ثريا حلمي.. عاشقة المونولوج لآخر نفس

كتب: هبة أمين

ثريا حلمي.. عاشقة المونولوج لآخر نفس

ثريا حلمي.. عاشقة المونولوج لآخر نفس

"بسلامته خطبني.. من بابا طلبني، ورضيت على عيبه، أنا قولت في عقلي راح يدفع تُقلي، والبركة في جيبه"، حكايات راحت تسردها الفتاة الشقية بالغناء عن الرجال الذين يخدعون السيدات خلال فيلم "لو كنت غني" عام 1942، "وفي ليلة عزمني ع السينما.. فيلمها نيمني عسلت، وحضرته في الضلمة اتسحب زي الريشة.. وصحيت من نومي ألاقي غوشاتي ناقصة غويشة"، اعتادت أن تناقش قضايا المجتمع ومشاكله من خلال أغنياتها، لتصبح ثريا حلمي، إحدى "أيقونات" فن المونولوج.

"إدي العيش لخبازه ولو ياكل تلات تِربع، وادي الشيء لأستاذه ولو تغرم عشان ينفع"، 26 عامًا مرت على رحيل الفنانة ثريا حلمي، التي غادرت دنيانا في مثل هذا اليوم 9 أغسطس من عام 1994، ابنة مغاغة التابعة لمحافظة المنيا، التي ولدت لأسرة فنية يوم 26 سبتمبر من عام 1923 حيث كان يعمل والدها متعهدًا للأفراح والحفلات، وتمارس شقيقتها الكبرى ليلى، الغناء في كازينو ببا عز الدين، الأمر الذي جعل "ثريا" تتجه إلى هذا النوع من الفنون وهى صغيرة لم تتجاوز السنوات العشر من عمرها.

"ليه تتشائم وتعيش طول عمرك متشائم..عندك وسواس وتخاف من الناس على أي أساس"، ذاع صيت الصغيرة ثريا حلمي، خصوصًا بعد قيامها وشقيقتها بعدة جولات فنية بالدول العربية، وتميزت وقتها بتأدية الأغنيات التي تتناول مشاكل المجتمع بطريقة تحمل مزيجًا بين الفكاهة والحركات الاستعراضية الراقصة، وبسهولة انتقلت "ثريا" في بداية شبابها إلى عالم السينما في أربعينات القرن الماضي، ونجحت في تقديم مئات المونولوجات الناجحة، ونافست وقتها ملوكًا تربعوا على عرش "المونولوج" أبرزهم إسماعيل ياسين، وشكوكو، التي شكلّت معهما ثنائيًا ناجحًا على شاشة السينما المصرية.

"آه من أبويا وآه من أبوكي.. ياغُلبي يامراري يانوني، بقى مش حرام يابابا تولعني بعد الحبيبة اللي ماليش غيرها"، شاركت ثريا حلمي مع إسماعيل ياسين، عددًا من الأفلام وقدمت معه عدد من المونولوجات، منها أفلام "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، القرش الأبيض، إسماعيل ياسين في بيت الأشباح، بشرة خير، حلال عليك، الهوا مالوش دوا، حظك هذا الأسبوع، كلمة الحق".

"آه يا زين العاشقين.. يا ورد مفتح بين البساتين، من مصر يا عيني لطنطا والنار بتشعوط قِيس، والشوق حطيته في شنطة وركبت الإكسبريس"، ومع شكوكو قدمت ثريا حلمي، عددًا من الأفلام والمونولوجات، منها أفلام "الدنيا حلوة، تار بايت، حب في الظلام".

رصيد فني كبير قدمته ثريا حلمي، منها أفلامها "اليتيمتان، حب في الظلام، موعد في البرج، زقاق المدق، كرامة زوجتي، إضراب الشحاتين، الجوع، بائعة الخبز"، فضلًا عن مشاركتها في مسلسل حكايات هو وهى، مع سعاد حسني وأحمد زكي، و "صاحب الجلالة الحب، عجيب أفندي"، ومسرحيات مثل "لوكاندة الفردوس، بنسيون الأحلام، عفوًا ياهانم، عفريت لكل مواطن".

ارتبطت ثريا حلمي، عاطفيًا بـ أنطوان عيسى، ابن شقيقة الراقصة بديعة مصابني، وتزوجته، وقررت اعتزال التمثيل في نهاية الستينات من القرن الماضي، بعدما اختفى "المونولوج" الذي كان أحد علامات السينما في الخمسينات، وفي حوار نادر لها قالت "ثريا": فنانين المنولوج من بعد إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو اختفوا، ومؤلفين المنولوج كانوا متخصصين فيه جدا ثم اتجهوا لكتابة أعمال فنية أخرى، وبالتالي المنولوج مستواه قل عن زمان وعلى وشك الاختفاء.


مواضيع متعلقة