنايت «Fortnite»، وقبل ذلك حصلت الشركة المطورة للعبة Fortnite على تمويل بنحو 1.6 مليار دولار من مستثمرين عالميين آخرين. وكشف تقرير حديث نشرته مؤسسة «لاى الدولية لخدمات الألعاب» (LAI Global Game Services) أن الدول العربية تسجل فى المقابل أعلى معدل نمو فى سوق الألعاب الإلكترونية على مستوى العالم بنسبة 25% فى الربع الأول من 2020، بينما لا تتعدى النسبة 9.2% فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و4% فى أمريكا الشمالية.
ومن جانبه يرى شريف عبدالباقى، رئيس اتحاد الألعاب الإلكترونية، أن مصر ما زالت تتعامل مع الألعاب الإلكترونية كونها مجرد وقت للترفيه والتسلية، ولكن حقيقة الأمر أنها رياضة ذهنية تساعد فى التحول لتكون رياضة بدنية بفعل تكنولوجيا الواقع الافتراضى، لافتاً إلى أن الدولة تعمل فى الفترة الحالية على التوسع فى صناعة الألعاب الإلكترونية، خاصة أنها تجلب مليارات الدولارات، مضيفاُ أن اتحاد الألعاب الإلكترونية سيتوجه خلال الفترة المقبلة لإطلاق مسابقات لاكتشاف المواهب.
وقال المهندس وليد جاد، رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن مصر ستشهد ابتكارات جديدة فى صناعة الألعاب الإلكترونية، وذلك فى ظل معدل النمو الذى شهدته بعد أن كانت هذه الصناعة لا تعرف طريقها فى مصر، مضيفاً أن الألعاب الإلكترونية عانت من بعض التحديات، أبرزها محدودية الأفكار المبتكرة مقارنة بالسوق العالمية، وانخفاض مستوى التعليم التكنولوجى، وقلة الفرص التمويلية لهذه النوعية من المشروعات.